احترام المسلم لشعائر غَيْرِه الوطنية والدينية
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
(س13 و14) من ج. ا.
بمصر. جناب الأستاذ العالم الشيخ رشيد رضا المحترم. حَبَّذَا لو تكرّمتم بإبداء معلوماتكم السديدة , وآرائكم المفيدة عن السؤالين الآتيين، وما ذلك إلا حبًّا في الإفادة والاستفادة. 1- هل يجوز لأحد المسلمين أن يراعي شعائر الدولة التابع لها أم لا؟ مثلاً إذا فرض وجود بعض المسلمين التابعين لدولة مسيحية كروسيا وغيرها، هل يتحتم على الرعايا المسلمين في مثل هذه الأحوال أن يُجَارُوا الشعب في شعائرهم مع وجود المغايرة في الاحتفالات الدينية، بمعنى هل يليق بهم أن يقوموا بالاحترام اللازم للقيصر أو للحاكم إذا مرّ في الشوارع , أو قابلوه في محله كما تفعل الرعية التي على دين ملكها أو حاكمها.
وهل يتشارك المسلمون في إقامة الاحتفالات التي تقوم بها الدولة التابعون لها كاحتفالها بعيد ملكها أو بعيد وطني , أو يجب تجنب مثل هذا الاحترام وهذه الاحتفالات بغير الملوك المسلمين. 2- هل يجوز للمسلم احترام شعائر غيره الدينية أم لا؟ مثلاً إذا أراد أحد المسلمين دخول كنيسة مسيحية أو ما شاكلها , وطلب منه رفع عمامة أو مجاراة الشعب في عوائده الدينية، هل له أن يفعل هذا أم يمتنع. هذا ما أردنا الاستفهام عنه من عالم خبير مثلكم، فنرجو الإجابة، إما عموميًّا في مجلتكم الزاهرة، أو خصوصيًّا باسمي، والسلام. (ج) أما الاحتفالات والشعائر الوطنية , فيباح للمسلم أن يشترك فيها مع أهل وطنه ما لم تشتمل على محرم في الإسلام , كشرب الخمر على اسم الملك الذي يسمونه النخب. وأما الشعائر الدينية فلا يجوز للمسلم أن يشارك غير المسلمين فيها كأن يصلي معهم كصلاتهم الخاصة بهم , كالتي تكون منهم في الكنيسة وهم مكشوفو الرؤوس متوجهون إلى قبلتهم، وإن لم يقل قولاً يحظره الإسلام.
فالمحظور في هذا المقام يرجع إلى أمرين: أحدهما: الإتيان بما هو ممنوع في الإسلام , كتعظيم صور الأنبياء والصالحين , أو طلب الخير أو دفع الشر منهم. وثانيهما: العمل الديني الخاص بغير المسلمين , بحيث لو عمله المسلم لعده رائيه منهم، هذا ما اتفق عليه الفقهاء فيما نعلم , ولعلنا نفصل القول في ذلك بعد.