أرشيف المقالات

احترس فالجرة لن تنجو كل مرة من الانكسار

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2احترس فالجرة لن تنجو كل مرة من الانكسار   عذرًا إن طال صمتي من غير تبريرٍ، فالتبرير في طياته لم يعد بحاجة لشروحات كثيرة؛ حيث اختزل الصمت السؤال والجواب معًا، عذرًا إن كان في ميزان كلماتي إيقاع من اختلاف، فقد ترددت كثيرًا في أن أعود حيث تألقت يومًا ما؛ لأن العودة تحتاج لطاقة وقوة وقد خانتاني اليوم، ولكن بإصرار الأنامل أن لا يضيع القلم في طيَّات النهر الجاري اخترت بلسمًا لحرفي، أن يجود بما استطعت من كلامٍ طيب المقام والمقال معًا، لطفًا انتبه لإشارات التوقف مني، فقد أحتاط بعض الوقت لومضات من حقيقة، وكيف لي بغير الحقيقة أن أكتب بعد اليوم سوى رياحينها التواقة للنور، وأيُّ حقيقة؟ إنها السلام والأمل والربح الوفير ولو من تحت الأتعاب، هي هكذا ألحان الإنجاز تصعد العلا بعد طول ركود لها بسب أو بغير سبب، ومن قال: إنَّ الميلاد كان بغير مخاضٍ عسير؟ أوقع ضجيجًا وأصمت برهة حتى ينجلي كل التعب؛ لئلا يصير أتعابًا في المستقبل.   لأول مرة أبدو هكذا إنسانًا آخر، وقد تكون المرة الأولى كانت يا متابعي أن تحاول أن تبدو كما وصفت، ربما شعرت بهذا التغير، لكنك لم تجد له وصفًا مناسبًا، ها قد حانتْ فرصة التصريح بما تريد أو ما أريد، فقد نختلف في النيات، ولكن نتفق أننا ظلمنا يومًا ما، ولسنا الآن نعيد سيرة قديمة ولن نظل بقدر ما نحن هنا؛ لأن الواجب يفرض علينا الحضور ولو لم نستطع، فتمام الإنجاز يتطلب مقاومة أخرى ولو لم يكن بالميسور تحقيقها، لكنها ستحقق نفسها بنفسها، حيث إنَّ الصراع بين الثبات والسقوط له ما يشده إلى سندٍ قوي ليس ينهار بعد اليوم بإذن الله تعالى، ولو أنَّ في برنامج البشر ضعفًا ثم قوة ومن بعد قوة ضعفًا آخر، ولكن تتالي ضربات الانكسار علمتنا كيف نتقي ضربات قد تباغتنا على حين فجأة، فالحرب خدعة دائمًا وللمؤمن فراسة توفر له اختزالاً في الخير والشر ولو اجتمعا في آنٍ واحدٍ، أحب من شئت فإنك ستفارقه، وارفع منازل من رغبت فإنَّ الأزمات توقع بمن رفعت؛ لذلك لا تعط للمقامات أعالي أكثر من حجم أطوالها، ولا تلبس أوسمة لأناس ليسوا بالمرة في مستوى الأمانة، فاحترس لو وقعت من يدك الجرة، فلربما تكسرت وليست تستعيد الحلة من جديد، هكذا تكون قد تعلمت درس الرأي الأول من أول نظرة، ولا داعي لأن تعطي للعاطفة متسعًا من الاختيار للتمييز بين هذا وذاك، بل اقرأ من عينيك ملامح الثقة في إيماءات تعطيك فواصل في خصال من تخاطب.   ربما كبرت قبل السن المحددة للكبر، وربما تعلمت قبل طور التعلم النهائي، لكنها مدرسة الحياة من أكسبتني ثقة جديدة في نفسي أن أتريث كثيرًا في التفكير، وأسرع أكثر في اتخاذ قرار الرفض حينما لا يعجبني موقف من المواقف، فالوقت ليس دائمًا يعطي ما ترجوه من نتائج التريث؛ لأن فصل المشاكل منه المستعجل ومنه الثقيل المحمل.   في سرورك وسروري كلمتان، وفي كفاحك وكفاحي لغتان، فالكلمتان فرج أكيد، واللغتان صمت طويل، هكذا هو درب من ذاق مر الجوار فابتعد مسافات في الحوار، ولبى نداء السكوت إلى حين تستفيق العقول من سبات الغرور، لكن احترس أن تسقط الجرة من يدك وتثق كثيرًا أنها لن تنكسر؛ فلربما انكسرت بين يديك قبل أن تقع على الأرض تحسرًا على من قسا قلبه عليك واعتصرك الألم منه لدرجة أنك لم تشعر إلا وفتات الجرة بين يديك، اكتف بأخذ نفسٍ طويل أحسن وقل: قدر الله وما شاء فعل، فلن تستطيع أن تعيد غائبًا رحل.   ولن تستطيع أن تعيد ابتسامة ساحرة كانت لحظاتها خاطفة، لا لشيء إلا لأنها كانت ساحرة بسبب صدقها وفنها في أن تؤثر في قلوب من أحبوك، فعلاً كنت جذابًا بتواضعك، وكنت رائعًا بطيبتك، فقط احترس؛ لأني أخشى من الانكسار انتكاس الخاطر، وأخاف من الوقوع امتداد ظلم المخادع.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن