أرشيف المقالات

وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا آخرنا إلى أجل قريب

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا آخرنا إلى أجل قريب   ﴿ وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ﴾ [إبراهيم: 44]. من فوائد الآية: 1- قوله: ﴿ وَأَنْذِرِ النَّاسَ ﴾: الخطاب موجَّه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أول مخاطَب، ثم يُصبح خِطابًا لأُمَّته.
2- عندما يأتي العذاب للكافر، والظالم لنفسه، والذي فرَّط في حياته، يَطلبون من الله أمنية، وهي أن يُعادُوا للدنيا كي يعمَلوا.
3- الظالم لنفسه يشمَل الكافر، والذي ارتكَب الذنوب والمعاصي ولم يَتُبْ منها[1].
4- يريدون التأخير والمهلة شيئًا يسيرًا.
5- أقسَم المشركون أنه لا بَعْثَ بعد الموت؛ إنما هي الحياة الدنيا فقط؛ كما قال سبحانه حاكيًا عنهم: ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ﴾ [النحل: 38] الآية.
6- لَمَّا تأكَّد لهم رؤية العذاب بأعيُنِهم، في هذه اللحظة بدأت عندهم مسألةُ الرجاء، وطلب التأخير اليسير.
7- أمنيات فارغة جاءت في غير وقتها، وبعد فوات الأوان.
8- ليس هذا وقتَ إجابة الدعوة، ولا وقت اتِّباع الرُّسُل؛ إنما كان هذا في حال المهلة في الدنيا، لا في حال الآخرة؛ إذ هناك حسابٌ وجزاءٌ، وليس فيه عملٌ.
9- أقسمُوا قسمًا على حدِّ علمهم القاصر، وعلمهم الذي لم ينفَعْهم، وقد يكون هذا الإقسام جاء من تَكبُّرهم، وعِنادهم، وإصرارهم على المعاصي، ومخالفة أنبيائهم.
10- الإنذار فيه تحذيرٌ وتخويفٌ للناس.
11- هذا الإنذار تحذير يشمل الثَّقلَينِ: الإنْسَ والجنَّ.
12- هذا العذاب يكون يوم القيامة.
13- قوله: ﴿ قَرِيبٍ ﴾؛ أي: غير بعيد، فهم لم يَطلبوا أجلًا بعيدًا، وإنما طلبوا أجلًا بسيطًا، وقليلًا، ومهلةً وجيزةً، وهذا فيه دلالة على أهميَّة الوقت ولو كان يسيرًا؛ فإنه وإن كان يسيرًا، فإنَّ الإنسان يستطيع أن يُنجِزَ فيه إنجازًا عظيمًا؛ فوقْتُ النطق بالشهادتين لا يأخُذ دقيقةً واحدةً فقط، وهذه الدقيقة القريبة اليسيرة تُغيِّر حال الإنسان من الكُفْر إلى الإيمان، ومن النار إلى الجنَّة، ولكنهم لم يُقَدِّروا قيمة الزمان إلَّا في تلك اللحظة، وعاشوا في عِنادهم وغيِّهم وسُباتهم، فحصَدوا ما جَنَتْه أيديهم.


[1] من 2-3 مستفاد من تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ للسعدي، ص 427.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن