أرشيف المقالات

البريد الأدبي

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
8 كتاب عن الصحاري المصرية من الكتب التي استرعت الأنظار أخيرا في إنكلترا وأمريكا كتاب صدر عن الصحاري المصرية بقلم الماجور جارفيس بك عنوانه: (صحراوات ثلاث) وقد كان جارفيس بك مدى ثمانية عشر عاماً حاكماً إدارياً في الصحاري المصرية وكان إلى عامين حاكم محافظة سيناء، ثم أقيل من الخدمة فيمن أقيل من الموظفين الإنكليز، وعكف على إخراج كتابه.
وقد درس جارفيس بك خلال خدمته الطويلة أحوال الصحاري المصرية من الوجهة الجغرافية والوجهة الاجتماعية، ودرس اللغة العربية ولهجات البدو دراسة حسنة، فكتابه ثمرة لدراسة مستفيضة.
وهو يقص علينا تجاربه الأولى حينما أرسل إلى العامرية محافظاً للصحراء الغربية ليشرف على ضبط الأمن والنظام في منطقة صحراوية شاسعة يجهل خواصها وأحوال سكانها.
ومن رأيه أنه خير لأهل هذه الواحات النائية أن يبقوا على حالهم من البداوة والتأخر؛ وهو أيضاً خير لحكامهم، وتزداد مهمة الحاكم صعوبة كلما تقدم هؤلاء البدو في المعرفة والتمدن.
غير أنه قد أضحى من المستحيل اليوم أن تطبق هذه النظرية بعد أن تطورت طرق المواصلات السريعة، وانتشرت الطيارة والراديو، وخرجت الصحراء عن عزلتها القديمة، وأضحت ترتبط بالعالم المتمدن.
وهنا ينظر جارفيس بك إلى مهمته نظرة استعمارية فيحمل على مواطنيه الذين يضطلعون بمثل مهمته، ويجهلون كيف تساس هذه المجتمعات المتأخرة، وكيف تحشد لواء المستعمر.
على أن كتاب جارفيس بك يحتوي بالرغم من صبغته الاستعمارية على كثير من المعلومات القيمة، وقد زين بكثير من الخرائط والرسوم شاعر إنكليزي كبير يحاضر بالقاهرة دعت كلية الآداب بالجامعة المصرية الأستاذ لاسيل ابركرومبي الشاعر الإنكليزي الكبير ليلقي بالقاهرة بعض محاضرات عن الشعر الإنكليزي والشعراء الإنكليزية وستبدأ هذه المحاضرات اليوم 13 ديسمبر بمحاضرة عن الشاعر (بن جونسون) ثم تعقبها محاضرات أخرى والأستاذ ابركرومبي من أعظم الشعراء والنقدة المعاصرين في الأدب الإنكليزي؛ ويعت اليوم بعد وفاة توماس هادري وكبلنج ودرنكوانز عميد الشعر الإنكليزي.
وهو عضو في الأكاديمية البريطانية؛ وقد شغل منصب الأستاذية في عدة من الجامعات الإنكليزية الكبيرة مثل جامعة ليدز وجامعة لندن، وموضوعه الشعر والشعراء.
وهو يشغل اليوم في إنكلترا نفس المكانة التي يشغلها زميله وقرينه الشاعر بول فاليري في فرنسا وسيكون ضمن محاضراته أحاديث عن التجديد في الشعر الغنائي والتجديد في فن الدرامة، وهما من الموضوعات التي اختص بدراستها وله فيها آراء جديرة بالتقدير. رينه دوميك نعت أنباء باريس الأخيرة الكاتب الفرنسي الكبير رينه دوميك سكرتير الأكاديمية الفرنسية.
وكان دوميك مدى ثلث قرن في طليعة الكتاب والصحفيين البارزين؛ وقد بدأ حياته أستاذاً للأدب في كلية استانسلاس، ثم عالج الكتابة في الصحف فلم يلبث أن ظهر بصفاء أسلوبه وقوة نقدة.
ولما تبوأ مركزه في الصحافة العالمية، اشتغل حيناً في جريدة (الديبا) ثم دعي إلى التحرير في مجلة العالمين الشهيرة وهنالك ظهر على صفحات هذه المجلة العظيمة إلى جانب زميله وصديقه الكاتب الكبير جول ليميتر.
ولبث دوميك أعواما طويلة يعمل في أسرة مجلة العالمين، وكان لجهوده أثر بارز في تقدم هذه الصحيفة في العصر الأخير.
واستقر المطاف بدوميك أخيراً في الأكاديمية الفرنسية حيث عين سكرتيراً دائماً لها.
وهنالك بذل دوميك أيضاً جهوداً عظيمة في تنظيم الأعمال العلمية والاجتماعية.
واشتهر دوميك بأسلوبه الذي يغلب عليه طابع الدقة والتحقيق.
وله عدة مؤلفات أدبية ونقدية أشهرها كتابه في تاريخ الأدب الفرنسي. كتاب جديد عن مكتشف أمريكا صدر أخيراً بالفرنسية كتاب جديد عن كريستوف كولمبمكتشف أمريكا عنوانه (سر كريستوف كولمب) بقلم الكاتبين شارل دي جافري ورينه لي جانتي وفيه يحاول الكاتبان تمحيص جميع الأساطير التي ذاعت حول مولد كولمب وشخصيته وجنسيته؛ ودحض المطاعن والروايات القاذفة التي ثارت حول أعماله في أواخر حياته وقد أسبغت هذه الروايات على سيرة المكتشف وعلى خلاله كثيراً من الريب، وألقت على بطولته حجاباً كثيفاً.
ويعترف الكاتبان أن بحثهما النقدي المستفيض لم يبدد كل غموض في حياة المكتشف العظيم، بيد أنه يلقي عليها كثيراً من الضياء الجديد وفاة أديب عراقي في القاهرة توفي الأستاذ محمود السيد سكرتير مجلس النواب العراقي يوم الجمعة الماضي بمستشفى الروضة على أثر عملية جراحية خطيرة ظل ثلاثة أشهر يكابد غصصها بعيداً عن وطنه، غريباً عن أهله حتى قضى نحبه المحتوم بين عناية أطبائه وعطف أصدقائه وقد أوصى وهو في سياق الموت أن يدفن في القاهرة.
والأستاذ الشاب محمود السيد كان من السابقين الأولين في ميدان الأقصوصة، وقد بدأ شوطه فيها بداية حسنة، وهو وتيمور وصاحب الحاصد البغدادية طلائع النهضة القصصية في العالم العربي.
رحمه الله رحمة واسعة وعزى فيه الشباب العراقي خير العزاء الرطانة واللغة الإنجليزية لما فتح العرب فارس والشام ومصر فشت الرطانة في اللغة العربية.
ونقصد بالرطانة ما أطلق عليه المؤرخون (اللحن) وقد أثرنا الرطانة لأنها أعم، إذ اللحن لا يعدو الخطأ في الإعراب.
وما حدث للغة العربية منذ ثلاثة عشر قرناً يحدث مثله اليوم للغة الإنجليزية.
فقد فشت في آسيا الشرقية وجزر المحيط الهادي رطانة إنجليزية أطلقوا عليها هذه اللفظة بدجن، فقالوا وهي خليط من الإنجليزية والصينية لا يعسر على الإنجليزي أن يفهمها بعد أسابيع من إقامته هناك.

وقد فشت هذه الرطانة الإنجليزية في دور العلم والمعاهد الصينية ولاسيما في هونج كونج التي تنفذ منها الثقافة الإنجليزية إلى قلوب الصينيين.

ويحاول الإنجليز جهدهم تخفيف هذه الرطانة ولكنهم لا يفلحون باكونين صدر في إنجلترا في الأسبوع الفارط كتاب عن الفوضوي الروسي باكونين هو أكبر مؤلف في غير الروسية عن هذا الرجل السياسي الخطر الذي يرجع إليه الفضل في الحركة النهلستية التي أقضت مضجع القيصر وأقلقت بال حكومته، والتي كمنت في الشعب الروسي البائس، لتنفجر في هذه الثورة الجامحة الهدامة التي قام بها لنين وتروتسكي واتباعهما.

ومؤلف الكتاب هو الأديب المؤرخ الإنجليزي الكبير ا.
هـ.
كار.

وقد استطاع أن يلم بحياة المترجم إلماماً يثير الإعجاب ومن أحسن ما قال فيه: (فلإن تكن جهود باكونين قد انتهت آخر الأمر إلى أيدي عصابة من الأبالسة، فليس الذنب ذنب تعاليمه، فالرجل كان ينشد لروسيا حرية وحكومة صالحة أمينة على مرافق الأمة، لا حكومة جبارة حمراء، تستمد حمرتها من الدماء الزكية التي تسفكها.

وقد كان باكونين غولاً يرتعد منه القيصر، فلما فر الزعيم من وجهه إلى أوربا ناشد قياصرتها باسم المودة أن تقبض عليه وتبعث به إليه.

وقد فعلوا.

فقد قبض عليه في درسدن وحوكم بتهمة التآمر على سلامة الدولة وحكم علية بالإعدام، وأرسلت به الحكومة إلى النمسا ولا ندري لماذا، فأيدت الحكم عليه بالإعدام محاكمها الإمبراطورية.

ثم أرسل من هناك إلى روسيا، فصدر عليه نفس الحكم؛ ثم خفف بالنفي إلى أصقاع سيبريا.

وقد ظل هناك بضع سنين.

وكتب إلى القيصر يستعطفه ويرجوه أن يمنح البلاد بعض الحقوق الدستورية، ولكن القيصر سخر بكتابه.

غير أن باكونين فر من منفاه، واستطاع أن يركب البحر إلى أمريكا، ومنها إلى أوربا، ووصل إلى كوبنهاجن، ولكن عيون القيصرية كانت تترصده، فثنى عنانه إلى فرنسا، واستقر في ليون، يعاني شظف العيش ويتجرع غصص الحياة، حتى وافته منيته سنة 1875)
.
هذا وقد تأثر كبار أدباء الروس بتعالم باكونين وفي مقدمتهم دستوفسكي وتولستوي وترجنيف تطور القصة البوليسية تشغل القصة البوليسية اليوم أوسع مكان في الأدب القصصي، بل هي اليوم احب أنواع القصص الشعبي وهي تستهوي الشباب بنوع خاص، ومن ثم كانت العناية بتهذيبها وصقلها اليوم.
ويعتقد البعض خطأ أن القصة البوليسية حديثة العهد بين أنواع القصص؛ والواقع أنها قديمة النشأة وتجد مادتها في التاريخ بكثرة غير أنها اتخذت في العصر الحديث صبغتها الفنية الجديدة، واصبح بطلها التقليدي رجلاً مغموراً لا أسرة له، يستهويه بحث الغامض وتحقيق القضايا المعقدة ومطاردة الجناة البارعين في التستر والتخفي.
وقد كان هذا البطل في البداية يقدم إلينا في صور وصفات بغيضة أخصها القسوة والخشونة وحب التنكيل والتشفي؛ وفي مثل هذه الصورة يبدو لنا (جافير) أحد أبطال قصة (البؤساء) لفكتور هوجو؛ ولكن هذه النزعة تطورت في العصر الأخير تطوراً ظاهراً وغدا بطل الرواية البوليسية شخصاً محبوباً يتصف بالتواضع والبراعة والخلال الحسنة، ويحب الخير، ولا يقسو إلا على المجرمين العابثين.
وكان أول من قدم إلينا هذا النوع من الأبطال الكاتب الفرنسي (أميل جابوريو)، وهو بلا مراء أعظم كتاب القصة البوليسية في فرنسا؛ وتلاه بعد ذلك جمهرة من الكتاب البارعين أضحت أبطالهم البوليسية شخصيات محبوبة تثير الإعجاب.
ومن هؤلاء السير كونان دويل مبتكر شخصية شرلوك هولمز؛ وبوتسون دي تيراي مبتكر شخصية روكامبول اللص البارع والبوليس المدهش معا؛ وموريس لبلان مبتكر شخصية أرسين لوبان وغريمه الشرطي جانيمار، وغيرهم.
وتتجه القصة البوليسية اليوم إلى نوع من القصص التهذيبي المفيد بعد أن ظهر أنها أحب أنواع القصص إلى الشباب.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣