أرشيف المقالات

رؤوس أقلام (5)

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
2رؤوس أقلام (5)   سكوت حميد ونطق سديد قرأت في "جامع بيان فضل العلم" لابن عبد البر (1/220) من أبيات: فإنْ سكتوا ففكرٌ في معادٍ ** وإنْ نطقوا فقولهمُ سديدُ
وقرأت في "معجم البلدان" (4/34) أبياتًا للمرار الفقعسي منها: إذا سكتوا رأيتَ لهم جمالًا ** وإنْ نطقوا سمعتَ لهم عقولا[1]
و قرأت في "الرسالة القشيرية"، و"مدارج السالكين" (2/376)، و"البرهان في علوم القرآن" (3/105)، و"نفحات الأنس" للجامي (1/213): إذا نطقتْ جاءتْ بكلِّ مليحةٍ[2] **  وإنْ سكتتْ جاءتْ بكلِّ مليحِ ♦♦♦♦   الوفاء هو المطلوب قال الشاعر نصر بن أحمد الخبزأرزي (ت:3٢٧هـ) من أبيات: كم أناسٍ رعَوْا لنا حين غابوا** وأناسٍ خانوا وهُمْ حُضّارُ (يُنظر: معجم الأدباء ٦ /27٤٧) وهو ظاهرٌ في أنَّ المُعوَّل على ما في القلوب، وعلى الوفاء، لا على قرب المكان أو بُعده. ♦♦♦♦   عناوين مستغربة تمرُّ بي عناوين مستغربة يَجمعُ فيها أصحابُها بين ألفاظ عربية وأخرى من لغات أخرى، وتزداد الغرابةُ حين تُضاف تلك الألفاظ إلى أسماء وألفاظ ومصطلحات شرعية، ومن ذلك هذا العنوان: "استراتيجية القرآن الكريم في معالجة الفواحش وسدِّ طرقاتها" وهو عنوانٌ لرسالة ماجستير في التخطيط الاستراتيجي، أُجِيزتْ في دولة عربية! ♦♦♦♦   تاريخ الكتب اعتاد الباحثون الكتابةَ عن تاريخ المُؤلِّفين، وغفلوا عن تاريخ المؤلفات. والواقع أنَّ للمؤلَّفات تاريخًا كما للمُؤلِّفين، وحبذا الالتفاتُ إليه والعناية به. ومِنْ تاريخ المؤلفات تتبُّع مَنْ درَسها ودرَّسها وقرأها وحفظها...
وقد قمتُ في خدمتي لـ "توضيح قطر الندى" لشيخنا الشيخ عبد الكريم الدَّبَان التكريتي بكتابة فصل بعنوان: "صفحة من دراسة الكتاب على مرِّ السنين" جمعتُ فيه ما وقفتُ عليه من أخبار قراءة "القطر وشرحه" وحفظهما وتدريسهما، وقلتُ في المقدمة: قدَّمتُ للكتاب بـ: "الجهود العلمية المبذولة في خدمة قطر الندى"، ثم بـ "صفحة من دراسة الكتاب على مرِّ السنين"، لأظهرَ أهميته، وكيف كان لبنة علمية مهمة في التكوين العلمي للعلماء والدراسين. وجميلٌ لو اتُّبِعَ هذا في مقدمات التحقيق. ♦♦♦♦   حديث لا يصح كتبَ إليَّ أحدُ الإخوة يقول: "هل هذا حديث: "مَنْ قال: الله وفي قلبه محبةُ الله فحافظُه الله، وناصرُه الله"، وما درجته؟" أقول: ليس هو بحديثٍ نبوي، ولا يجوز نسبته إليه عليه الصلاة والسلام. ♦♦♦♦   شاعر فحل من العلماء الشعراء الفحول أبو اليمن ابن عساكر الدمشقي المكي (ت:686هـ)، وقد قام صديقُنا البحاثة الدؤوب الدكتور عبد الرازق حويزي بجمع شعره، وهو حقيقٌ بذلك، جديرٌ به، وشعرُه في الحرمين والمشاعر من أجمل الشعر. ومِنْ قصيدة له في النبي صلى الله عليه وسلم: وعلى فقدهِ فقدْ ردَّدَ الجذ عُ حنينًا لبُعدهِ بانتحابِ وحقيقٌ لأعينٍ فارقتْهُ أنْ تسح الدموعَ سحَّ السَّحابِ فعلى فرقةِ الأحبة يَبكي كلُّ ناءِ المزارِ بَعْد اقترابِ فانثنى نحوَهُ يُسكِّنُ منه باحتضانٍ لهُ جوى الأَوْصابِ أين منّا النشيجُ خوفَ نواهُ مِنْ أنينِ الجمادِ والأخشابِ؟   والقصيدة في "ملء العيبة" (5/194-200). ♦♦♦♦   اللذة الباقية روى أبو نُعيم في "حلية الأولياء" (6/291) عن التابعي الجليل الإمام الرّباني القدوة محمد بن واسع (ت: 123هـ) -رحمه الله- قولَه: "ما بقي في الدنيا شيء ألذُّهُ إلا الصلاة في الجماعة، ولقاء الإخوان". فقلتُ: وليس لنا منَ اللذات شيءٌ ألذُّ من الصلاة معَ الجماعهْ تؤدِّي فرضَ ربِّك في خشوعٍ وتلك -إذا عرفتَ- أجلُّ طاعهْ وقد تلقى أخًا حرًا نبيلًا يُعلِّمُكَ البَصارةَ والقناعهْ ♦♦♦♦   مُبتدآت وأخبار من اللفِّ والنشر المُفصّل المُرتّب هذه المُبتدأت الخمسة التي تقابلها خمسة أخبار، في قول الشاعر صفي الدين: وجدي حنيني أنيني فِكْرتي ولَهي = منهمْ إليهمْ عليهمْ فيهمُ بهمُ ♦♦♦♦   اغمرني بنورك من الدعوات التي كان يُكرِّرها كثيرًا الأستاذُ محمود شيت خطاب - رحمه الله تعالى -: "اللهم اغمرني بنورِك الذي لا يقلُّ ولا ينطفي". ♦♦♦♦   خير المال قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه "ابن قيم الجوزية" ص 291 عن حديث: "خير المال عينٌ ساهرة لعينٍ نائمة": "بحثتُ عنه فلم أجده". أقول: لعله يقصدُ أنه لم يجد له سندًا مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فالنص نُسِبَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم في كتبٍ كثيرةٍ، ومنها كتبُ السيرة، والمحاضرات، واللغة، وغريب الحديث. ونُسِبَ في"الكامل" للمبرد (1/189) وغيرهِ إلى معاوية. وذُكِرَ في "مجمع الأمثال" (1/244) ولم يُنْسبْ إلى قائل. ♦♦♦♦   تصحيف جاء في ترجمة الإمام النحوي الشيخ بهاء الدين ابن النحاس في كتاب "الفلاكة والمفلوكين" للدلجي ص 103 (طبعة النجف1385هـ-1965م): "كان يتحدثُ في تعليمه وخطابه بلغة عامة الحلسيين، ولا يتقعَّرُ في كلامه".   ولفظة "الحلسيين" مصحفة عن "الحلبيين" كما يُؤخذُ من مصادر ترجمته الأخرى، والشيخ حلبي غادر حلب إلى القاهرة بعد الاجتياح التتري الأول، وتوفي هناك.   وولادته سنة (627هـ)، وفاته سنة (698هـ)[3]. ♦♦♦♦   خطأ الزركلي قال الزركلي في ترجمة الشامي صاحب "السيرة الشامية" في "الأعلام" (7/155): "جمعهُ مِنْ ألفِ كتاب".
ونقل هذا من "فهرس الفهارس والأثبات" (2/1063). وسبقهما إلى ذلك الشعراني في "الطبقات الصغرى". وهو خطأ، لأنَّ المؤلِّفَ يقولُ في مقدمته (١/١): "هذا كتابٌ اقتضبتُه مِنْ أكثر من ثلاث مئة كتاب". وهو في نحو (١٠٠٠) باب كما قال المؤلفُ في المقدمة أيضًا (1/6)، فلعل الاشتباه جاء من هنا. وقد ذَكَرَ أبرزَ مصادره في المقدمة. ♦♦♦♦   "شرح ألفية السيرة" لابن حجر من مؤلفات الحافظ ابن حجر التي لم يُتمها: "شرح ألفية السيرة" لشيخه العراقي[4]، وقد ذكره الشيخُ الشامي ضمن مصادره في كتابه "سبل الهدى والرشاد"، مُصطلحًا على ذكره باسم: "شرح الدرر" -كما في المقدمة (١/٥) ط مصر- ونقلَ عنه في ثلاثة مواضع. وهذه نقولٌ مهمةٌ عن هذا الكتاب الذي لم نره. ♦♦♦♦   بيت عاقل إنَّ من الشعر لحكمة، ومِنْ حكمة الشعر هذا البيت العاقل: وأعقلُ الناسِ[5] مَنْ لم يرتكبْ عملًا ** حتى يُفكِّرَ ما تجني عواقبُهُ قرأتُه في كتاب "بهجة الناظرين فيما يُصلح الدنيا والدين" لعبد الله آل جار الله ص3٨9.
ط دار الصميعي (1417هـ).


[1] وهو في "العلماء العزّاب" ص 40 بلا نسبة. [2] في "الرسالة" و"المدارج": ملاحة. [3] وما جاء في الفلاكة (618) فخطأ. [4] انظر: "الحافظ ابن حجر العسقلاني" للأستاذ عبدالستار الشيخ ص 469. [5] وفي "مجلة المنار": "وأحزمُ الناس". أقول: والحزم من العقل.



شارك الخبر

المرئيات-١