أرشيف المقالات

بين السراء و الضراء - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
اختبار السراء والضراء يصارع فيه الإنسان طبيعته التي خلقه الله عليها وهي الانشغال بالنعمة عن المنعم والانشغال بالضراء عن مسببها .
فكان الوحي وكانت الشرائع لتدل الإنسان على إرجاع الخير للخالق  و تذكر المنعم بالشكر والثناء في غمرة النعمة , والتضرع إليه ليزيل الضر إذا ما وقع .
أما النسيان عند النعمة واليأس عند الضر فهو تصرف من لم يسعى إلا تغيير نفسه عن طريق الوحي الشافي لأمراض قلبه .
{ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا } [ الإسراء 83] .
قال السعدي في تفسيره :
هذه طبيعة الإنسان من حيث هو، إلا من هداه الله، فإن الإنسان- عند إنعام الله عليه - يفرح بالنعم ويبطر بها، ويعرض وينأى بجانبه عن ربه، فلا يشكره ولا يذكره.
{ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ } كالمرض ونحوه { كَانَ يَئُوسًا } من الخير قد قطع ربه رجاءه، وظن أن ما هو فيه دائم أبدًا.
وأما من هداه الله فإنه- عند النعم -يخضع لربه، ويشكر نعمته، وعند الضراء يتضرع، ويرجو من الله عافيته، وإزالة ما يقع فيه، وبذلك يخف عليه البلاء.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١