أرشيف المقالات

(إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم)

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
2﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [سورة النحل: 104]   آية كريمة تنبِّه السامعَ والقارئ الواعي العاقل لكتاب الله عز وجل، إلى حقيقةٍ حدَّدها الحقُّ سبحانه وجلاَّها في هذه الآية.   حيث إن الذين لا يؤمنون - أي: الذين لا يصدقون التصديق الحقيقيَّ الصافي العميق الصادق الذي ينجرُّ عنه العمل والفعل - إيمانًا بتلك الحقيقة لا يقبل الشكَّ والرَّيب أبدًا، ﴿ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.   حيث إن آيات الله عز وجل هي كلُّ دليلٍ قاطعٍ وجازم ودامغ، يشير بالبرهان والمنطق والسبب إلى وجود الله سبحانه، ويؤكِّد عظمتَه وقدرته، وأنه المعبود الذي يُسجد ويُخضع له لأحقيته بذلك.   فمن لا يصدِّق هذه الحقيقة التصديقَ الصحيح والكامل والواعي فإن الله سبحانه لا يهديه؛ أي: لا ييسر ولا يُنير له سُبل وطُرق الهداية وبلوغ البراهين والمعرفة واليقين والرشاد، هداية تجعل المؤمن المصدّق ناعمًا بتلك الحقيقة مطمئنًّا سعيدًا مستبشرًا؛ فهي هدايةٌ كاملة لا يبحث عن بديلٍ لها؛ لأنها تغني الإنسان، وتحقق له الراحةَ والطمأنينة والأمان يقينًا.   تلك الحقيقة هي التي بعدم إيمان الإنسان بها الإيمان الجدِّي الفعَّال، يكون الإنسانُ كافرًا بها، رغم أن الحجَّة والمنطق والفطرة والعقل يؤكِّدها؛ لذلك لا يهتدي الإنسان؛ بل وينعكس عليه سلبًا؛ بالعذاب الأليم، وعدم الراحة والطمأنينة والمعاناة، والابتعاد عن سُبل السلام والرشاد والاعتدال والأمن، فهو مضطرِب قلِق مرتاب؛ وذلك لأنه أنكَر ولم يؤمن ولم يصدِّق ما أكَّدته آياتُ الله سبحانه تأكيدًا واضحًا جليًّا بوحدانية الحقِّ سبحانه وعظمة قدرته، وأنه الخالقُ البديع العلي الحكيم تشريعًا بإقرار العبودية الحق لهُ وحده جل في علاه.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن