أرشيف المقالات

مقدمة عن أهمية التوحيد

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2الحلقة اﻷولى من حلقات التوحيد مقدمة عن أهمية التوحيد
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين وعلى بركة الله أبدأ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.   أما بعد: فالتوحيد أهم ما يجب على المؤمن العناية به تعلمًا وتعليمًا وعملًا للآتي: 1- لأنه يدخل به المؤمن الجنة، وينجو به من النار والأدلة كثيرة منها سورة العصر.   2- ولأن تفاوت درجات المؤمنين في الجنة مرتبط بقوته وضَعفه. ويوضح ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: (إن أهل الجنة ليتراؤون أهل الغرف من فوقهم، كما تراؤون الكوكب الشرقي أو الغربي في اﻷفق لتفاضل ما بينهم، فقالوا: يا رسول الله، تلك منازل اﻷنبياء ﻻ يبلغها غيرُهم، قال: بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين).   3- ولأن قبول اﻷعمال مرتبط بوجوده وقوته.   4- ولأن قبول اﻷعمال ومضاعفة أجرها مرتبط بشرطين مهمين، هما اﻹخلاص، والمتابعة.   وهما من صُلب التوحيد ومن أدلته قوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ [النساء: 125]. فإسلام الوجه هو اﻹخلاص، واﻹحسان هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.   5- ولأن أي عمل ﻻ يُسمى عملًا صالحًا مقبولًا إﻻ بالتوحيد واﻹخلاص والمتابعة.   6- ولأن أعمال القلوب أهم وأعظم من أعمال الجوارح، بل ﻻ تقبل أعمال الجوارح إﻻ بصلاح أعمال القلوب، ولا إصلاح ﻷعمال القلوب إﻻ بالتوحيد الخالص.   7- ولأن العناية به منهج رباني، فالله بعث الرسل عليهم الصلاة والسلام وأمرَهم بالبدء به لا بغيره، وما من نبي إﻻ قال لقومه تأكيدًا للتوحيد: ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]. فأي دعوة وجماعة ﻻ تَعتني به، فمصيرها الفشل وهذا ما نشاهده اﻵن.   8- ولأنه تُنال بن أرفع المقامات في الدنيا وأعلى المنازل في اﻵخرة، قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ﴾ [الحديد: 19]. والصديقون هم أعلى الخلق درجةً بعد درجة اﻷنبياء في الدنيا واﻵخرة. فمن حقَّق التوحيد بصدق إيمانه بالله ورسله نال هذه الدرجة العالية.   9- ولأنك ﻻ تستطيع أن تعبُد الله بشكل صحيح، وتتلذَّذ بعبادةٍ وتخشَع فيها، وتستفيد منها، إﻻ بتحقيق التوحيد وتقويته.   10- ولأن قوته أعظمُ مُعين على ترك المعاصي وفعل الطاعات. فقوة محبة الله وتعظيمه في القلب - وهي من صلب التوحيد - دافعٌ قوي لفعل اﻷوامر وترك النواهي، وفعل المستحبات، وكذلك قوة الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، ولذا كثُر التذكير بها في الكتاب والسنة.   وأخيرًا، أمرٌ هذه عظمتُه وشأنه، وعناية الله ورُسله عليهم الصلاة والسلام به، وهذه فوائده العظيمة، أﻻ يستحق منا العناية والاهتمام؟! اللهم ارزُقنا تحقيق التوحيد والثبات عليه حتى نلقاك، وصلِّ اللهم على سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه ومَن والاه.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣