فوائد من مصنفات الشيخ صالح آل الشيخ (6) متفرقات - فهد بن عبد العزيز الشويرخ
مدة
قراءة المادة :
21 دقائق
.
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن أهل العلم المتأخرين معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ, والشيخ له مصنفات كثيرة, وقد يسّر الله الكريم فقرأت أكثرها, واخترت بعضاً مما يوجد بها من فوائد, أسأل الله الكريم أن ينفع الجميع بها.
وهذا الجزء السادس, بعنوان: متفرقات
من هم أهل التقوى :
قال الشيخ: صلاة الرجل في جوف الليل هذه من أعظم أبواب الخير, وبها يحصل للمرء النور في قلبه, وحسن تعامله مع ربه, وخشيته له, والزهد في الدنيا , والرغب في الآخرة, ما لا يدخل تحت وصف _ أعاننا الله وجميع المسلمين على ذلك _ فإن صلاة الرجل والمرأة في جوف الليل هذه يكون معها التدبر للقرآن, وحسن مناجاة الله, والدمعة التي تسيلُ من خشية الله عز وجل, إذ يكون المرء في ذلك على يقين من أنه إنما قام لله جل جلاله وحده, فتعظم الصلة, ويعظُم التعلق, ويعظُم إخبات القلب , والرجاء, والرهبة, والخوف, ويؤثر القرآن في القلوب تأثيراً عظيماً, فأصحاب الليل هم أهل التقوى.[شرح الأربعين النووية:347]
من هدي السلف الصالح عدم الدعاء على الأئمة:
قال الشيخ: هدى السلف الصالح وأئمة الإسلام أنهم لا يدعون على ولي الأمر والائمة, لأن الدعاء عليهم من سيما أهل الخروج, وسيما الذين يرون السيف إما اعتقاداً أو عملاً, وهدى السلف الصالح هو أنهم يدعون لهم, ولا يدعون عليهم, لأن في الدعاء...عليهم توطين القلوب على بغضهم, وهو سبب من أسباب اعتقاد الخروج عليهم, والوسائل لها أحكام المقاصد, كما أن المقصد _ وهو الخروج واعتقاد الخروج _ ممنوع عند الأئمة في عقائدهم, وكذلك وسيلته في القلوب هي الدعاء عليهم, لأنه يحدث البغض لهم, والبغض يؤدي إلى الخروج عليهم.[شرح العقيدة الطحاوية :2/152]
الاستقامة :
الاستقامة هي ما جمعت أمرين: الأول: هو الفقه في الدين.
الثاني: هو ملازمة السنة
لأن العبد لا يكون ثابتاً على الاستقامة أو محصلاً لها إلا أن يجمع الأمرين, بأن يكون فقهه في دينه بقدر ما يحتاج إليه, وأن يكون متابعاً للسنة, فإذا قلّ فقهه في الدين ضعفت استقامته بقدر ذلك, وإذا زهد في اتباع السنة وخالفها ضعفت استقامته بقدر ذلك....فإن الفقه في الدين وعلم الشرع يذهب عن المرء بتركه, فإذا تركه سَنَةً مثلاً يقلّ ويضمحل, وهذا مشاهد, فإن بعض من كانوا طلبة في الكليات الشرعية أو متخرجين منها وتركوا العلم ومراجعته سنوات, تجد عندهم ضعفاً شديداً في العلم, وقد صرح بذلك بعضهم, وقال: إنه لما ترك العلم ومراجعته سنين, ذهب عنه ما مان يحفظ, حتى رجع لا يحفظ من المسائل إلا واحدة أو اثنتين, ولا يستحضر ذلك الذي تعلمه.
وذلك أن العلم كالشجرة يحتاج إلى مداومة ومراعاة وسقي, فإن سقيته فإنه يظلَ حيّاً, وإلا فإنك لن تستظل تحت ظله....لهذا ينبغي على كل من طلب العلم أن يحرص على الاستقامة بمعناها الواسع الاستقامة في سلوك منهج السلف الصالح الاستقامة في حفظ اللسان وحفظ الجوارح لأن العبد يُنكب بفلتات لسانه...يقول ما لا علم له به فيعاقبه الله عز وجل بأن لا يعلم مسألة أخرى فيصبح في جهل بين فترى وأخرى....لهذا احرص يا طالب العلم, ويا معاشر القراء احرصوا على هذه الوصية بالاستقامة في كل المسائل, الاستقامة في أمور العلم, الاستقامة في أمور العمل, في أمور الصلات لإخوانكم المؤمنين, في أمور الدعوة , في أمور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وجنبوا أنفسكم الهوى وألزموا أنفسكم بالاستقامة على ما دل عليه الدليل يكن الأمر في المستقبل خيراً إلى خير[شرح فضل الإسلام:130]
الغربة الظاهرة والباطنة:
قال الشيخ: الغربة بأحد الاعتبارات تنقسم إلى غربتين:
* غربة ظاهرة.
* غربة باطنه.
والغربة الظاهرة مثّل لها أهل العلم بأنها:
** غربة أهل الصلاح والطاعة بين الفسقة والفجار.
** وغربة أهل العلم المستقيمين الذين طلبوا العلم لله, لم يطلبوه ليماروا به السفهاء ولا ليصرفوا وجوه الناس إليهم, الذين خشعت جوارحهم وقلوبهم لله عز وجل بين من طلب العلم ليس لله, وبين من رغب في العلم لكنه رغب لأجل الجاه أو المال
** وغربة المستقيمين في أموالهم, وتحرى المأكل والمصرف الحلال بين أولئك الذين يأكلون من كل جهة, ويصرفون في كل جهة.
وهذه غربة ظاهرة مثل لها أهل العلم بهذه الأمثلة وغيرها ويتضح ذلك برؤية أصحابها
أما الغربة الباطنة: فهي التي لا يظهر أمرها, وهذه هي التي تنافس فيها المتنافسون, وهي غربة صدق القلب وقصده في توجهه إلى مولاه, بحيث تكون إراداته ورغباته إلى الله, وفي الله, فيرى هذا الغريبُ الناس من حوله, وتكالبهم على الدنيا, ورغبهم فيها, وحرصهم عليها, وأنهم يرونها وكأنها الباقية, يراهم وهو متجه فيما بينهم إلى ربه, طامع إلى الجنة , متباعد عن النار , وكأنه غريب بينهم, لأن قصده وتوجه قلبه مختلف عن توجه الناس, كذلك الخاشع الخاضع قلبه لله عز وجل بين جمهرة الذين لا يخشعون لله عز وجل يكون غريباً, فهذه الغربة مما يتنافس فيه المتنافسون, لأن صاحبها الحظ الأوفر مما جاء في فضل الغرباء, لأن صلاح الباطن له أثره على صلاح الظاهر بيّن جليّ.[شرح فضل الإسلام:340]
الاستغفار بالأسحار:
قال الشيخ: قال عز وجل: ( والمستغفرين بالأسحار ) وقال:( وبالأسحار هم يستغفرون ) قال جماعة من أهل العلم من المحققين: إن الاستغفار في هذا الوقت أفضل من قراءة القرآن, فإن قراءة القرآن أفضل بعامة, ولكن قد يعرض على الأوقات ما يجعل شيئاً فيها أفضل من قراءة القرآن, فما قبل الأذان بقليل, وما بعد الأذان إلى صلاة الفجر الأفضل فيها الاستغفار, والدعاء, والتبتل إلى الله عز وجل, والخشوع, وأشباه ذلك من الذكر .[تفسير المفصل:72]
علامة أهل السنة الدعاء للأئمة:
قال الشيخ: قال بعض الأئمة: علامة أهل السنة: الدعاء للأئمة, يعني للسلاطين, وعلامة أهل البدعة: الوقيعة في السلاطين, وهذا ظاهر لمن تأمل هدى أهل السنة والجماعة وتأمل أصولهم, وممن ذكر هذا ابن بطه في " الإبانة ", والبربهاري في " شرح السنة ", وهو من أئمة أهل السنة والجماعة, فقد فصل القول في ذلك تفصيلاً بيناً, لأجل ما ظهر في زمنه من كثرة المخالفين في هذا الأصل العظيم.[شرح لمعة الاعتقاد:150]
خطبة الحاجة:
أهل العلم يجعلون خطبة الحاجة في الخطب الكلامية, وأما في المكتوب, فعندهم أنه يشرع أن يثنى على الله عز وجل بما هو مناسب للحال.
والنبي صلى الله عليه وسلم في كتبه التي أرسلها إلى أهل الأمصار, وفي كتاب الصدقات أيضاً لم يبتدئها بما يُسمى: " خطبة الحاجة " وخطبة الحاجة مشروعة في الخطب الكلامية.[ شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام:16]
أولياء الله يتنزهون عن فضول المباحات:
قال الشيخ: أولياء الله يتنزهون عن فضول المباحات وليس كل مباح يأتونه, بل هناك مباحات لا تناسبهم وإن كانت مباحة من الشرع, ولكن تناسب غيرهم من المسلمين, فالأولياء يتنزهون عن كثير من المباحات إما من جهة الورع, وإما من جهة ترك خوارم المروءة, وإما من جهة أشياء قد يراها الولي لا تناسبه.
مثاله: كثرة المزاح والضحك بأن يغلب هذا على المرء وإن كان مباحاً إذا لم يكن ينطق بكذب وأشباه هذا.
لكن أولياء الله في قلوبهم من إجلال الله وخشيته والرغبة فيما عنده ما يجعلهم لا يُكثرون من هذا, وإنما إن فعلوا فيكون على جهة الانبساط الوارد عنه صلى الله عليه وسلم, وهذا أصل في أن الأولياء فيما يفعلون من فضول المباحات يتابعون النبي صلى الله عليه وسلم في أصول ما فعل, فيضحكون بعضاً من الوقت, لأنه ضحك صلى الله عليه وسلم وتبسم, ويفعلون بعض الأشياء التي فيها ترويح بما لا يكون قادحاً _ وأشباه ذلك _ بنية الاقتداء ونية العمل, وهذا في بعض المباحات لا في كل المباحات.
فالولي لا بد أن يكون منزهاً عن فضول المباحات.[شرح كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان :119]
من الألغاز:
من الألغاز التي يلغز بها بعض أهل العلم أن يقال مثلاً: رجل من أمة محمد هو أفضل من أبي بكر الصديق بالإجماع ؟
ويجيب أهل العلم على ذلك بأنه عيسى عليه السلام, لأنه حي وينزل, وهذا عقيدة يعتقدها كل مسلم ويحكم بالقرآن ويكسر الصليب ويدع الإنجيل ولهذا هو من الأمة ولقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج وآمن به[شرح فضل الإسلام:215]
إذا أزيح الحجاب وسفرت المرأة عن وجهها صار شرور كثيرة:
قال الشيخ: الواجب على المرأة أن تستتر, فالمرأة كلها عورة, ووجه أعجاب الرجل بالمرأة الوجه, ومكان الاتصال الأعين واللسان, إذا أزيح الحجاب وسفرت المرأة, صار شرور كثيرة في هذا, فلذلك _ حتى عند من قال من أهل العلم: إن وجه المرأة ليس بعورة – أجمع أهل العلم على أن المرأة لو كشفت وجهها, حدثت فتنة, وجب عليها تغطية الوجه, سداً للذريعة, حتى من قال: إن وجه المرأة ليس بعورة, فكيف مع ضعف الإيمان , وتسلط أنواع الفتن وأهل السوء ؟ وقد قالت عائشة رضي الله عنها: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن الخروج.[لقاءات وجلسات:1/390]
العقلية الجماعية:
قال الشيخ: النفس العقلية الجماعية غير العقلية الفردية, فإن الإنسان قد يكون له عقل في جماعة من الناس في مجلس أو في مدرسة أو غيره يكون له عقل في الجماعة من جهة الحماس له لكنه إذا انفرد بنفسه وتأمل وجد أن البرهان ليس على هذا, ولهذا دعا الله عز وجل المشركين إلى أن يكون برهانهم عن طريق التفكر إما مثنى, اثنين يتناجون بالبرهان الصحيح وإما فرادى, وأما العقلية الجماعية, فإنها تصرف عن الحق في كثير من الأشياء لأنه يصبح المرء لا يفكر بعقله يفكر المرء بعقل غيره, وغيره أيضاً لا يفكر بعقله, بعقل الغير, ثم يتحكم في المجموع آراء ليس لها خطم, ولا أزمة, وهذا الذي حصل مع أعداء الرسل, فإنهم إذا اجتمعوا صار لهم كلام, وإذا تفرقوا مثل ما حصل في قصة الثلاثة الذين سمعوا تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة, كلّ يُقرُّ أن هذا الحق بمفرده, لكن لما اجتمعوا أنكروا ذلك.[تفسير المفصل:130]
الاستعداد للخاتمة:
قال الشيخ: الخاتمة هي المقصودة, أن يختم للعبد بما يحب الله عز وجل ويرضى, وإذا كان الأمر كذلك, فإن حسن الخاتمة منوط بمعرفتها, بأن يعرف متى تنتهى حياته, حتى يستعد, وإذا كان ذلك محالاً أن يعلم متى سيموت ومتى سينتهى, فإن الواجب حينئذ أن يحذر صباح مساء, وليلاً ونهاراً, وأن يحذر من سوء الخاتمة , وهذا هو عمل الأكياس وعمل الصالحين _جعلنا الله عز وجل منهم, وغفر لنا ذنوبنا_ أنهم يستعدون للخاتمة.
والاستعداد للخاتمة من وسائل النجاة, وهما استعدادان:
* استعداد في صلاح القلب.
* استعداد في صلاح العمل.
ولاستعداد في صلاح القلب هو بالعلم النافع, الذي ورث في القلب العلم بالله عز وجل ومعرفته وأسمائه وصفاته, واليقين في ذلك, ثم العمل الصالح بأن يمتثل الأمر, ويجتنب ما نهى الله عز وجل عنه أو نهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم, وأن يستغفر من الذنوب والخطايا.[شرح العقيدة الطحاوية:2/499]
المؤمن لا يرتاح حتى يموت:
قال الشيخ: سألت مرة بعض الصالحين من أهل العلم, وأهل العلم إن شاء الله جميعاً فيهم صلاح, قلت له: كيف حالك, عسى أمورك مطمئنة ؟ قال: لا يرتاح العبد إلا أن يأتيه الموت .
" وهذه كلمة ليست سهلة, وفعلاً المؤمن لا يرتاح حتى يموت, لأن قلوب العباد عرضة للتقلب والتنقل, واليوم كثرت المغريات والشهوات والشبهات, فقد يصبح العبد مؤمناً ويمسى غير ذلك, فإذا جاءه الأجل وهو ثابت على الإيمان يحصل له الراحة والاطمئنان, فلا يطمئن المؤمن حتى يلقى الله عز وجل وهو ثابت على إيمانه.[شرح أصول الإيمان:205]
الإنسان يبصر بالموت ما لا يبصره في حال الحياة:
الظاهر من قوله سبحانه وتعالى: ( فكشفنا عنك غطاءك ) [ق:22]...أن الإنسان يبصر بالموت ما لا يبصره في حال الحياة, كأن ترى مثلاً: السماء في الليل ظلماء سوداء, وذاك بالحجاب الحاجز على العين, مثلما تدخل غرفة مظلمة, ولا تنظر فيها شيئاً بينما يكون فيها كتاب, ويكون فيها فراش, وفيها كذا وكذا, ولكن العين لا تبصر ما في هذه الغرفة المظلمة, لأن حاستها محدودة, لكن لو كشف ذلك الغطاء, لأبصرت كل ما في الظلام, وهذا هو الذي يحصل بالموت, فإن الإنسان يبصر بالموت الملائكة , ويبصر العذاب, ويبصر النعيم, ونحو ذلك مما يكون بعد الممات.
نسأل الله عز وجل لنا ولكم العفو والعافية.[تفسير المفصل:38]
أعظم العقوبة:
قال الشيخ: قال الله عز وجل: من أعظم العقوبة أن يسلب المرء الاعتبار بألاء الله عز وجل, ومن أعظم الخذلان أن يخذل العبد, فينظر إلى ألاء الله فلا يقيم لها وزناً, وينظر إلى آيات الله, فلا تحدث له اعتباراً, هذا قسوة في القلب, والقلب يقسو حتى يكون كالحجارة أو أشد من الحجارة قسوة.
وقال: وأعظم ما يعاقب الله عز وجل به العبد بذنبه, ومعصيته أن يعاقبه بعقوبات قدرية قلبية, كأن يقسو قلبه, ثم بعد القسوة ر بما لا يرى الحق حقاً, ولا يرى الباطل باطلاً, وقد يزداد بعد ذلك, ويزيد الله في عقوبته, أو يزيد أثر المعصية على القلب بأنه يرى الحق باطلاً, ويرى الباطل حقاً, هذا أعظم الانتكاس, وأعظم آثار الذنوب على القلوب, وهذا هو الواقع.
.[تفسير المفصل:362_616]
القلب المخبت المنيب:
قال الشيخ: الواجب على العباد جميعاً, أن يعظموا الله, وأن يخبتوا إليه, وأن يظنوا أنهم أسوأ الخلق, حتى يقوم في قلوبهم أنهم أعظم حاجة لله عز وجل, وأنهم لم يوفوا الله حقه, أما التعاظم في النفس, والتعاظم بالكلام والمدح والثناء ونحو ذلك, فليس من صنيع المجلين لله عز وجل, الخائفين من تقلب القلوب, فالله عز وجل يقلب القلوب, ويصرفها كيف يشاء, فالقلب المخبت المنيب يحذر ويخاف دائماً من أن يتقلب قلبه, فينتبه للفظه, وينتبه للحظه, وينتبه لسمعه, وينتبه لحركاته لعل الله عز وجل أن يميته غير مفتون ولا مخزي.[شرح فتح المجيد شرح كتاب التوحيد :3/443]
صلاح القلب:
قال الشيخ: صلاح القلب يصلح الحال, ( ألا إن في الجسد مُضغة: إذا صلحت صَلَحَ الجسدُ كلُّهُ, وإذا فسدت فَسَدَ الجسدُ كلُّهُ, ألا وهي القلب )
ولهذا يلزم على طالب العلم أن يكون بصيراً بحال نفسه, وبصيراً بحال من يريد إصلاحهم, وأن صلاح القلب ينتج عنه كل خير, وفساد القلب _ وإن صلحت الجوارح بأعمالها _ يعقبه شر, فإذا كان القلب صالحاً, آب العبد وإن عصى, وإن كان القلب فاسداً, وإن كان ظاهره طاعة, فإنه لا يؤمن عليه الانتكاس, لأن القلب هو معدن الخير, ومعدن ضد ذلك من الشر والفساد.[شرح فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد:2/556]
دعاء ختم القرآن لشيخ الإسلام:
قال الشيخ: هذه الختمة لا تصح إسناداً, وإن كانت مشهورة النسبة, فالختمة المعروفة بختمة شيخ الإسلام كلماتها موجودة متفرقة في كتب شيخ الإسلام, فمن أراد أن يأخذها جملاً, ويحيل كل جملة منها إلى موضعها من كلام شيخ الإسلام وجد ذلك, ولهذا يقول علماؤنا: إن هذه نَفَسُها نَفَسُ شيخ الإسلام, كلامها كلام شيخ الإسلام, فمن عرف كلام شيخ الإسلام قال: إنها من كلامه, لكن نسبتها إليه غير ثابتة, فليُتنبه لذلك.[شرح كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان:36]
المؤمن فطن كيس:
المؤمن فطن كيس يدرك الأمور, ويعرفها, ولكن لا يُقصّي الأمور إلى نهاياتها, في بيتك أنت ترى أشياء لا بد فيها من التغافل, صديقك يقول كلمة لا تعجبك, تمررها, قال بعض السلف: الكلمة التي تؤذيك طأطئ لها رأسك, فإنها تتخطاك[محاضرات تراجم310]
الحرية المطلقة:
قال الشيخ: الحرية المطلقة من دون قيد في أن يفعل الإنسان ما شاء, دون أن يحاسب على ما فعل, هذه لا وجود لها في أي مكان في من الأرض, بل توجد الحريات حيث وجدت, لكن تنتهي إلى حدٍ بعده يقال للناس ممنوع, لست حراً في ذلك.
وهذا يعطيك تصوراً عن أن كلمة الحرية لا توحد على الأرض إلا نسبية, أما الحرية المطلقة في كل شيء, في المال, في السياسة, وفي القضاء, وفي التصرف, في النفس, وفي الدماء, ومع الأولاد, هذه لا توجد كاملة بلا قيد في أي مكان من الأرض, وإنما توجد حرية تختلف البلاد فيها سعة وضعفاً, بحسب قوة إعطاء الحريات.[محاضرات سياسية واجتماعية:133]
الإسلام سينتصر وسيعود عزيزاً:
قال الشيخ: من منهج التفكير لدى المسلم أن يغلب جانب التفاؤل, ويحذر من القنوت, واليأس الذي يحمله على عمل أشياء منكرة, التفاؤل والإيجابية هذه تعطيك انطلاقة, فإذا نظرت إلى الواقع اليوم ثق أن الإسلام سينتصر وسيعود عزيزاً, كما كان, لأن الله عز وجل يقول: ( هو الذي أرسل رسُوله بالهُدى ودِين الحق ليُظهره على الدين كُلِهِ وكفى بالله شهيداً ) [الفتح: 28] فمن الذي شهد بهذه الشهادة ؟ هو الله عز وجل.
فإذاً, الزمن لا تنظر إليه, مرّ خمس سنين, عشر سنين, عشرون, خمسون سنة, لا يهمنا, ولا أكثر, المهم أن يوافق عملنا الصواب.[ لقاءات وجلسات:2/118]
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ