من القصص المكذوبة الشائعة على الألسنة - أحمد قوشتي عبد الرحيم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
من القصص المكذوبة الشائعة على الألسنة : - قصة اليهودي الذي كان يضع القمامة أمام باب بيت النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم ، فيخرج النبي ويزيح القمامة وينطلق، إلى أن جاء يوم لم يجد فيه النبي القمامة ، فسأل عن اليهودي فأخبره الناس بأنه مريض، فزاره النبي، فتفاجأ اليهودي وأسلم.وهذه القصة لا أصل لها سندا ، ولم أقف عليها في أي مصدر معتبر من كتب السنة أو السيرة ، ثم هي باطلة منكرة متنا ، رغم كثرة تردادها على ألسنة عدد من الخطباء ، ووعاظ الفضائيات ، بل بعض أساتذة الجامعات للدلالة على سماحة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته وكريم خلقه .
ولا أدري متى حدثت قصة كهذه ؟ أفي مكة التي لم يكن فيها يهود ؟ أم في المدينة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم فيها مع زوجاته في حجرات ملاصقة للمسجد النبوي ؟ ولا يتصور أن يضع يهودي وقح القمامة أمام المسجد والصحابة يمرون عليه كل صلاة ولا يحركون ساكنا .
وكيف يرضي الصحابة أن يهان نبيهم صلى الله عليه وسلم ويؤذى هكذا ، وهم يفتدونه بأرواحهم وأهليهم ، وأين عمر الذى هم بقتل من قال للنبي صلى الله عليه وسلم كلمة غير لائقة وهي : اتق الله واعدل ، وأين سيف الله المسلول خالد بن الوليد وأمثاله من أبطال الصحابة وشجعانهم المغاوير .
وأخيرا فرحمة رسول الله للعالمين ثابتة بقوله تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وخلقه الحسن ثابت بتزكية الله إياه بقوله " وإنك لعلى خلق عظيم " فضلا عن مئات الأحاديث الثابتة الأخرى في شمائله صلى الله عليه وسلم ، ولسنا بحاجة لأمثال هذه الخزعبلات .