أرشيف المقالات

أقسام التوحيد

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2الحلقة السابعة من حلقات التوحيد أقسام التوحيد   ينقسم التوحيد بحسب تتبُّع النصوص إلى ثلاثة أقسام هي: اﻷول: توحيد الربوبية. الثاني: توحيد اﻷلوهية. الثالث: توحيد اﻷسماء والصفات.   فما هو توحيد الربوبية؟ هو إفراد الله بأفعاله؛ أي: اﻹيمان التام بانفراده سبحانه في ثلاثة أشياء، فما هي؟ هي: أ- الخلق. ب- الملك. ج- التدبير.   ومعناها: أن نؤمن أنه ﻻ خالق إﻻ الله، وﻻ مالك إﻻ الله، وﻻ مدبِّر إﻻ الله سبحانه وتعالى؛ أي: نؤمن أنه سبحانه هو وحده الرب المنفرد بهذه اﻷمور الثلاثة، فلا شريك له ولا معين، ما هي اﻷدلة عليه؟ كثيرة منها: قوله سبحانه: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الملك: 1]، ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ [الأعراف: 54]، ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الزمر: 63]، ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ﴾ [يونس: 3].   هل الإيمان بالربوبية هو الإيمان بالألوهية؟! الجواب لا، وهذا سوء فهم لمعناها يقع فيه الكثيرون، وسيأتي بيانه عند الكلام على معنى اﻷلوهية. وما هي أهمية الإيمان بالربوبية لنا؟   الجواب تتجلى أهميتُه في الآتي: أ- أنه طريق عظيم لتحقيق توحيد اﻷلوهية؛ أي: العبادة، لماذا؟ لأن الذي يستحق أن يعبد، وأن نخلص له العبادة، هو الربُّ الذي خلقنا ورزقنا، وهدانا، وأنعم علينا بنعم لا تُعدُّ ولا تُحصى ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18] ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53].   هل يكفي اﻹيمان بالربوبية للدخول في اﻹسلام؟! ج: ﻻ يكفي فلا بد من اﻹتيان بأنواع التوحيد الثلاثة، ولأن المشركين أقرُّوا به، ولم ينفعهم، قال الله سبحانه: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴾، [الزخرف: 9] ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [الزخرف: 87].   فتجدهم في اﻵيات السابقة وفي غيرها أقرُّوا بتوحيد الربوبية؛ لكنهم لما أنكروا توحيد اﻷلوهية؛ أي: إفراد الله بالعبادة؛ كما قال سبحانه على لسانهم: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [ص: 5]، ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3]، لم يدخلوا في اﻹسلام، وقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم.   يتبع فيما بعد، وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن