أرشيف المقالات

فوائد وخصال تختص بصلاة الجماعة دون غيرها من كلام الحافظ ابن حجر

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2فوائد وخصال تختص بصلاة الجماعة دون غيرها من كلام الحافظ ابن حجر (رحمه الله)   عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((صلاة الجماعة تفضُل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة))[1].   قال الحافظ[2] - وهو يعدِّد الخصال التي تفضُل بها صلاة الجماعة صلاة الفذ -: فأولها: إجابة المؤذِّن بنية الصلاة في الجماعة.   وثانيها: التبكير إليها في أول الوقت.   وثالثها: المشي إلى المسجد بالسكينة.   ورابعها: دخول المسجد داعيًا.   وخامسها: صلاة التحية عند دخوله.   كل ذلك - مما تقدم - بنيَّة الصلاة في الجماعة.   سادسها: انتظار الجماعة.   سابعها: صلاة الملائكة عليه، واستغفارهم له.   ثامنها: شهادتهم له.   تاسعها: إجابة الإقامة.   عاشرها: السلامة من الشيطان حين يفر عند الإقامة.   حادي عشرها: الوقوف منتظرًا إحرام الإمام، أو الدخول معه في أي هيئة وجده عليها.   ثاني عشرها: إدراك تكبيرة الإحرام كذلك.   ثالث عشرها: تسوية الصفوف وسد فُرَجها.   رابع عشرها: جواب الإمام عند قوله: (سمع الله لمن حمده).   خامس عشرها: الأمن من السهو غالبًا، وتنبيه الإمام إذا سها بالتسبيح أو الفتح عليه.   سادس عشرها: حصول الخشوع والسلامة عما يلهي غالبًا.   سابع عشرها: تحسين الهيئة غالبًا.   ثامن عشرها: احتفاف الملائكة به.   تاسع عشرها: التدرب على تجويد القراءة، وتعلم الأركان والأبعاض.   العشرون: إظهار شعائر الإسلام.   الحادي والعشرون: إرغام الشيطان بالاجتماع على العبادة، والتعاونِ على الطاعة، ونشاطِ المتكاسل.   الثاني والعشرون: السلامة من صفة النفاق، ومن إساءة غيرِه الظنَّ بأنه ترك الصلاة رأسًا.   الثالث والعشرون: رد السلام على الإمام.   الرابع والعشرون: الانتفاع باجتماعهم على الدعاء والذِّكر، وعود بركة الكامل على الناقص.   الخامس والعشرون: قيام نظام الألفة بين الجيران، وحصول تعاهدهم في أوقات الصلوات.   فهذه خمس وعشرون خَصلة ورد في كل منها أمر أو ترغيب يخصه، وبقي منها أمران يختصان بالجهرية، وهما: 1- الإنصات عند قراءة الإمام والاستماع لها. 2- والتأمين عند تأمينه ليوافق تأمين الملائكة.   تنبيهات: الأول: مقتضى الخِصال التي ذكرتُها اختصاصُ التضعيف بالتجمع في المسجد، وهو الراجح في نظري، وعلى تقدير ألا يختص بالمسجد؛ فإنما يسقط مما ذكرته ثلاثة أشياء، وهي: 1- المشي. 2- والدخول. 3- والتحية.   فيمكن أن تعوَّض من بعض ما ذُكر مما يشتمل على خَصلتين متقاربتين أقيمتا مقام خصلة واحدة كالأخيرتين؛ لأن منفعة الاجتماع على الدعاء والذِّكر غير منفعة عود بركة الكامل على الناقص، وكذا فائدةُ قيامِ نظام الألفة غيرُ فائدة حصول التعاهد، وكذا فائدةُ أمن المأمومين من السهو غالبًا غير تنبيه الإمام إذا سها، فهذه ثلاثةٌ يمكن أن يعوَّض بها الثلاثة المذكورة فيحصل المطلوب.   الثاني: لا يرِدُ على الخصال التي ذكرتُها كون بعض الخصال يختص ببعض من صلَّى جماعة دون بعض: كالتبكير في أول الوقت، وانتظار الجماعة، وانتظار إحرام الإمام ونحو ذلك؛ لأن أجر ذلك يحصل لقاصده بمجرد النية، ولو لم يقع، والله أعلم"[3].


[1] أخرجه البخاري رقم: (619)، ومسلم رقم: (650).
[2] فتح الباري (2 /134). [3] انتهى كلامه رحمه الله بتصرف يسير.



شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير