أرشيف المقالات

ظاهرة الكبسلة والانحلال الأخلاقي

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2ظاهرة الكبسلة والانحلال الأخلاقي
باتَ الكُلُّ يُدرك خطورة انتشار ظاهرة المخدِّرات والكبسلة في أوساط الشباب مؤخَّرًا؛ حيث تكمُن خطورتها كما يعلم الجميع في أنها تُلقي بظلال تداعياتها السلبية - التي تتنافى مع الآداب العامة - على المجتمع ككل، وليس على المدمن بتعاطيها فحسب، حيث يخسر المجتمع بالانحلال القيمي، ضياعَ شبابه المدمن، بهدر طاقتهم الكامنة، في حين يفترض تفجيرها في مجالات نافعة.   ومع أن للظاهرة أسبابًا كثيرة، منها تسارُع تداعيات التطوُّر التكنولوجي الهائل التي عصفت بالشباب، وألقت بهم في متاهات كثيرة من الضياع والاستلاب، فالشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، على سبيل المثال، فضاء مفتوح، ومُترَع بكل المغريات التي تُفسِد البالغين قبل الشباب، كما أن ضَعف الوازع الديني، وغياب دور الأسرة، ولا مبالاة المجتمع، وتلكُّؤَ دور المدرسة في التربية والمتابعة، والإحباط المجتمعي المزمن، بسبب طبيعة الظروف الصعبة التي يمُرُّ بها المجتمع، وغيرها، كلها عوامل سلبية يتفاعل بعضها مع بعض في إشاعة هذه الظاهرة الضارَّة بين أوساط الشباب، وهوسهم بها.   وإذا كان من السهولة بمكان تشخيص هذه الظاهرة المرضية، وتحديد تداعياتها الخطيرة، فإن السؤال الملح الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو ما الحل إذًا يا ترى؟ لا شك أن المسؤولية في مواجهة هذه الظاهرة، والحدَّ من تداعياتها، هي مسؤولية جماعية، ولذلك يستوجب الأمر أن يشترك في المعالجة الأسرةُ، والمجتمعُ، والمدرسةُ، والكُتَّابُ، والدُّعاةُ، وأعمدةُ القوم، وكلُّ المؤسسات الاجتماعية والرسمية، لكن الحل مع ذلك كله يبدأ من الأسرة؛ حيث تقع على عاتقها مسؤولية التنشئة، والتوجيه، والإرشاد، وتقديم النصح، وتبيان الصحيح والمنحرف في السلوكيات اليومية لأبنائها؛ لذلك ينبغي على الآباء، والأمهات، وأولياء الأمور، مراقبة انغماس الأبناء في الإنترنت ومتابعة مدى التصاقهم في فضائها المفتوح في كل الاتجاهات؛ وذلك بقصد الوقوف على حقيقة ما يشاهده الأبناء في وسائل التواصُل الاجتماعي.   ويجب عدم إهمال دور الهيئة التعليمية في تعزيز المناقب الفاضلة لدى الطلاب، ومراقبة انحراف السلوكيات في المدارس، وفي جميع مراحلها، والحرص على التواصل الدوري مع أولياء أمور الطلاب لمناقشة واقع الحال، والتصدِّي المتآزر لمنع تعاطي الكبسلة، ومنع تداول المخدِّرات والمتاجر بها.   ولا ريب أن للإعلام دورًا حاسمًا في تعزيز قواعد السلوك القويم للشباب، والارتقاء بمستوى رِفعته، ومن هنا فإن الأمر يحتِّم على القنوات الفضائية أن تحرص على تقديم برامج هادفة تُركِّز على حُسْن الخُلُق، والتربية الصالحة لدى الجيل، والعمل على غرس القيم النبيلة في نفوس الجيل، وترسيخ مفهوم القدوة الحسنة عند الناشئة، بدلًا من التنافُس على عرض مسلسلات هابطة، وغير هادفة.
ولعلَّ مسؤولية أجهزة الدولة المختصة في مكافحة هذه الظاهرة، والحد من تداول حبوب الكبسلة والمخدرات - مهمة جدًّا، وذات فعالية عالية.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١