أرشيف المقالات

هدّيةٌ بسيطة - وسام الشاذلي

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
ولما رآها تقف أمام المطعم الراقي تنظر للأطفال وهم يأكلون ويلعبون مع أسرهم من خلف الزجاج بملابسها البسيطة وملامحها البريئة، تأثر بها جداً ، كان بمفرده فأنهي طعامه بسرعة وطلب منهم أن يعدوا له وجبة مع لعبة هدية للأطفال، خرج من المطعم وهو لايدري ماسيفعله!
كانت بصحبة والدتها تنتظر ركوب المواصلات، هو شديد الحياء حتي أنه لايستطيع النظر في عيون من يساعدهم! استجمع شجاعته وذهب لهم، قال للأم "بصراحة أنا جايب الهدية دي لبنتك، دي مش مساعدة أو صدقة، أنا بجد حسيت إنها زي بنتي وحبيت أديها هدية فأرجوكي متكسفينيش وسامحيني علي التطفل" اندهشت الأم للحظات ولكن ملامحه الطيبة وابتسامته المشرقة ونبرات صوته الصادقة لم تعطها فرصة للرفض!
احتضنت البنت الوجبة والهدية وابتسمت، شكرته الأم فابتسم ومده يده فمسح علي رأس البنت ثم قبل يدها الصغيرة.
كان الجو بارداً فأحكم إغلاق معطفه ووضع يده في جيبه كعادته وانصرف وهو في قمة السعادة وكانت ابتسامة البنت الصغيرة لا تفارق خياله ...
نظر إلي السماء وشكر الله من قلبه علي هديته التي أرسلها له اليوم! فقد علمه والده منذ أن كان صغيرا أن مساعدة الأخرين هو فضل من الله وأن "صنع الفرحة" هو نعمة اختص الله بها بعض خلقه، وأن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ...
نعم وبكل تأكيد، تقي من مصارع السوء!

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢