أرشيف المقالات

أمر ربك - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
هذه الرسالة وتلك الشريعة الغراء ما نزلت من السماء إلا بأمر الله 
و كلنا مأمورون بالطاعة والاتباع 
شاء من شاء وأبى من أبى 
من رضي فله الرضا ومن سخص فعليه السخط 
من حاربها فإنما حارب من أمر بها سبحانه ومن صد عنها فإنما صد عن سبيل الله , ومن شوه حامليها فإنما آذن الله بالحرب لما حارب أولياءه .
شريعة غراء نزلت بها ملائكة السماء تبشر أهل الأرض بطريق السعادة , وأنت وشأنك إما أن تضع قدمك على أول الطريق أو تلفظه .
{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا }  [ مريم 64 - 65]  .
قال السعدي في تفسيره :
استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام مرة في نزوله إليه فقال له: " لو تأتينا أكثر مما تأتينا " -تشوقا إليه، وتوحشا  لفراقه، وليطمئن قلبه بنزوله- فأنزل الله تعالى على لسان جبريل:   {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ } أي: ليس لنا من الأمر شيء، إن أمرنا، ابتدرنا أمره، ولم نعص له أمرا، كما قال عنهم:   {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }  فنحن عبيد مأمورون، { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ }  أي: له الأمور الماضية والمستقبلة والحاضرة، في الزمان والمكان، فإذا تبين أن الأمر كله لله، وأننا عبيد مدبرون، فيبقى الأمر دائرا بين: " هل تقتضيه الحكمة الإلهية فينفذه؟ أم لا تقتضيه فيؤخره " ؟ ولهذا قال: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا }  أي: لم يكن لينساك ويهملك، كما قال تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى } بل لم يزل معتنيا بأمورك، مجريا لك على أحسن عوائده الجميلة، وتدابيره الجميلة.
أي: فإذا تأخر نزولنا عن الوقت المعتاد، فلا يحزنك ذلك ولا يهمك، واعلم أن الله هو الذي أراد ذلك، لما له من الحكمة فيه.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن