فوائد متفرقة من مصنفات العلامة السعدي (2)
مدة
قراءة المادة :
15 دقائق
.
فوائد متفرقة من مصنفات العلامة السعدي (2) الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فهذه فوائد متفرقة من مصنفات العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله، أسأل الله الكريم أن ينفعني وجميع القُرَّاء بها.
شجرة الإيمان:
الإيمان شجرة أصلها الاعتقادات السلفية، وأسُّها وأصلها الإخلاص لرب البرية، وساقها الأخلاق الجميلة، والأعمال الصالحة، والأقوال السديدة.
من أسباب العشرة الطيبة بين الزوجين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنة، إن كَرِهَ منها خُلُقًا، رضي منها آخر))؛ رواه مسلم.
هذا الإرشاد من النبي صلى الله عليه وسم للزوج في معاشرة زوجته من أكبر الأسباب والدواعي إلى حسن العشرة بالمعروف، فنهى المؤمن عن سوء عشرته لزوجته، والنهي عن الشيء أمر بضدهِ، وأمره أن يلحظ ما فيها من الأخلاق الجميلة، فإن الزوج إذا تأمل ما في زوجته من الأخلاق الجميلة، والمحاسن التي يحبها، ونظر إلى السبب الذي دعاه إلى التضجر منها وسُوء عشرتها، رآه شيئًا واحدًا أو اثنين مثلًا! وما فيها مما يحب أكثر، فإذا كان منصفًا، أغضى عن مساويها، لاضمحلالها في محاسنها، وبهذا: تدوم الصحبة، وتُؤدى الحقوق الواجبة والمستحبة، وربما أن ما كره منها تسعى بتعديله أو تبديله.
وأما من أغضى عن المحاسن ولحظ المساوي- ولو كانت قليلة – فهذا من عدم الإنصاف، ولا يكاد يصفو مع زوجته.
احتساب الزوجة في طاعة الزوج وخدمته:
وينبغي أن تحتسب الأجر عند الله في طاعة الزوج، وخدمته، وإدخال السرور عليه، وخصوصًا إذا كَبِرَ، أو مرض، مع ما لها من الخير العاجل في ذلك، قال الله تعالى: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34].
البشرى للمؤمن في الدنيا والآخرة:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، أرأيت الرجل يعملُ العمل من الخير، ويحمده أو يحبه الناس عليه؟ قال: ((تلك عاجل بشرى المؤمن))؛ [مسم]، أخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن آثار الأعمال المحمودة المعجلة أنها من البشرى؛ فإن الله وعد أولياءه وهم: المؤمنون المتقون بالبشرى في هذه الحياة وفي الآخرة.
والبشارة: الخبر أو الأمر السارُّ الذي يعرفُ به العبدُ حسن عاقبته، وأنه من أهل السعادة، وأن عمله مقبول.
أما في الآخرة، فهي البشارة برضا الله وثوابه، والنجاة من غضبه وعقابه، عند الموت، وفي القبر، وعند القيام إلى البعث، يبعث الله لعبده المؤمن في تلك المواضع بالبشرى على يدي الملائكة، كما تكاثرت بذلك نصوص الكتاب والسنة، وهي معروفة.
وأما البشارة في الدنيا التي يعجلها الله للمؤمنين- نموذجًا وتعجيلًا لفضله، وتعرفًا لهم بذلك وتنشيطًا لهم على الأعمال- فأعظمها: توفيقه لهم للخير، وعصمتُه لهم من الشرِّ، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((أما أهل السعادة، فييسَّرون لعمل أهل السعادة)) فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرةً له، مسهَّلةً، ومحفوظًا بحفظ الله عن الأعمال التي تضُرُّه، كان هذا من البشرى التي يَستدلُّ بها المؤمن على عاقبة أمره، فإن الله أكرمُ الأكرمين، وأجودُ الأجودين، وإذا ابتدأ عبده بالإحسان أتمَّهُ.
ومن ذلك...إذا عمل العبدُ عملًا من أعمال الخير...وترتب على ذلك محبة الناس له، وثناؤهم عليه، ودعاؤهم له، كان هذا من البشرى أن هذا العمل من الأعمال المقبولة، التي جعل الله فيها خيرًا وبركة.
• ومن البشرى في الحياة الدنيا: محبةُ المؤمنين للعبد؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾[مريم: 96]؛ أي: محبة منه لهم، وتحبيبًا لهم في قلوب العباد.
• ومن ذلك: الثناء الحسن، فإن كثرة ثناء المؤمنين على العبد شهادة منهم، والمؤمنون شهداء الله في أرضه.
• ومن ذلك الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له، فإن الرؤيا الصالحة من المبشرات.
• ومن البشرى: أن يقدر الله على العبد تقديرًا يحبُّهُ أو يكرهُهُ، ويجعل ذلك التقدير وسيلةً إلى صلاح دينه، وسلامته من الشرِّ.
وأنواع ألطاف الباري لا تُعدُّ ولا تُحصى ولا تخطرُ على البال، ولا تدور في الخيال.
مراتب الدعوة إلى الله:
قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125] وهذه مراتب الدعوة إلى الله تعالى:
فالدعاء بالحكمة لمن معه فهم وحسن قصد، فيكفي في دعوته أن يبين له الحق؛ لأن معه ما معه من الرغبة يدعوه إلى فعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه.
والدعاء بالموعظة الحسنة يكون لمن معه شهوة وإعراض، فإنه يبين له الحق، ويرغب ويرهب، فلا يكفي فيه مجرد تبين الحق؛ لأن داعي الشهوة يمنعه من اتباع ما أمر به، فإذا قوبل بالترغيب والترهيب، كان أبلغ وأنجح.
والمجادلة بالتي هي أحسن تكون للمعارض- والعياذ بالله من ذلك- فهذا لا ينفع فيه الوعظ ولا التذكير، فيجادل بالتي هي أحسن.
الذنوب سبب العقوبات في الدنيا والآخرة:
قوله صلى الله عليه وسلم: ((يا أمة محمد، والله ما من أحدٍ أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أمته)) ففي هذا: بيان أن سبب العقوبات في الدنيا والآخرة هي الذنوب، فبين غيرة الله تعالى إذا انتهكت محارمه التي من أعظمها الزنا، فإنه غالبًا لا يمهل صاحبه، والله تعالى غيور.
التعزية:
يستحب تعزية المصاب بالميت، والتعزية ليست كما يظن بعض العوام أنها مجرد قول: ((أعظم الله أجرك،وأحسن عزاك، وغفر لميتك)) بل هي كما قال أبو الوفاء بن عقيل، قال رحمه الله كلامًا معناه: إن التعزية هي أن تأتي إلى قلب قد هدته المصيبة وغيرته، فلا تزال تلقي عليه من الآيات والأحاديث والترغيب والترهيب حتى ترده إلى الحق، فهذه التعزية حقًّا، سواء كانت مشافهة، أو بكتابة إذا كان بعيدًا.
وأما ما يفعله بعض الناس اليوم، بل كلهم إلا النادر، فليست بتعزيةٍ، وهي لتهييج الأحزان أقرب منها للتعزية.
مراعاة المصالح وتقديم الراجح منها:
كان الشيخ عبدالله أبا بطين يرى فطره [يقصد الشيخ يوم الثلاثين من شعبان إذا حال دون رؤية الهلال غيم أو قتر] ولما كان قاضيًا في عنيزة كان يعمل برأيه، فلما راح إلى بريدة، وكان قاضيها تلميذه الشيخ سليمان بن مقبل، وكان يرى صيام ذلك اليوم، فتابعه الشيخ عبدالله أبا بطين على رأيه، فقيل له في ذلك، فقال: الخلاف شر والاجتماع خير...فالعلماء رحمهم الله تعالى يراعون المصالح ويقدمون الراجح منها.
من ثمرات الإخلاص:
المخلص لله قد علق قلبه بأكمل ما تعلقت به القلوب من رضوان ربه وطلب ثوابه، وعمل على هذا المقصد الأعلى فهانت عليه المشقات، وسهلت عليه النفقات، وسمحت نفسه بأداء الحقوق كاملة موفرة، وعلم أنه قد تعوض عما فقده أفضل الأعواض وأجزل الثواب وخير الغنائم.
وأيضًا من ثمرات الإخلاص أنه يمنع منعًا باتًّا من قصد مُراءاة الناس وطلب محمدتهم، والهرب من ذمهم، والعمل لأجلهم، والوقوف عند رضاهم وسخطهم، والتقيد بإرادتهم ومرادهم، وهذا هو الحرية الصحيحة أن لا يكون القلب متقيدًا متعلقًا بأحد من الخلق.
ومن ثمرات الإخلاص أن العمل القليل من المخلص يعادل الأعمال الكثيرة من غيره، وأن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال: ((لا إله إلا الله خالصًا من قلبه)) وأنه أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: ((رجلان تحابَّا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقًا عليه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه))، وأن المخلص يصرف الله عنه السوء والفحشاء ما لا يصرفه عن غيره، قال الله سبحانه وتعالى عن يوسف: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 24] قرئ بكسر اللام وفتحها، وهما متلازمتان؛ لأن الله تعالى لإخلاصهم جعلهم من المخلصين.
ومن ثمرات الإخلاص الطيبة أن المخلص إذا عمل مع الناس إحسانًا قوليًّا أو فعليًّا أو ماليًّا أو غيره، لم يبال بجزائهم ولا شكرهم؛ لأنه عامل الله تعالى، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
فالمخلصون هم خلاصة الخلق وصفوتهم، وهل يوجد أكمل ممن خلصت إرادتهم ومقاصدهم لله وحده، طلبًا لرضاه وثوابه.
شرح حقائق هذا الدين كافية لجذب الخلق إليه:
فلو تصدى للدعوة إلى هذا الدين رجال يشرحون حقائقه، ويُبينون للخلق مصالحه، لكان ذلك كافيًا كفاية تامة في جذب الخلق إليه؛ لما يرون من موافقته للمصالح الدينية والدنيوية، ولصلاح الظاهر والباطن من غير حاجة إلى التعرض لدفع شُبه المعارضين، والطعن في أديان المخالفين.
فإنه في نفسه يدفع كل شُبهةٍ تعارضهُ؛ لأنهُ حق مقرون بالبيان الواضح، والبراهين الموصلة إلى اليقين، فإذا كُشِفَ عن بعض حقائق هذا الدين صار أكبر داعٍ إلى قبوله ورجحانه على غيره.
وجوب معرفة ثلاثة أمور في الأسباب:
يجب على العبد أن يعرف في الأسباب ثلاثة أمور:
أحدها: ألا يجعل منها سببًا إلا ما ثبت أنه سبب شرعًا وقدرًا.
ثانيها: ألا يعتمد العبد عليها، بل يعتمد على مسببها ومقدرها، مع القيام بالمشروع منها، وحرصه على النافع منها.
ثالثها: أن يعلم أن الأسباب مهما عظمت وقويت فإنها مرتبطة بقضاء الله وقدره ولا خروج لها عنه، والله تعالى يتصرف فيها كيف يشاء، إن شاء أبقى سببيتها جارية على مقتضى حكمته ليقوم بها العباد ويعرفوا تمام حكمته حيث ربط المسببات بأسبابها والمعلولات بعللها، وإن شاء غيرها كيف يشاء لئلا يعتمد عليها العباد وليعلموا كمال قدرته، وأن التصرف المطلق والإرادة المطلقة لله وحده، فهذا هو الواجب على العبد في نظره وعمله بجميع الأسباب.
من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه في الدنيا والآخرة:
من ترك شيئًا لله تهواه نفسه عوضه الله خيرًا منه في الدنيا والآخرة، فمن ترك معاصي الله، ونفسه تشتهيها عوضه الله إيمانًا في قلبه، وسعة، وانشراحًا، وبركة في رزقه، وصحة في بدنه، مع مَا لَهُ من ثواب الله الذي لا يقدر على وصفه، والله المستعان.
ضعف اليقين في قلوب كثيرٍ من المؤمنين:
ما أضعف اليقين في قلوب كثيرٍ من المؤمنين! تجدهم الآن قد استولى عليهم اليأس، وظنوا أن أمر الإفرنج الغربيين الآن سيظهر وسيدوم، وأن أهل الإيمان لا قيام لهم، وأنهم لا بد مغلوبون وأعداؤهم لا بد غالبون، وسبب هذا: نظرهم إلى الأسباب المدركة بالحس، وقصروا النظر عليها، ولم يقع في قلوبهم أن وراء الأسباب المشاهدة أسبابًا غيبية أقوى منها! وأمورًا إلهية لا تعارض ولا تمانع، وآفات تطرأ، وقواتٍ تزول، وضعفًا يزول، وأمورًا لا تدخل تحت الحساب، فهؤلاء أهل الكتاب، ذو القوة والشوكة، قد غرتهم أنفسهم، وظنوا أن حصونهم مانعتهم وأنهم يمتنعون فيها، ولم يخطر في قلوب المؤمنين خروجهم منها حتى جاءهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون، واستولى عليهم الضعف والخراب من حيث لا يشعرون، وللكافرين أمثالها، فالمؤمن حقًّا هو الذي ينظر إلى قدر الله وقضائه، وما له من العزة والقدرة، ويعلم أن هذا لا تعارضه الأسبابُ وإن عظمت، وأن نمو الأسباب ونتاجها متحقق إذا لم يعارضه القدر، فإذا جاء القدر اضمحل عنده كل شيء، ولكن الأسباب محل حكمة الله وأمره، فأمر المؤمنين بالاستعداد لعدوهم ظاهرًا وباطنًا، فإذا فعلوا المأمور ساعدهم المقدور.
التجارات نوعان:
أحدهما: تجارة ربحها الجنات؛ وهي تجارة الإيمان والجهاد في سبيل الله، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾[الصف: 10، 11]، فهؤلاء هم الرابحون حقًّا، وهم الذين تحققوا بالإيمان ظاهرًا وباطنًا فاجتهدوا في علوم الإيمان...في أعماله الباطنة كمحبة الله ورسوله وخشية الله وخوفه ورجائه، وفي أعماله الظاهرة كالأعمال البدنية والمالية والمركبة منهما- وجاهدوا أنفسهم على هذا، وجاهدوا أعداء الله بالحجة والبرهان، والسيف والسنان.
وثانيهما: تجارة ربحها الخسران وأصناف الحسرات، وهي كل تجارة مشغلة عن طاعة الله، ومفوتة لتلك التجارة الرابحة، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾[الجمعة: 11] وكم في القرآن من مدح تلك التجارة والحث عليها، والثناء على أهلها، ومن ذم التجارة الأخرى والزجر عنها والذم لأهلها، وأهل التجارة الرابحة إذا اشتغلوا بتجارة المعاش لم تكن قاطعة لهم عن تجارتهم، بل ربما كانت عونًا لهم عليها إذا أحسنوا فيها النية، وسلموا من المكاسب الرديئة، وأخذوا منها مقدار الحاجة، قال تعالى: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِالزَّكَاةِ ﴾[النور: 37] فلم يقل: إنهم لا يتجرون ولا يبيعون، بل أخبر أنهم لو فعلوا ذلك لم يشغلهم عن المقصود وهو ذكر الله وأمهات العبادات، وعطف البيع على التجارة-وإن كان البيع داخلًا فيها- لأنه أعظم الأسباب التي تحصل بها التجارة وأنواع المكاسب وأبركُها والله أعلم.
أسباب الخير الديني والدنيوي:
الخير الديني والدنيوي له أبواب وأسباب، من وفق لدخولها وسلوكها أفضت به إلى كل خير، وأساسها أمران: إخلاص العمل لله في كل قول وعمل وفي كل حركة وسكون.
والاجتهاد في الإحسان إلى الخلق بالعلم، والنصح، والجاه، والبدن، والمال، والتوجيه إلى مصالح الدين، وإلى مصالح الدنيا، فمن وفق للإخلاص والإحسان بحسب اجتهاده ومقدوره، فقد وفق لكل خير، وهانت عليه الطاعات، وسهلت عليه المشقات، واستحلى كل صعوبة تقربه إلى الله، وأصل ذلك توفيق الله واللجوء إليه، قال شعيب صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾[هود: 88].
المراجع: كتب الشيخ التي تمَّ الرجوع إليها:
♦ نور البصائر والألباب.
♦ بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار.
♦ شرح عمدة الأحكام.
♦ فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق المستنبطة من القرآن.
♦ الدرة المختصرة في محاسن الدين الإسلامي.
♦ القول السديد في مقاصد التوحيد.
♦ الأجوبة السعدية عن المسائل القصيمية.
♦ القواعد الفقهية.
♦ المواهب الربانية من الآيات القرآنية.