أرشيف المقالات

فهم واقع الحياة في قصة صاحب الجنتين: تفكير المؤمن وتفكير غير المؤمن في قصة صاحب الجنتين

مدة قراءة المادة : 26 دقائق .
2فهم واقع الحياة في قصة صاحب الجنتين "تفكير المؤمن وتفكير غير المؤمن في قصة صاحب الجنتين"
لقد سبق في مقالةٍ سابقة أنْ تناوَلْنا الفرقَ بين نمطينِ من أنماط التفكير، تحت عنوان: "تفكير المؤمن وتفكير غير المؤمن (التفكير الكلي والتفكير الجزئي)". وجاء فيها أن الله تعالى خلق الإنسان لمهمَّةٍ حدَّدها في قوله تعالى: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]؛ أي: قائدًا يقود الحياة (جمادًا، نباتًا، حيوانًا، نفسه وغيره) بمنهج الله لله، وفي قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وفي قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]، فيجب أن تكون كلُّ سلوكيات الإنسان تُحقِّق مرضاة الله، وهنا تكمُنُ سعادة المؤمن الذي يعمَل في هذا الإطار الكليِّ، الذي يملأ على المؤمن حياتَه وعقله وقلبه ومشاعره، ولا يجد في عمله سوى تحقيقِ ذلك.   إنه الهدف الكليُّ للمؤمن الحق، وبالتالي فإن تفكيرَه في كل موقف يجب أن يكون واعيًا لتحقيق ذلك، ومن ثَمَّ يكون تفكيرُه تفكيرًا كليًّا من أجل ذلك، ولا يكون تفكيره جزئيًّا منعزلًا عن الهدف الكلي. وقد تم توضيحُ ذلك مِن خلال بعض المواقف في حياة بعض الأنبياء والصالحين؛ لتوضيح معنى التفكير الكليِّ، والتفكير الجزئيِّ، والعَلاقة بينهما.   • وفي هذه المقالة نستعينُ بالله ونتناول نفس الموضوع في قصةِ صاحب الجنتين؛ لأهمية هذا الموضوع في فهم حياة الإنسان ومهمته فيها؛ لأهمية القصص القرآني في بيان واقع الحياة. فكلمة (قصَّ) في اللغة تعني تتبَّع؛ ولذلك فإن الغرضَ مِن القصة هو تتبُّع أخبار السابقين، وما كان مِن أحوالهم، وعلى هذا؛ فإن الغرضَ مِن القصص القرآنيِّ أن يأخذ المسلمون العِظَةَ والعبرةَ، ويتعلَّموا ويأخذوا الخبرة من هذه القصص؛ كيلا يقَعوا فيما وقعَت فيه الأمم السابقة من الأخطاء من جهةٍ، ويستفيدوا من الصواب من جهة أخرى؛ فالحياة تجارِبُ، والإنسان العاقل يتَّعِظ بما حدث مع غيره من خيرٍ وشر، ويستفيد مِن هذه التجارب السابقة، إضافةً إلى ما في هذه القصص مِن تثبيتٍ لقلب المؤمن.   وقد وردت قصةُ صاحب الجنتينِ في القرآن الكريم في سورة الكهف، قال تعالى: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا * هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴾ [الكهف: 32 - 44].
وهذه القصة تُقدِّم لمن يقرؤُها وجهتَي نظرٍ مختلفتين لفهم مظاهر الحياة، تم التعبير عنهما في حوارٍ دار بين صاحبين، ثم تُبرِز للقارئ أيَّ وجهتَي النظر هي الصواب في منهج الله، لمَن يريد أن يعتبر.   وبتحليلِ هذه القصة، نجد أنها تنقسم إلى أربعة مقاطع: • مقدمة توضِّح شخصيتَي القصة وأحوالَهما. • ثم قلب القصة، وشمِل حوارَهما. • ثم ناتج القصة. • وأخيرًا العبرة منها. هيا بنا نُحلِّل هذه القصة في مقاطعها المختلفة، ونتدبَّر ما بها؛ لعلها تكون لنا عبرةً نفهم بها الحياة، ونقيس بها أحوالنا الشخصية.   المقطع الأول: مقدمة القصة: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ ﴾ [الكهف: 32 - 34].
تدور أحداث القصة حول شخصينِ وصَفَهما القرآن الكريم بأن أحدَهما رجلٌ أنعم الله عليه ورزَقه جنتينِ عظيمتين جميلتين، وكانت تلك الجنتانِ مزروعتينِ بالأعناب، وتحيط بهما أشجارٌ من النخيل، وتنبُتُ الزروعُ بين أشجار الأعناب، وقد فجَّر الله بينهما نَهَرًا للسُّقيا، واستجابت الجنتانِ لأمر الله، فأنتجتا ثمارًا يانعة ناضجة، تسُرُّ الناظرين بهذا النسق الجميل للجنتينِ، ووفرة الثمار، وطِيب نضجها.   إنه نعيمٌ عظيم أنعم الله به على هذا الرجل، ولكن لم يَرِدْ في مقدِّمة القصة وصفٌ لحال الرجل الثاني؛ من أجل أن يُركِّز القارئ انتباهَه على عِظَم هذا النعيم الذي أنعمه الله على الرجل الأول، وبما يوحي أن الرجلَ الثاني فقيرٌ ليس له شيء من النعيم الدنيويِّ، قياسًا على نعيم الرجل الأول، وهذا ما ستُخبر به القصة فيما بعد في المقطع الثاني.   المقطع الثاني: حوار الرجلين: وفيه بيت القصيد؛ حيث يُظهِر هذا الحوارُ مكنونَ كلٍّ منهما، ويُوضِّح لنا فهم كل واحد منهما لمفهوم الحياة، وعلى هذا الفهم يكون سَعْيُه وسلوكه في الحياة الدنيا، ومِن ثم نقيس نحن ما نحن عليه مِن فهم وسلوك؛ فهيا بنا نسمع هذا الحوار ونُحلِّله في محاولةٍ لسَبْر أغواره ومكنوناته.   حوار الرجل الأول صاحب الجنتين: ﴿ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴾ [الكهف: 34 - 36]. هذا الرجل كما ركَّزتِ المقدمةُ على وصف ما أعطاه الله مِن نعيم، وتفضَّل عليه من عطاء - لم يكن لينظرَ إلى المعطي "الله"، بل كان تركيزُه على العطاء نفسه؛ لذلك تبدأ الآية الكريمة ﴿ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ ﴾ [الكهف: 34]، فشُغِل به عن ذكر ربه وفضلِه عليه،﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]، بل شغلَتْه نفسُه وتَمَحْور حولها، ومِن هنا كان جدالُه مع صاحبه وقولُه: ﴿ أَنَا ﴾ [الكهف: 34]، وهي أولُ كلمة في حواره، إنها (الأنا) المُهلِكة للإنسان، إنها الأنانية والفخر والتعالي والتجبُّر على الغير، ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾ [الكهف: 34]، بهذا قد بدأ المغرورُ الحوارَ مع صاحبه، من موقع الإحساس بالقوة والفوقية والامتياز؛ بسبب ما يَملِك من كثرة المال والأتباع، بل وصل به الغُرورُ بأن ينسُبَ الخير والنعمة لنفسه، بدل أن ينسبَها للمُنعِم المتفضِّل سبحانه وتعالى.   ثم تأتي الآيةُ الثانية لتُعبِّر عن مكنون هذا المغرور: ﴿ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ ﴾ [الكهف: 35] ، إنه تعبيرٌ قرآني مُعجِز، يعبِّر عن دخول هذا المغرور في تصوُّره العقلي الداخلي الذي يبتغيه للجنةِ في عقله؛ ولذلك جاء التعبير بالمفردِ للجنة، رغم أن له جنتينِ، ثم أعقبت الآية وصفَ هذا السلوك التصوري في عقله ﴿ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ﴾ [الكهف: 35]، تعبير قرآني ليتَّعِظ كل قارئ له عقلٌ، كيف ومتى يكون الإنسان مُهلِكَ نفسِه مثل هذا المغرور، وإن كان هذا حالَ الكثير من الناس في هذه الحياة!   ثم جاء قولُ المغرور بطُولِ الأمل والمُلْك الممتدِّ في الأجل؛ ﴿ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ﴾ [الكهف: 35]، وظن أن هذه النعمةَ لن تزول، بل أنكر البعثَ اعتقادًا وتجبُّرًا؛ ﴿ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً ﴾ [الكهف: 36]، وادَّعى أنه إن رجَع إلى الله فسيجِدُ أفضلَ مِن هذه الجنات؛ تعنُّتًا وتكبُّرًا وتهكُّمًا؛ ﴿ وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴾ [الكهف: 36] ؛ فهو يظنُّ نفسَه صاحب المكانة العالية، وله الوجاهةُ والأفضلية على ذلك الرجل الفقير ومَن في مثل وضعِه في الدنيا والآخرة، إن كانت هناك آخرة في ظنِّه، وهذا يدل على تضخُّم شخصية هذا المغرور في نفسه. إن تفكير هذا المغرور لا يتعدَّى مكانيًّا إلا ذاتَه وما يملكه، كما أنه لا يتعدى زمانيًّا إلا الوقتَ الحاضر الذي هو فيه، منكرًا الماضيَ (ممَّ خُلِق؟ ومَن خلَقَه؟)، ومنكرًا المستقبلَ (الآخرة) وما فيها من حساب.   حوار الرجل الثاني (صاحبه): ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ﴾ [الكهف: 37 - 41].   جاء ردُّ صاحبه - (الفقير ماديًّا) - منطلقًا من رفعةٍ في التفكير، ودقة في البصيرة، وعمقٍ في الزمان، واتصالٍ بخالق الأكوان، وغَيرةٍ على دينه، وشعورِه بالمسؤولية، ومستنكرًا لكلِّ ما قاله المغرورُ صاحبُ الجنتين، فيردُّ على كفره وتكبُّره وتعنته بحوارٍ هادئ هادف، قائلًا له: ﴿ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴾ [الكهف: 37]؟ يُذكِّره بأصلِ خلقتِه مِن ضعفٍ ومن مادة ضعيفة مَهِينة، مُذكِّرًا هذا المغرور أنه مخلوقٌ من تراب مثلما تم خلقُ ما يملكه (الجنتين) من تراب، وأن الله هو الخالق، ثم يكفر به!   ويتابع قولَه بأنه ثابتٌ على الإيمان بربِّه المُنعِم المتفضِّل سبحانه وتعالى: ﴿ لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾ [الكهف: 38]، وأن الأصلَ أن يرتبط قلبُ العبد بالله الخالق، لا بما خلقه الله (الجنتينِ)، وما أروعَ ردَّ الرجل المؤمنِ الثابت على الإيمان، المتمسِّك بالميزان الإيماني الصحيح، ولم تخدعه الحياة الدنيا وزخرفُها!   وبعد استنكارِ الرجل المؤمن أقوالَ صاحبه المغرور، وإعلانِه تمسُّكَه بعقيدتِه الإيمانية الصلبة، يأتي دورُه في النصح والإرشاد لصاحبه، فيقول له: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾ [الكهف: 39]، فيُعلِّمه أن الأصل أن يرتبط قلبُ العبد بالله تعالى في الغنى والفقر وفي كل الأحوال، وأن الصحيح إذا دخل الإنسان أملاكًا له أن يقول: (ما شاء الله)، وأن ينسبَ القوة والمُلْك والنعمةَ لله سبحانه، فيقول: (لا قوة إلا بالله).   ويتابع الرجلُ المؤمن حوارَه بكلِّ ثقةٍ وإيمان عظيمين ثابتين راسخين، فيقول لصاحب الجنتين: ﴿ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾ [الكهف: 39]، إن كنتَ تراني فيما يظهَرُ لك - في خيالك القاصرِ المتعلِّق بالظاهر - أنك أغنى مني مالًا، وأكثر عددًا، وقوة ومَنَعة، ﴿ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ ﴾ [الكهف: 40]، فإن الله سبحانه وتعالى قادرٌ أن يُعطيَني خيرًا مِن جنَّتِك، وأخَذ يُحذِّره مِن غضب الله تبارك وتعالى؛ لأن عاقبة الكفر والبغي والاغترار بالنعمةِ عاقبةٌ وخيمة، ﴿ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ﴾ [الكهف: 40، 41]؛ فالله سبحانه وتعالى قادرٌ على أن يُهلِك جنَّتَيْك ويُدمِّرهما؛ بسبب اغترارك وبَغْيك، وظلمك وكفرك.   ثالثًا: العاقبة: ثم يأتي عقابُ الله سبحانه وتعالى لذلك الكافرِ المعاند الذي اغترَّ بالدنيا، واغترَّ بجنتَيْه، فقاده غرورُه وكفره إلى أن غضِب اللهُ عليه فاستحقَّ العقاب من الله العظيم جبَّار السماوات والأرض، فأرسل الله سبحانه وتعالى على جنَّتَي ذلك الرجلِ صاعقةً دمَّرت الجنتينِ، وأهلكَتْهما، وأتلفَتْ ما فيهما من ثمارٍ، فندِم صاحبُ الجنتينِ على ما قدَّم، وأدرك أنه استحقَّ زوال هذه النعمة العظيمة الجليلة؛ بسبب كفره وعناده وغروره، ﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا ﴾ [الكهف: 42، 43].   نعم، ندِم صاحبُ الجنتين على شركِه بالله تعالى، وندم على كفرِه بالنِّعمة، ولكن ندمه جاء بعد هلاك جنتَيْه وخسارته لِما أنعم الله عليه، وعلِم وقتَها أنه لا عظيم ولا ناصر إلا الله تعالى، ولا يستحقُّ العبادةَ إلا اللهُ تعالى، وأن النعمةَ يجب أن تُقابَل بشكر الله عليها، وأدرَكَ أنه أخطأ أكبرَ الخطأ! فهل يأتي الندم قبل فوات الأوان، والعمل على أساسه باقي العمر؟!   رابعًا: العبرة: وأخيرًا يأتي تعليق القرآن على هذا كله، فقال في الآية الأخيرة: ﴿ هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴾ [الكهف: 44]، فهو المالِكُ لكلِّ شيءٍ، الذي يملِكُ الأمرَ كلَّه والتدبير كله، وهو الحقُّ الثابت الذي لا ثبوتَ ولا وجود إلا له...، ﴿ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا ﴾ [الكهف: 44] لِمَن أطاعه وعبَدَه وآمَن به، ﴿ وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴾ [الكهف: 44] لِمَن اعتَمَد عليه، فيجد لديه العاقبة الحسنة، والأجر الجزيل.   هنا ينتهي تحليل القصة. ولكن هيا بنا نعرض لبعض الخواطر والتأملات: لقد كان تفكير صاحب الجنتين محدودَ الأبعاد (تفكيرًا جزئيًّا): 1- فهو تفكيرٌ محدود بالمكان الذي يتحرَّك فيه جسديًّا، بحدود جنتَيْه مكانيًّا، (ودخل جنته متقوقعًا فيها بكلِّ فكره)، فهذه هي دنياه التي يتخيَّلها في عقله، ويظن بأنها خالدة له ملكًا ونَماءً.   2- وهو تفكيرٌ محدود الزمان بالوقت الحاضر الذي هو فيه، دون النظر إلى ماضيه؛ ممَّ خُلق، وكيف خُلق؟ ودون النظر إلى المستقبل؛ حسابه على ماضيه وما فعل فيه (يوم قيامته، ويوم حسابه)، ومآله ومستقره في الآخرة (جنة أم نار؟).   3- وهو تفكيرٌ محدود في موضوعه، فهو محدود في ذاته الشخصية (أنا)، وما يمتلك من مال وأولاد (أكثر مالًا وولدًا)، ناسيًا هذا الكون مِن حوله.   4- كما أنه تفكيرٌ منقطع عن الله تعالى الذي خلَقَه والكونَ الذي يعيش فيه، وأمدَّه بالمال والبنين وكلِّ النعم، ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]،هذا حال معظم الناس الذين يعيشون في غفلةٍ ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 1]، ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ﴾ [الذاريات: 11].
أما تفكير المؤمن بربه، فهو تفكير شمولي (تفكير كلي): 1- فهو تفكيرٌ غيرُ محدود المكان، فحدودُه ممتدَّة المدى لا نهائية البُعْد، فهو ممتدٌّ في كل عالم الشهادةِ (العالم المنظور)، كما أنه منطلقٌ في آفاق عالم الغيب، إن هذا التفكير هو الذي يجعل الإنسان يمشي بجسدِه على الأرض وفكرُه مُعلَّق بالسماء، فها هو حارثةُ يُعبِّر عن ذلك عندما سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حقيقة إيمانه؛ انظر إلى الحديث: • عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه مرَّ بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: ((كيف أصبحتَ يا حارثة؟))، قال: أصبحتُ مؤمنًا حقًّا، قال: ((انظر ما تقول، فإن لكل قولٍ حقيقةً، فما حقيقة إيمانك؟))، قال: يا رسول اللهِ، عزفَتْ نفسي عن الدنيا، فأسهرت لَيْلَي وأظمأت نهاري، فكأنِّي أنظر إلى عرشِ ربي بارزًا، وكأني أنظرُ إلى أهل الجنة يتزاوَرون فيها، وكأني أنظرُ إلى أهل النار يتضاغَون فيها، فقال له: ((أبصرتَ فالزَمْ، عبدٌ نوَّر الله الإيمانَ في قلبه))، فقال: يا رسول الله، ادعُ الله لي بالشهادة، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد.)   2- كما أنه تفكير ممتدٌّ في أعماق الزمان، فهو تفكيرٌ يتعدَّى ما يشاهده الآن إلى الماضي، ثم الحاضر، ثم المستقبل، وهذا كان واضحًا في ردِّ الرجل المؤمن على صاحب الجنتينِ عندما قال له: ﴿ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴾ [الكهف: 37]، يُذكِّره بأصل خلقه في الماضي، ثم يسير به في الزمن لكونه كان نطفةً في بطن أمه، ثم أصبح رجلًا الآن، وفي قوله أيضًا: ﴿ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ ﴾ [الكهف: 40]، وذلك في المستقبل: إما في الدنيا أو الآخرة.   3- كما أن هذا التفكيرَ لا يقتصر على موضوعٍ واحد، أو جزء من حياة الإنسان، بل يشملُ كلَّ حياة الإنسان صغيرَها وكبيرها؛ ويتعدَّى هذا التفكير نفسه إلى غيره، فكما هو مسؤول عن نفسه فهو مسؤول عن غيره، ويتعدَّى الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة.   4- وقبل هذا وذاك، وبعد هذا وذاك، لا ينقطع تفكير المؤمن في ربِّه؛ حيث ظهَر هذا في القصة، ﴿ لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾ [الكهف: 38]، فالله ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [الحديد: 3]، وكل هذه الأبعاد كانت جليةً في حوار الرجل المؤمن بالقصة.   ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ﴾ [الكهف: 37 - 41].
نداء من القلب: • أخي المسلم، يظل الإنسان ظالِمًا لنفسه بنسيانِه أصلَ خلقه، وتكريمَ الله له بأن نفخ فيه من روحه، ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 29]، فهذه الروح التي أودعها الله في الإنسان هي مِن أعظم تكريم الله للإنسان، فبها يتميَّز عن باقي المخلوقات، وبها يرتقي إلى خالقه ويتَّصِل به، وهي أسمى لباسٍ يلبَسُه الإنسان ويتزيَّن به، ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26]، وعند انشغالِ فِكْر الإنسان بما تحت قدمَيْه مِن نعيمٍ أعطاه الله له وينسى المنعِم، هنا تكون الطامةُ الكبرى، فتكون النتيجة: ﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾ [التين: 5].
• أخي المسلم، إن المتدبِّر لحال الأغنياء يجدُ أن تفكيرَهم يدور حول الغرور والفخر والعزة بالثروة والعائلة، وطول الأمل في الدنيا وحرصهم عليها، واعتقادهم بخلود زينةِ الحياة الدنيا لهم، وتمادي غفلتهم، ونسيان البعث والحساب والثواب والعقاب، (ومنهم كثير من أغنياء المسلمين، وإن لم تنطق بمثلِ هذا ألسنتُهم، فإن ألسنة أحوالِهم ناطقةٌ به، منادية عليه)، فهذا شأن المطموسين المغرورين، تزيدُهم شهوات الدنيا وزينتُها بطرًا وفسادًا في الأرض.   • أخي المسلم، الإيمان الحقُّ يجعل المؤمن يعتزُّ بعقيدته، ويتَّجِه إلى الله وحده الذي تَعْنُو له الجباه، ويرجو منه وحدَه الخير.   • أخي المسلم، لا تعتقد أن الله يعطي المؤمنَ مِن نعيم الدنيا لمجرَّد الدعاء والتضرع إلى الله، فلا بد من سعيِ المؤمن للحصول على هذا النعيم، مع توكله على الله؛ لذلك نجد قول القرآن الكريم دائمًا ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [البقرة: 25]، فغِنَى صاحب الجنتين كان عطاءً من الله له بعد تخطيطِه وتنسيقه وسَعْيه وإنفاقه على الجنتين، ويتبيَّن لنا هذا من قول الله تعالى: ﴿ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا ﴾ [الكهف: 42]؛ لأن الكثير يغفلون ذلك ويقولون: إن دول الكفر أغنى من الدول الإسلامية، والحقيقة أنهم يُخطِّطون ويبحثون ويعملون ويَعدِلون بينهم، ونحن على خلاف ذلك الآن.   • أخي المسلم، يجب أن يكون المؤمنُ صاحبَ رسالة، فقد قام مؤمنُ هذه القصة بدورِه الدعويِّ مع صاحبه، واتَّبَع معه أساليب الترغيب والترهيب؛ كما هو في أسلوب القرآن الكريم، فالمؤمن هو الذي يقود الحياة (جمادًا، نباتًا، حيوانًا، نفسه وغيره) بمنهج الله لله؛ فهذه هي رسالته في الحياة.   • أخي المسلم، احذَرْ أن تستغرِقَ في داخل ذاتك، وتستسلم إلى قوَّتك وإلى الأسباب المحيطة بك، بل عِشْ مع الله في شعورٍ عميق بالحاجة المطلَقة إليه في كل تفاصيل وجودِك، كما كنت محتاجًا إليه في أصل وجودِك، فتعرف أن الحياة كلَّها خاضعةٌ لمشيئته، وأن كل قوة مستمدَّة من قوته.   • أخي المسلم، زاوِجْ دائمًا بين الحياة والإيمان في قلبك، واصعَدْ بهما دائمًا في حركتك إلى القمة إلى رحاب الله، وذلك بتعبيدِك للحياة طبقًا لمنهج الله.   • أخي المسلم، تذكَّر دائمًا أن الحقيقة الكونية الخالدة، والحقيقة الكبيرة التي تملأ الكون كله في عينِ المؤمن أنه لا يرى إلا الله الذي يمنح ويأخُذ، ويعطي ويمنع، فله الولايةُ الحق على كل شيء؛ ولهذا حق الإيمانُ به، واللجوء إليه، والاستسلام لأوامره ونواهيه.   • أخي المسلم، لا يغرنَّك تقلُّبُ الكفار في نِعَم الله رغم عصيانِهم له، ولا تستغرِبْ مكابدة المؤمنين مشاقَّ الفقر رغمَ طاعتهم لله.   • أخي المسلم، لاحِظْ أن كل كافر لا يتذكَّر اللهَ إلا عندما تأتيه نهايتُه؛ مثل فرعون عند غرقه، وهكذا حال أكثر الناس يذكُرون الله تعالى عند الشدائد والمحن، وينسَونه عند السراء والعافية.   • أخي المسلم، ترى كم تتكرَّر قصة صاحب الجنتين في أيامِنا هذه، وفي كل الأقطار والمجتمعات بمجالاتها وصورها المختلفة!   كم نرى التنوُّع والتناقض الذي يحمل في داخله الكثيرَ من العقليات المختلفة في مسألة وعيِ القِيَم المادية والرُّوحية في الحياة، في هذه القصة يتجسَّد لنا الفارقُ الكبير بين العقليَّتينِ والاتجاهين في فهم الحياة، من خلال الحوار الذي أداره القرآن الكريم بين الرجلين؛ لنستوحيَ منه الفكرة التي تحكم الموقفَ في حساب القِيَم والمعاني الكبيرة في الإسلام: فهناك الذين يعتبرون المادة كلَّ شيء، فهي الأساس في المستوى الكبير والصغير في قيمة الإنسان، وهي العمقُ الذي تكمُنُ فيه المشاعر الإنسانية التي تحكم العَلاقات، فتَعْسًا لهم!   وهناك الذين يعتبرون القيمة الروحية الأساسَ في احتواء العَلاقات الإنسانية، والتحكُّم في حركة الواقع، والارتفاع به إلى المستوى الأعلى في الحياة، فهنيئًا لهم!   أخي المسلم: أين أنت من كل هذا؟ هل عرَفتَ نفسك؟!



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن