أرشيف المقالات

وصايا لمرتادي الحرمين

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2وصايا لمرتادي الحرمين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد: فيا مرتاد الحرمين، هذه وصايا وتذكير بأعمال قد يبدو بعضُها في نظرك يسيرًا؛ ولكنه مع الإخلاص يكون عظيمًا: أولًا: أقول لك: احمد الله كثيرًا على أن بلغك الوصول للحرمين أو رزقك سكن مكة أو المدينة؛ فإنها والله نعمة عظيمة من الله، ثم احرص - رعاك الله - على تعلُّم ما يجوز وما لا يجوز، وما يُسنُّ وما لا يُسنُّ من العبادات والزيارات داخل مكة والمدينة، وتقيَّد بذلك تمامًا حتى يُقبَل عملُك وحتى لا تقع في شيء من الشرك أو البدع.   ثم احرص - رعاك الله - على السلام على مَنْ بجوارك ومن تقابلهم مع الابتسامة لهم، فالسلام والابتسامة إحياء لشعيرة أماتها البعض، وفيها أجر وتأليف للقلوب، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا التقى المسلمان، فخيرُهما الذي يبدأ بالسلام))، وتذكر أن السلام سنة، ورده واجب، وبعد السلام والابتسامة تسأله عن بلده، وتعرفه بنفسك وبلدك وتقول له: نحبُّكم في الله، فسيُسَرُّ كثيرًا ويشكرك، ويزول ما قد يكون في قلبه من سوء ظنٍّ بأهل بلدنا، وإن كان لا يعرف العربية فيكفي أن تذكر له قوله سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وتشبك بين أصابعك فحينها يفهم مرادك ويبتسم، وإن كان يعرف العربية تدخل معه في الكلام بلطف وهدوء عن أهمية التوحيد بالإخلاص والاتباع للسنة، ولا تظن أن كل عجمي لا يعرف العربية فقد تعرفت على أعداد منهم ووجدتهم يجيدون العربية؛ بل وجدت بعضهم طلاب علم ودُعاة.   لا تنسَ أن تأخذ معك سجادة، فإن صليت على السجَّاد المفروش، فامنح سجادتك لمن يصلي على البلاط، ففيها أجر وتأليف، وإن تيسَّر أن تأخذ معك كُتيِّبًا صغيرًا في التوحيد فتهديه إيَّاه أو تهديه سواكًا جديدًا فهذا حسن جدًّا، وإن صلَّيت على البلاط فافرش سجَّادتك بالعرض في مكان سجودك وسجود المجاور لك، ففيها أيضًا أجر وتأليف للقلوب.   لا تنس أن تُوقِف وقفًا مؤقتًا يسيرًا لا يُكلِّف شيئًا، ما هو؟! هو إما التبرُّع ولو بمبلغ يسير لإحدى الجمعيات الخيرية عنك وعن والديك ومَنْ تحبُّ (ومكاتبها موجودة بالأبراج التجارية حول الحرم) أو بشراء كراسي صغيرة تُوضَع في الحرم لجلوس مَنْ يحتاج إليها.   إذا رأيت مصلِّيًا يبحث عن مكان ليُصلي فيه، فافسح له، وناده ولو بالإشارة؛ ففي ذلك أجر وتأليف وعون على الطاعة، وتذكَّر قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق))؛ أخرجه مسلم.   لا تنسَ الدعاء لإخوانك المسلمين عمومًا وخصوصًا لمن ابتلوا بالفتن والمصائب، ولا تنسَ قوله صلى الله عليه وسلم: ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))؛ أخرجه مسلم.   عند حصول كثافة المصلين والازدحام لا تُؤذِ إخوانك بالصلاة في طرقاتهم، لا داخل الحرم، ولا خارجه، ولا تتعمد الصلاة خارج الحرمين في الساحات أو في مصليات الفنادق، وأنت تجد مُتَّسعًا داخل الحرم، فإنه يخشى من عدم قبول صلاتك أو نقص أجرك، حفظكم الله ورزقكم الإخلاص وحسن الأخلاق، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومَنْ والاه.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ١