أرشيف المقالات

كان خلقه القرآن

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
كان خلقُه القرآن
 
وصفت السيدة عائشة - رضي الله عنها - رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: "كان خلقُه القرآن".
 
ومعنى ذلك: أنه صلى الله عليه وسلم كان ملتزمًا بما أمر به القرآن، مبتعدًا عما نهى عنه.
 
وبهذا كان صلى الله عليه وسلم مبينًا للسلوك الذي يطلبه القرآن في جانبيه: الإيجابي والسلبي.
 
وقد وردت آيات في سورة الأنعام تبين الخط العام فيما ينبغي الابتعاد عنه، والخط العام فيما ينبغي الالتزام به.
 
قال تعالى: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [1].
 
قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه، فليقرأ هؤلاء الآيات[2]...
 
وهكذا تقرر الآيات الكريمة أن الامتناع عن الشر، من الشرك والقتل وارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ضرورة من الضرورات التي بها تستكمل الفضائل.
 
وقد كان صلى الله عليه وسلم، القدوة والأسوة في البعد عما نهي عنه.
وبهذا استحق الوصف بالخلق العظيم[3].
 



[1] سورة الأنعام، الآيات (151 – 153).



[2] تفسير ابن كثير عند تفسير هذه الآيات الكريمة.



[3] ذكرت هذا الموضوع للدلالة على أن الابتعاد عن الشر، هو الجانب الآخر في بنيان الأخلاق الكريمة.

شارك الخبر

المرئيات-١