أرشيف المقالات

اليمين الغموس سبب لإعراض الله عن العبد

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2اليمين الغموس سببٌ لإعراض الله عن العبد
اليَمِينُ الْغَمُوسُ سَبَبُ إعراضِ اللهِ تَعَالَى عَنْ العَبْدِ يَومَ القِيَامَةِوهذا علامة على سَخَطِ اللهِ تَعَالَى نعوذ بالله من سخطه فَعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ وَرَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا قَدْ غَلَبَنِي عَلَى أَرْضٍ لِي كَانَتْ لأَبِى.
فَقَالَ الْكِنْدِيُّ هِيَ أَرْضِي فِي يَدِي أَزْرَعُهَا لَيْسَ لَهُ فِيهَا حَقٌّ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْحَضْرَمِيِّ: «أَلَكَ بَيِّنَةٌ».
قَالَ لاَ.
قَالَ: «فَلَكَ يَمِينُهُ».
قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ فَاجِرٌ لاَ يُبَالِى عَلَى مَا حَلَفَ عَلَيْهِ وَلَيْسَ يَتَوَرَّعُ مِنْ شَيْءٍ.
فَقَالَ: «لَيْسَ لَكَ مِنْهُ إِلاَّ ذَلِكَ» فَانْطَلَقَ لِيَحْلِفَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَدْبَرَ: «أَمَا لَئِنْ حَلَفَ عَلَى مَالِهِ لِيَأْكُلَهُ ظُلْمًا لَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ وَهُوَ عَنْهُ مُعْرِضٌ» [1].
قال النووي رحمه الله: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لِيَقْتَطِعَ» فَالتَّقْيِيدُ بِكَوْنِهِ فَاجِرًا لَا بُدَّ مِنْهُ وَمَعْنَاهُ هُوَ آثِمٌ وَلَا يَكُونُ آثِمًا إِلَّا إِذَا كَانَ مُتَعَمِّدًا عَالِمًا بِأَنَّهُ غَيْرُ مُحِقٍّ[2].   الْيَمِينُ الْغَمُوسُ سَبَبُ حرمان الجنة: وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ سَبَبُ الحرمان مِنَ الْجَنَّةِ، ومن أعظم أسباب دخول النَّارِ فعن أَبَي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ»[3].   الْيَمِينُ الْغَمُوسُ سَبَبُ سَخَطِ اللهِ تَعَالَى عَلَى العَبْدِ: الْيَمِينُ الْغَمُوسُ من أعظم أسْبَابِ سَخَطِ اللهِ تَعَالَى عَلَى العَبْدِ فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَـامًـا لاَ يُبَايِعُهُ إِلاَّ لِدُنْيَاهُ، إِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَـهُ، وَإِلاَّ لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُـلٌ يُبَايِعُ رَجُلاً بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أُعْطِىَ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ، فَأَخَذَهَا، وَلَمْ يُعْطَ بِهَا»[4].   وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ، هُوَ عَلَيْهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وَهْوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً ﴾ الآيَةَ.[5]   قال الشوكاني رحمه الله: هَذَا وَعِيدٌ شَدِيدٌ لِأَنَّ غَضَبَ اللَّهِ سَبَبٌ لَانْتِقَامِهِ وَانْتِقَامُهُ بِالنَّارِ، فَالْغَضَبُ مِنْهُ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَلْزِمُ دُخُولَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِ النَّارَ[6].   وقال الشعبي في قول الله تعالى: ﴿ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ﴾ هو اليمين الغموس.


[1] مسلم- كتاب الإيمان، باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار- حديث: ‏225‏ [2] شرح النووي على مسلم - رضي الله عنه 2/ 162) [3] رَوَاهُ أَحْمَدُ- حديث: ‏23450‏، وابْنُ مَاجَة- كتاب الأحكام، باب من حلف على يمين فاجرة ليقتطع بها مالاً، حديث: ‏2321‏ بسند صحيح [4] رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ- كتاب الشهادات، باب اليمين بعد العصر، حديث: ‏2548‏، ومسلم- كتاب الإيمان، باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار، حديث: ‏182‏ [5] رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ- كتاب تفسير القرآن، سورة البقرة، باب إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا، حديث: ‏4284‏ ومسلم- كتاب الإيمان، باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار- حديث: ‏222‏ [6] - نيل الأوطار - رضي الله عنه 8/ 348)



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢