أصول التعامل مع وسائل التواصل
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
أصول التعامل مع وسائل التواصل١- لا يجوز نقل الشائعات:
فلا تنقُلِ الخبر الذي يصلك حتى تتأكد من صدقه، وتسأل عنه أهل الاختصاص، والشبكة العنكبوتية ليست مصدرًا موثوقًا للأخبار.
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83].
وقال تعالى: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15].
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمِع))؛ [رواه مسلم].
٢- لا تنقل الأحاديث النبوية قبل التثبت من صحتها.
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن كذبًا عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ، فمن كذب عليَّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار))؛ [صحيح مسلم].
٣- لا تنقل ما فيه محرم؛ من عورات نساء، أو غناء ومعازف، ونحو ذلك، مهما كان الغرض، وتذكر أنك مسؤول يوم القيامة عن كل ما تنشره، فكل الذي يرى أو يسمع ما تنشره من الحرام سيقع في الإثم، وتكون أنت سببًا لذلك، فإذا انتشر مقطعك، فستصيبك آثام كثيرة جدًّا من الناس وأنت لا تدري؛ قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام مَن تبِعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا))؛ [رواه مسلم].
٤- لا تنشر شيئًا عن حياتك الاجتماعية الخاصة.
كمن ينشر صور طعامه، وحلوياته، ولهوه، ورحلاته، أو صور أطفاله وإبداعاتهم، والأسوأ من ينقل صور زوجته ويتغزل بها على الملأ، بألفاظ وعبارات رقيقة لطيفة، ربما لم تسمعها منه أمه طوال حياتها، وتذكر أن هذا من قلة الحياء والأدب؛ ((والحياء شعبة من الإيمان))؛ [متفق عليه].
وهو من المباهاة والتفاخر المحرَّم، ومما يحرض الكثيرين على الحسد والبغضاء، وأضراره كثيرة غير محصورة.
٥- لا تنقل كل ما يصلك من النكات؛ فتكون بوقًا لجهات مغرضة، فما لا يناسب خُلُقك ودينك لا تنقله؛ مثل: الشتائم، والفحش من القول، والكلام البذيء، والسخرية بالناس، حتى لو كان موجهًا للأعداء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بالطعَّان ولا اللعَّان، ولا الفاحش ولا البذيء))؛ [صحيح الترمذي للألباني].
٦- احرص دائمًا على نشر وإشاعة الخير والهدى، والعلم النافع، والأحاديث النبوية الصحيحة، والأذكار المأثورة، وما ينفع الناس من أقوال أهل العلم وتوجيهاتهم ونحو ذلك، وبذلك تنال أجرًا عظيمًا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فليبلغ الشاهد الغائب، فرُبَّ مبلغٍ أوعى من سامعٍ))؛ [رواه البخاري].
وقال: ((من دعا إلى هدًى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا))؛ [صحيح مسلم].
٧- لا تخض مع الخائضين.
ولا تفتح كل رابط، ولا تهتم بكل ما ينشر؛ فبعض الناس اختصاصه الفتن، تجده كالذباب لا يقع إلا على النتن، وبعضهم كالنحل لا يقع إلا على الزهر والخير؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ المؤمن مثل النحلة؛ لا تأكل إلا طيبًا، ولا تضع إلا طيبًا))؛ [صحيح ابن حبان].
فلا تتكلم أو تعلق بغير علم، أو بلغة ركيكة، أو إملاء ضعيف، ولا تلتفت إلى تفاهات الناس، وثرثراتهم، وما يضيعون به أوقاتهم.
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب معاليَ الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها))؛ [الصحيحة للألباني].
٨- لا تكثر النقل؛ فإنها خفة منك، وأدعى ألَّا يُقرأ ولا يُصغي لك الآخرون، فاخترْ منشوراتك جيدًا، واعلم أن ما تنشره عنوان شخصيتك.
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بالموعظة في الأيام؛ كراهة السآمة علينا))؛ [صحيح البخاري].
٩- اعرف قدر نفسك.
ولا تخُضْ فيما ليس لك به علم، أو ما لا يعنيك من أمر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))؛ [سنن الترمذي]، ولا تتطاول على أهل الاختصاص والعلم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يجِلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه))؛ [صحيح الجامع، للألباني].
١٠- ابتغِ بمنشوراتك ومشاركاتك وجه الله دائمًا، وانسب أقوال غيرك إلى قائلها.
واحذر من الرياء، وحب السمعة، والشهرة؛ فإن ذلك شرك خفي، محبط للعمل، وموجب للإثم؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المتشبع بما لم يعطَ كلابس ثوبي زورٍ))؛ [رواه مسلم].