أرشيف المقالات

يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
2﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾   آيةٌ كريمة فيها خِطابٌ إلى الناس كافة؛ وجب التوقُّف عنده والنظر إليه، ودراسته وتأمُّله، وتِبيانُ مدلولاته ومقاصده. من ذلك أرى أنه: خطابٌ فيه تذكيرٌ للناس بحال ووضعيةٍ ميَّزت طبيعةَ خلقِهم، بان وظهر عليهم بجلاء ووضوح.   فما فُطِر عليه النَّاس من أخلاقٍ وقيمٍ وميولٍ إلى تنزيه النَّفس وتطهيرِها وتصفيتِها من كلِّ الشَّوائب والنقائص؛ بمعنى الخير والشرِّ، الحق والباطل، الصلاح والفساد، العلم والجهل، الإيمان والكفر، ومدى سَعْي الناس وإجماعِهم على أن ذلك هو سبيلُ راحةِ الإنسانِ وطمأنينته ونجاته - مثلُ برهان جاء الناس وظهر عليهم، فكان تفعيلُه واتِّباعه وتعزيزه لدى الإنسان أمرًا ضروريًّا ولازمًا، وما يستتبع ذلك من ضرورةِ عدمِ الظُّلم للحق أو كفره أو تجاوزه، أو الرِّضا والتسليم والاتباع لما خالفه أو حاد عنه.   فكان ذلك برهانًا للناس، وجب التفكُّر فيه والقيام له. فالناسُ في حياتهم ووجودهم أمامهم تساؤلاتٌ واستفهامات حول خلقِهم ومصيرهم والخلق المحيط بهم، كلها تنطوي تحت خانةِ ضرورةِ السَّعي إلى طرحها وتبيانها؛ سعيًا إلى إيجاد السُّبل المفضية لإيجاد اليقينِ، وتجاوز الحيرة والرَّيب.   خاصة وأن الناسَ لهم ميزة ظاهرة، أجمَعوا على وجودها وأقَرُّوها، وهي نعمةُ العقل والتفكُّر، والنظر والتأمل، والبحث الحجي المنطقي.   إذًا هو العلم ونور المعرفة، واليقين الفطري الصَّافي، الكفيل بإخراجهم من ظلمات الجهل والحيرة والريب، إلى نور اليقين والعلم، والإيمان والتصديق.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١