{ ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى }
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تكرَّر التَّسبيحُ في القرآنِ أكثرَ من 80 مرةً.. وجاءَ بصيغِ المصدرِ والْمَاضِي والمضارعِ والأمر: سبحانَ، سبَّحَ، يُسبِّحُ، سبِّحْ..
وبصيغِ الجمعِ: نُسَبِّحُ، تُسَبِّحُونَ، سَبِّحُوا.
التَّسبيحُ: أُنسُ القلوب ِ، وشفاءُ الصدورِ، وحياةُ الروحِ، وروحُ الحياةِ..
ففي الحديثِ الصَّحيحِ: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ».
التَّسبيحُ: ثَنَاءٌ وتَنْزِيهٌ وتَعْظِيمٌ..
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الصفات: 180].
التَّسبيحُ: ذكرُ الركوعِ والسجودِ: سُبحانَ ربيَ العظِيمِ..
سُبحانَ ربيَ الأعلى.
التَّسبيحُ: من أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ..
«كلمتانِ خفيفتانِ على اللسان ِ ثقيلتانِ في الميزانِ حبيبتانِ إلى الرحمنِ سبحانَ اللهِ وبحمدهِ سبحانَ اللهِ العظِيمِ»، (متفق عليه).
التَّسبيحُ لا يحدُّ بعددٍ ولا بزمنٍ ولا بمكانٍ..
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 42].
إذا واجهتك مُعضلةٌ عصِيبةٌ فافزع إلى التَّسبيحِ: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات: 143، 144]..
وإذا أردت أن يرضى عنك اللهُ فأكثر من التَّسبيحِ: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه: 130].
وإذا ضاقَ صدرُك، وتعاظمَ همُّك، فعليك بالتَّسبيحِ: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} [الحجر: 98]..
وإذا أردت مغفرةَ الذنوب ِ، وسترَ العيوبِ، فأكثر التَّسبيحِ: فـ«من قالَ سُبحانَ اللهِ وبحمدهِ مائةَ مرةً غُفرت لهُ ذُنوبهُ ولو كانت مِثلَ زبدِ البحر»؛ (رواه مسلم)..
وإذا أنجزت عملك، وأديت واجبك: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 3].
اللهم فقِهنا في الدِّين..
واجعلنا هُداةً مُهتدِين..
__________________________________________________________
الكاتب: الشيخ عبدالله محـمد الطوالـة