أرشيف المقالات

ما في قلوبكم

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
تفقَّد قلبك، وفتشه حين تُحرم مما كان في كيسك من النعم، تفقده؛ لتعلم لماذا أوصد في وجهك باب العطاء، أصلح ما فيه من خلل، سيعود إليك ما أخذ منك أوفر ما يكون، سواء ذهب مالك، أو ذهبت صحتك، أو بعض المتع، وربما بعض الصفاء والسكن، كله أو بعضه أخذ منك ذات ذنب أو حين غفلة، وربما حين تخطيط لمعصية وإصرار، ألم ترَ أصحاب الجنة حين أقسموا ليصرمنها مصبحين، كيف حين احترقت في قلوبهم نوايا الخير، وعلا شررها، فطال حديقتهم فاحترقت وهم نيام؟
 
فمن أدراك - أيها الباكي - بعد الحريق أن الشرارة الأولى كانت من قلبك وعزيمتك، بعدما احترقت سنابل الخير به فأصبحت كالصريم، وصِحْتَ حين ذهبت عنك النعم: إنا لضالون، أهذه حالي ومآلي، وتلفَّتَّ لليسار ولليمين، فلا هي بالنعم التي علمت، ولا بالحياة التي ألفت، ذهبت نضرتها وذبلت خضرتها، وبقيت ذنوبك في جيوبك، عدت بها مفلسًا من الخير، فإما أن تراجع وتصلح جَنانك، حتى يطلع ربك على قلبك، وهو محل نظره إليك، فيراك أصلحته ورممت فساده، وأمطت عنه الأذى وآثار الحريق، فيأتيك جواب الشرط الذي في الآية: {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70]، فأبشر بفيض العوض، وخير العطاء، ومغفرة ورحمة، فقل لي بربك: ما الذي يمنعك من استعادة ما أُخذ منك؟.
___________________________________
الكاتب: صفية محمود

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣