أرشيف المقالات

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
2﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [سورة مريم: 96]   آية رقراقة فيها فيضٌ من التبشير عظيم، وحثٌّ على التمسك بالإيمان والعمل الصالح؛ حيث إن الإيمان والعمل الصالح هو منهج ودَربٌ، وسعي يتطلب الصبر والصدق وتفعيله وتعزيزه في الإنسان.   فالمؤمن العامل للصالحات ينبغي أن يعيَ ويستوعب جيدًا قيمةَ وثمن وجزاءَ إيمانه وتصديقه، وعدم كفره أو ظلمه للحق، وما يَستتبعُ ذلك مِن عملٍ صالح وصدقٍ، وعدم معصيةٍ، أو ظلمٍ للمنهج الذي فُطِرَ عليه، وصدَّقه الوحي ورسالةُ السماء إليه.   هذا الإيمان والعمل الصالح يتطلب صبرًا وبذلًا وتمسكًا وسعيًا نابعًا مِن صدقٍ ويقينٍ، وصفاء الإيمان الخالي من الكفر والظلم، الفاتح لباب الرجاء والأمل، والاستبشار بحُسن الجزاء وبرحمة الرحمن.   هذا الاستبشار وهذه الرحمة وهذا الرجاء، بيَّنتْه وجلَّتْه لنا هذه الآية الكريمة في أسلوب تأكيدي جلي واضح، كان من المهم الوقوف عنده واستيعابه جيدًا، فجزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات الجنة، تلك الجنة التي لهم فيها ما يَودُّونه ويحبونه ويُرضيهم، وقد أكَّدَ ذلك عديدُ الآيات في القرآن العظيم.   خبر وبشرى ورحمة تدفَع المؤمن إلى التمسك والاستبشار، والاعتزاز بإيمانه وعمله الصالح أمرٌ تؤكده فطرةُ الإنسان بإجماعه حول منهج الصلاح والخير والمعروف، ونبذ الفساد والمنكر؛ إقرارًا واعترافًا بعظمة خالق الإنسان وفاطره، وإرساءً لدعائم العقيدة الصافية السليمة والإيمان الحق.   أمر تؤكِّده نظرةُ الإنسان العاقلة المتفكرة في حال الحياة الدنيا، والتفكر في المصير والمآل. أمر يؤكِّده ويُفصِّله يقينًا وحقًّا دون ريبٍ أو شكٍّ تفكُّرُ وتدبُّرُ الإنسان لرسالة الحق سبحانه إلى عباده، وأقصد هنا القرآن العظيم.   حديث قدسي: قال الله تعالى: "المتحابون في جلالي لهم منابرُ مِن نورٍ يَغبِطُهم النبيُّون والشهداءُ".



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢