أرشيف المقالات

تفسير سورة الشعراء للناشئين (الآيات 61 - 136)

مدة قراءة المادة : 11 دقائق .
2تفسير سورة الشعراء للناشئين (الآيات 61 - 136)   معاني المفردات من (61) إلى (83) من سورة «الشعراء»: ﴿ تراءى ﴾: رأى كل منهما الآخر. ﴿ الجمعان ﴾: جمع موسى وجمع فرعون. ﴿ مدركون ﴾: ملحقون، أي يلحقنا فرعون وجنوده فيقتلوننا. ﴿ كلا ﴾: لن يدركوكم، فلا تقولوا مثل هذا الكلام. ﴿ سيهدين ﴾: سيهديني إلى طريق النجاة والخلاص. ﴿ فِرْق ﴾: قطعة من البحر مرتفعة. ﴿ كالطَّود العظيم ﴾: كالجبل الشامخ الثابت. ﴿ وأزلفنا ثمَّ الآخرين ﴾: وقربنا هنالك آل فرعون من البحر. ﴿ آية ﴾: عبرة عظيمة، ودلالة على قدرة الله. ﴿ إلاَّ رب العالمين ﴾: لا أعبد إلا رب الخلائق جميعها. ﴿ يهدين ﴾: يهديني لما فيه مصلحتي. ﴿ يطعمني ويسقين ﴾: بما يسر من الأسباب السماوية والأرضية. ﴿ فهو يشفين ﴾: لا يقدر على شفائي أحد غيره بما يقدر من الأسباب الموصِّلة إليه. ﴿ هب لي حكمًا ﴾: أعطني الحكمة. ﴿ وألحقني بالصَّالحِين ﴾: واجعلني مع الصالحين.   مضمون الآيات الكريمة من (61) إلى (83) من سورة «الشعراء»: 1 - تواصل الآيات قصة موسى عليه السلام وقد رأى فريق موسى فريق فرعون، كما رأى فريق فرعون موسى ومن معه، ولم يبق إلا المقاتلة والدفاع، وعند ذلك قال أصحاب موسى - في خوف: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61] ولكن نبيّ الله موسى عليه السلام طمأنهم إلى أن الله معه وسيهديه، وتقدمهم، فأوحى الله إليه أن يضرب البحر بعصاه، فإذا بالبحر ينفلق قطعًا كالجبال الشامخة الثابتة، وتصير فيه طرق جافَّة يمكن السير فيها، فسار موسى ومن معه من المؤمنين حتى وصلوا إلى شاطئ النجاة.
وسار فرعون وجنوده في البحر الذي توقفت مياهه ظنًّا منهم أنهم سيعبرونه كما عبر موسى ومن معه، ولكن الله سبحانه وتعالى أطبق عليهم البحر فغرقوا جميعًا.   2 - ثم تذكر الآيات أمر الله سبحانه وتعالى للنبيّ بأن يتلو على المشركين قصة إبراهيم عليه السلام وقومه؛ لأنهم كانوا يزعمون أنهم ورثة إبراهيم، وأنهم على دينه القديم، وهم يشركون بالله، والمشهد المعروض من هذه القصة في هذه الآيات هو رسالة إبراهيم إلى قومه، وحواره معهم حول العقيدة، وإنكار الآلهة المزعومة.
والاتجاه بالعباد إلى الله وحده، والتذكير باليوم الآخر.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة، من (61) إلى (83) من سورة «الشعراء»: 1 - الله سبحانه وتعالى هو واهب النِّعم، وهو الخالق الرازق وحده، وهو القادر على كل شيء، وهو الذي يسبب الأسباب، ويجعلها توصل إلى المطلوب، وإن شاء عطلها فلم توصل إلى شيء، وهو المتصرِّف وحده في شؤون خلقه، لا إله إلا هو، ولا معبود بحقٍّ سواه.   2 - ضرورة التأدُّب مع الله سبحانه وتعالى بإسناد الخير إليه، وإسناد الشرّ إلى النَّفس.   3- نصرة الحق ما نصره أهله، وإزهاق الباطل مهما طغى وتجبَّر.   معاني المفردات من (84) إلى (111) من سورة «الشعراء»: ﴿ لسان صدق ﴾: ثناء حسنا. ﴿ ورثة جنة النعيم ﴾: من أهل الجنة الباقين فيها. ﴿ واغفر لأبي ﴾: واجعله من أهل المغفرة بالإسلام.
(وقد رجع إبراهيم بعد ذلك عن هذا الدعاء عندما نهاه الله عن ذلك). ﴿ الضالين ﴾: الكافرين. ﴿ ولا تخزني ﴾: ولا تفضحني ولا تذلني. ﴿ بقلبٍ سليم ﴾: بقلب سالم من مرضى النفاق والكفر. ﴿ وأزلفت الجنَّة ﴾: قربت. ﴿ بُرِّزت الجحيم ﴾: أظهرت. ﴿ للغاوين ﴾: للضالِّين عن طري قالحق. ﴿ فكبكبوا فيها ﴾: فألقى الأصنام في الجحيم ومعهم المشركون. ﴿ جنود إبليس ﴾: شياطينه أو متبعوه من عصاة الإنس والجن. ﴿ نسوِّيكم بربِّ العالمين ﴾: نجعلكم وإياه سواء في استحقاق العبادة. ﴿ حميم ﴾: قريب أو شفيق يهتم بأمرنا. ﴿ كرَّة ﴾: رجعة إلى الدنيا. ﴿ أخوهم ﴾: في النسب لا في الدين. ﴿ ألا تتقون ﴾: ألا تتقون الله، وتعبدونه وحده. ﴿ الأرذلون ﴾: السفلة المذنبون.   مضمون الآيات الكريمة من (84) إلى (111) من سورة «الشعراء»: 1 - تعرض الآيات مشهدًا من مشاهد يوم القيامة يتنكر فيه العباد للآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله، ويندمون على الشرك الذي انتهى بهم إلى العذاب، وتتحدث عن فساد عقيدة الشرك ومصير المشركين في يوم الدين.   2 - ثم تتحدث عن قصة نوح عليه السلام لتوضِّح العبرة من نهاية الشرك والتكذيب، فتعرض دعوته لقومه إلى تقوى الله سبحانه وتعالى وإلى أن يطيعوه فيما يدعوهم إليه من عبادة الله وحده، وأن يعلن لهم أنه لا يطلب منهم أجرًا على هدايتهم؛ لأن أجره على الله وحده، ويكرِّر مؤكدًا طلب التقوى والطاعة، ولكنهم رفضوا دعوته متكبرين طالبين منه أن يطرد المؤمنين الفقراء.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (84) إلى (111) من سورة «الشعراء»: 1 - لا ينفع الكافرين والمشركين دعاء لهم ولا استغفار؛ لأن الله سبحانه وتعالى لن يغفر لهم ماداموا قد ماتوا على ذلك.   2 - لن ينفع الإنسان يوم القيامة ما له، ولا أولاده، ولن يدفعوا عنه عذاب الله، ولن ينجو إلا من أتى الله بقلبٍ سليم من الكفر والشرك والنفاق، ولكن إذا جمع المال من الحلال المشروع، وأنفق في وجوه البر والخير، فإنه ينفع صاحبه يوم القيامة، وكذلك الأولاد إذا كانوا صالحين قد أحسن تربيتهم، فإنه ينتفع بهم في الدنيا والآخرة.   3 - يجب أن نقتدي بإبراهيم عليه السلام في إخلاصه وتوكله على الله، وعبادته لله وحده، لا شريك له وتبريه من الشرك وأهله، وشكره لله على نعمه، وفي دعائه وضراعته لربه.   معاني المفردات من (112) إلى (136) من سورة «الشعراء»: ﴿ إن أنا إلا نذير مبين ﴾: ما عليَّ إلا أن أحذِّركم من العذاب. ﴿ من المرجومين ﴾: من المقتولين بالحجارة. ﴿ فافتح ﴾: فاحكم. ﴿ الفلك المشحون ﴾: السفينة المملوءة. ﴿ الباقين ﴾: من كفر به. ﴿ عاد ﴾: قوم هود عليه السلام. ﴿ ألا تتقون ﴾: ألا تخافون عذاب الله. ﴿ ريع ﴾: مكان مرتفع عال. ﴿ آية ﴾: بناءً شامخًا. ﴿ تعبثون ﴾: تلهون ببنائها. ﴿ مصانع ﴾: قصورًا أو حصونًا. ﴿ لعلَّكم تخلدون ﴾: ترجون الخلود في الدنيا. ﴿ بطشتم ﴾: اعتديتم. ﴿ بطشتم جبَّارين ﴾: متجاوزين الحد في الاعتداء. ﴿ أمدَّكم ﴾: أعطاكم. ﴿ وجنَّات ﴾: وبساتين. ﴿ أوعظت ﴾: أنصحت.   مضمون الآيات الكريمة من (112) إلى (136) من سورة «الشعراء»: 1 - تواصل الآيات قصة نوح عليه السلام وقد رفض طلبهم؛ لأنه لا يعلم ضمائرهم، فالله وحده هو المطَّلِع على ما في قلوبهم، وهو الذي سيحاسبهم، وما داموا قد أعلنوا الإيمان فلا يمكن أن يطردهم لأي سبب آخر مهما كان؛ لأنه ليس إلا نذير من عند الله عز وجل.   2 - وهنا يعلن القوم عن سفاهتهم فيهددون نوحًا بالرجم حتى الموت إذا لم يكفَّ عن دعوته، فيلجأ نوح إلى ربه داعيًا أن يفتح بينه وبين قومه، ويستجيب الله له، فيغرق المكذِّبين وينجي المؤمنين.   3 - ثم تعرض موقف قوم هود عليه السلام الذين كانوا يسكنون الأحقاف، وهي جبال رمليَّة بالقرب من حضرموت من ناحية اليمن، فتوضح دعوة هود عليه السلام لقومه والنهاية التي انتهى إليها المكذبون منهم، حيث دعاهم هود عليه السلام إلى تقوى الله وخشيته موضحًا لهم أنه رسولٌ من عند الله، وأنه لا يطلب على ذلك أجرًا منهم؛ فأجره على الله وحده.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (112) إلى (136) من سورة «الشعراء»: 1 - ليست الحضارة المادية وحدها هي الطريق لسعادة الإنسان، وإنما تكون كذلك إذا اتخذت وسيلة لإرضاء الله وطاعته واستخدمت في الخير وفي منفعة البشرية.   2 - حرص أنبياء الله على هداية الناس وخوفهم عليهم من العذاب وزهدهم فيما عند الناس وطلبهم الأجر والثواب من الله عز وجل.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١