أرشيف المقالات

الصحابي أسامة بن زيد

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
2 الصحابي أسامة بن زيد تميَّز من بين الصحابة رغم صِغَر سنِّه   عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم بَعْثًا، وأَمّرَ عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنْ تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقاً[1] للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليّ، وإنّ هذا لمن أحب الناس إليّ بعده".
[2]   من فوائد الحديث: 1- أن الطاعن إذا لم يعلم حال المطعون عليه فرماه بما ليس فيه لا يعبأ بذلك الطعن ولا يعمل به.
فقطع النبي صلى الله عليه وسلم بسلامة العاقبة في إمرة أسامة رضي الله عنه فلم يلتفت لطعن من طعن.
[3]   2- إنّما طُعِن في إمارته ، وإمارة أبيه رضي الله عنهما لأنّهما من الموالي.
وقد كانت العرب تَستنكف من اتباع الموالي.   3- على المسلم أنْ يترك عادات الجاهلية.
فالطعن في النّسب من عاداتهم.   4- ارتفاع قدْر الناس في الإسلام بالعلم، والتقوى.   5- قوله: ( لمن أحب الناس إليَّ بعده) أي: بعد أبيه زيد بن ثابت رضي الله عنه أراد به بيان حبّه لأسامة رضي الله عنه لا تفضيله في الحب على غيره.
[4]   6- آخر البعوث التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم قُبيل وفاته، كان بعث أسامة رضي الله عنه إلى أرض فلسطين، أمره أن يوطئ معه بخيل المهاجرين والأنصار تخوم البلقاء.
[5]   7- قوله: (فطعن بعض الناس): قيل هو "عياش بن أبي ربيعة المخزومي".[6]   8- منقبة وفضيلة، وتزكية من النبي صلى الله عليه وسلم لزيد ، وابنه أسامة رضي الله عنهما.   9- جواز تقديم المفضول على الفاضل في الإمارة والخلافة.
[7]   10- تقديم مصلحة الأمّة على المصلحة الشخصيّة.
[8]   11- الظاهر أن من تكلم في إمارة أسامة؛ كانوا أفراداً من الصحابة وليس كل الصحابة، وكانوا بذلك مجتهدين في ما قالوا، لأنهم خشوا أن يضعف عن الإمارة لصغر سنه، ومع هذا فقد أنكر عليهم عمر، وأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرهم إنه جدير بالإمارة فما يُعرف أن أحداً منهم تكلم فيه بعد ذلك.   12- كان أسامة شاباً عمره ثماني عشرة سنة، وهذا لا مطعن فيه على أسامة، وإنما للسن أثره في الحكمة وسياسة الأمور، خصوصاً في تلك المرحلة الحرجة.   13- الصحابة على كل حال مجتهدون في شأن جيش أسامة سواء من رأى منهم تسيير الجيش، أو لم ير ذلك، أو رأى عزل أسامة، أو لم ير ذلك، فما أرادوا من ذلك إلا الخير، والنصح لدين الله والمسلمين، وهم أبعد ما يكونون على كل ما يرميهم به الرافضة من التهم الباطلة الجائرة.
[9]   14- الإمارة في الإسلام شأنها عظيم. 15- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وبُعد نظره ، ومعرفته بالرجال. 16- جواز الحَلِف بـ(وأيْم الله).
وهي مشتقّة من اليُمْن والبركة.
[10] 17- أنه يتأسى المرء بما قيل في المرء من الكذب إذا قيل مثل ذلك فيمن كان قبله من الفضلاء. 18- التبكيت للطاعنين؛ لأنهم لما طعنوا في إمارة أبيه، ثم ظهر من غناه وفضله ما ظهر كان ذلك ردا لقولهم. 19- لا يجوز أن يحب الشارع إلا من أحبه الله ومن لا يسوغ فيه العيب والنقص.
[11] 20- عِظَم شأن الحُبّ في الله.   21- هنيئا وسعادة لمن كَسَب محبّة النبي صلى الله عليه وسلم. 22- قوله: (في إمارة أبيه من قبل) وهي: إمارة زيد بن حارثة في غزوة مؤتة.
[12] 23- الشباب هم عماد الأمّة، وعتادها لبناء المستقبل. 24- توسّم النبي صلى الله عليه وسلم في أسامة النجابة، والنٌّضج العقلي منذ صِغَره. 25- اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه الشديد على الشباب. 26- على المسلم التثبت فيما يخرج من رأسه، قبل أن يتندم ويعتذر. 27- الإنسان مُحاسب على الكلام الذي يقوله. 28- إنّ الكلمات، والعبارات لها تأثير قد يكون أشد من الفعال. 29- تشبيه بليغ عبّر بالطعن للكلمات وشدّة وقعها على الإنسان، كشدّة الطعن بالرمح عل الجسد، فهو أيضا مؤثّر وموجع.


[1] خَلِيْقا :أي جديرا.(شرح المصابيح لابن الملك 6/ 462). [2] صحيح البخاري 5/ 23 رقم 3730.
صحيح مسلم 4/ 1484 رقم 2426. [3] فتح الباري لابن حجر 13/ 180. [4] من 2-4 مستفاد من شرح المصابيح لابن الملك 6/ 462-463. [5] الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري للكوراني 7/ 396. [6] عمدة القاري للعيني 16/ 232.
التوشيح شرح الجامع الصحيح للسيوطي 6/ 2367. [7] إكمال المُعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض 7/ 437. [8] المرجع السابق. [9] من 11-13 مستفاد من الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضّال د.
إبراهيم الرحيلي ص129-130 [10] شرح صحيح البخاري لابن بطّال 8/ 258.
التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقّن 30/ 223. [11] من 18-19 المرجع السابق 32/ 551-552. [12] عمدة القاري للعيني 16/ 232.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ١