باسمك رب وضعت جنبي وبك أرفعه
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
باسمك رب وضعت جنبي وبك أرفعهفي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ»[1].
راوي الحديث:
أبو هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسيرضي الله عنه،أسلم عام خيبر وشهِدها، ولازَمالنبي صلى الله عليه وسلم، واعتنى بحديثه، وأكثر من روايته لكثرة ملازمته له، توفِّي بالمدينة سنة سبع وخمسين.
معاني الكلمات:
أَوَى: أي ذهب.
بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ: أي طرف الإزار الذي يلي الجسد.
مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ: أي ما حدث بعده في الفراش.
ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّ: أي قائلًا أو مستعينًا باسمك يا رب.
وَضَعْتُ جَنْبِي: أي الأيمن.
وَبِكَ أَرْفَعُهُ: أيبالحياة أو بالبعث.
أَمْسَكْتَ: أي توفيت، وقبَضت روحي في النوم.
أَرْسَلْتَهَا: أي رددتَ الحياة إليها، وأيقظتَها من النوم.
فَاحْفَظْها: من المعصية ومخالفة أمر الله سبحانه وتعالى، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
بِما تحفَظُ: أي من التوفيق والأمانة.
عِبادَك الصَّالحينَ: أي القائمين بحقوق الله وعباده.
المعنى العام:
يستحب أن ينفضَ فراشه قبل أن ينام عليه؛ لئلا يكون فيه حيَّةٌ أو عقرب، أو غيرهما من المؤذيات؛ لأن البيوت إذ ذاك كانت مظلمة لم يكن فيها المصابيح، فأمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بنفض الفراش قبلَ النوم عليه؛ حتى لا يُؤذيه ما دخلَه من المؤذيات، وينبغي أن ينفض ويدُه مستورةٌ بطرَف إزاره؛ لئلا يحصُل في يده مكروه، ثم يقول:«بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسـِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ».
الفوائد المستنبطة من الحديث:
1) استحباب الدُّعَاء بهذا الذِّكر عند النوم.
2) استحباب التسمية قبل كل أمر مهمٍّ، والاستعانة بالله على القيام به.
3) استحباب النوم على الجانب الأيمن.
4) وجوب التوكل على الله في كل الأمور.
5) وجوب قصد الله وحدَه لا شريك له بالعبادة.
6) وجوب الانقياد لقدر الله وشرعه.
7) حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه كلَّ ما ينفعهم من أمور دينهم ودنياهم.
8) تقرير توحيد الربوبية؛ إذ من مفردات توحيد الربوبية أن الله يُحيي ويُميت.
9) تقرير مبدأ الإيمان بالبعث والنشور.
[1] متفق عليه: رواه البخاري (5845)، ومسلم (4889).