أرشيف المقالات

من الكبائر الشائعة (6) غش المسلمين

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2من الكبائر الشائعة (6) غش المسلمين   الغِشُّ كبيرةٌ؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من غشَّنا فليسَ منا)): عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ حملَ علينا السِّلاحَ فليس مِنَّا، ومن غشَّنا فليس مِنَّا)) [1].   وفي روايةٍ [2]: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على صُبْرةِ طعامٍ، فأدخلَ يده فيها، فنالَتْ أصابعُه بلَلًا، فقال: ((ما هذا يا صاحبَ الطعامِ؟))، قال: أصابتْه السَّماءُ يا رسولَ الله، قال: ((أفلا جعلتَه فوقَ الطعامِ؛ كي يراه الناسُ، مَنْ غَشَّ فليس منِّي)).   وقد عدَّ ابن حجرٍ رحمه الله في الكبائرِ [3]: "الغِشَّ في البيعِ وغيرِه كالتَّصريةِ؛ وهي مَنْعُ حلْبِ ذاتِ اللَّبَنِ إيهامًا لكثْرَتِه"، قال: "عَدُّ هذا كبيرةً هو ظاهرُ بعضِ ما في هذه الأحاديثِ من نفْيِ الإسلامِ عنه مع كونِه لم يزَلْ في مَقْتِ الله، أو كونِ الملائكةِ تلْعَنُه [4]، ثمَّ رأيتُ بعضَهُم صرَّحَ بأنَّه كبيرةٌ؛ لكنَّ الذي في الرَّوضَةِ أنَّه صغيرةٌ، وفيه نَظَرٌ لِمَا ذُكِرَ من الوعيدِ الشَّديدِ فيه".   قلت: غِشُّ المسلمينَ في بيعٍ وغيرِه كبيرةٌ من الكبائرِ، وغِشُّ أهلِ الكفرِ المعاهَدينَ حرَامٌ، والله أعلم.   ومن الغش الذي انتشر في زماننا، وهو داخل في الغش المحرم: 1- الغِشُّ في البيع والشراء والمعاملات المالية بالكذب، أو كتمان عيب السلعة، أو البخس في ثمنها، أو التطفيف في وزنها، أو خلط الجيِّد بالرديء، وما أكثر ضروب الغشِّ والاحتيال! كما يقع من السماسرة من التَّلبيس والتَّدليس، فيزيِّنون للناس السلع الرديئة، والبضائع المزجاة، ويُورطونهم في شرائها بثمنٍ بخسٍ.   2- الغشُّ في القول، وذلك عند إدلاء الشاهد بالشهادة، فيشهَد بشهادة فيها زورٌ وبهتان وكذب عياذًا بالله.   3- الغشُّ في النصيحة بعدم الصدق والإخلاص فيها، والخداع والتضليل.   4- الغشُّ في تعلُّم العلم؛ كأن يغش في الامتحانات، ويحصل على شهادة لا يستحقُّها، وقد يتبوَّأ بها منصبًا، وهو ليس أهلًا لذلك المنصب، وهذا يحدث كثيرًا، وكم من رجلٍ حصل على شهادة الدكتوراه بجهدِ غيرِه، وما فعَل إلا حَفنة من الأموال قدَّمَها لمن صنَع له الرسالة.


[1] أخرجه مسلم (101). [2] أخرجه مسلم (102)، قال العظيم آبادي رحمه الله في "عون المعبود" (9/ 231): "والحديثُ دليلٌ على تحريمِ الغِشِّ، وهو مُجمَعٌ عليه". [3] "الزواجر" (1/ 393). [4] يعني حديثَ واثلة بن الأسقَع رضي الله عنه قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من باعَ عيبًا لم يُبيِّنه، لم يزَلْ في مَقْتِ الله، ولم تزَلِ الملائكةُ تلعَنُه))؛ أخرجه ابن ماجه (2247)، والطبراني في "الكبير" (22/ 157)، وفيه معاوية بن يحيى، مُتَّفَقٌ على ضعْفِه.




شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣