أرشيف المقالات

حديث: كان يرفع يديه حذو منكبيه

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2حديث: كان يرفع يديه حذو منكبيه   عن ابن عمر رضي الله عنهما (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حَذو مَنكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبَّر للركوع، وإذا رفَع رأسه من الركوع)؛ متفق عليه.   وفي حديث أبي حميد رضي الله عنه عند أبي داود: (يرفع يديه حتى يُحاذي بهما مَنكِبيه، ثم يُكبِّر).   ولمسلم عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه نحو حديث ابن عمر رضي الله عنهما، لكن قال: (حتى يحاذي بهما فروع أُذنيه).   المفردات: (نحو حديث ابن عمر)؛ أي: في الرفع في الثلاثة المواضع. (يحاذي بهما)؛ أي: باليدين. (فروع)؛ أي: أطراف.   البحث: لفظ حديث أبي حميد عند أبي داود: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائمًا، ورفع يديه حتى يحاذي بهما مَنكِبيه، فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما مَنكِبيه، ثم قال: ((الله أكبر))، وركع ثم اعتدل، فلم يصوب رأسه ولم يقنع، ووضع يديه على ركبتيه ثم قال: ((سمع الله لمن حمده))، ورفع يديه واعتدل) ....
إلخ الحديث.   ولفظ حديث مالك بن الحويرث عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما فروع أذنيه، وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما فروع أذنيه، وإذا رفع رأسه من الركوع، فقال: ((سمِع الله لمن حمده))، فعل مثل ذلك).   وفي روايةٍ لمسلم عن مالك بن الحويرث: (حتى يحاذي بهما أذنيه).   ولا معارضة بين (حتى يحاذي بهما منكبيه)، و(حتى يحاذي بهما فروع أذنيه)، أو (أذنيه)؛ لأن المراد أن يحاذي بظهرِ كفَّيه المَنكِبين، وبأطراف أنامله الأذنين.   وقد روى أبو داود عن وائل بلفظ: (حتى كانت حيال مَنكِبيه وحاذى بإبهاميه أذنيه).   وهذه الأحاديث التي ساقها المصنف تدلُّ على مشروعية رفع اليدين في هذه المواضع الثلاثة، ولا يعارضها ما روي عن مجاهد (أنه صلى خلف ابن عمر فلم يرَه يفعل ذلك)، ولا ما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود بأنه (رأى النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه عند الافتتاح، ثم لا يعود)؛ فإن خبر مجاهد فيه أبو بكر بن عياش وقد ساء حفظُه، ولو صح لكان لبيانِ الجواز، وأما خبر ابن مسعود، فقد قال الشافعي: إنه لم يثبت، وقال أبو داود: إنه ليس بصحيح، وضعَّفه أحمد، وشيخه يحيى بن آدم، وكذلك ضعَّفه ابن المبارك، وقال ابن أبي حاتم: هذا حديث خطأ، على أنه لو كان صحيحًا، لقُدِّم عليه حديث ابن عمر المتفق عليه؛ لأنه إثبات، وذلك نفي، والإثبات مقدم على النفي، وقد نقل البخاري عن الحسن وسيد بن هلال أن الصحابة كانوا يفعلون ذلك، قال البخاري: ولم يستثنِ الحسن أحدًا؛ يعني: من الصحابة.   هذا وقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه (كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال: سمع الله لمن حمده رفع يديه، وإذا قام من الركعتين رفع يديه، ورفع ذلك ابن عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم)، قال البخاري: وقد رواه حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.   ما يفيده الحديث: ♦ استحباب رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيامِ مِن التشهُّد الأوَّل.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣