أرشيف المقالات

أثر العبادة على المسلم

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2 أثر العبادة على المسلم
العبادةُ هي الغاية التي خلق الله الخلق لأجلها: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].   وهذه العبادة لا بد أن يكون لها أثر إيجابي على سلوكيات الإنسان الحياتية، وعند طرح سؤال: لماذا لم تؤثر عباداتنا على سلوكياتنا إلا من رحم الله؟ فستكون الإجابةُ على هذا التساؤل طويلةً، لكن لعلنا نكتفي بجزء منها وهو أهمها، فنقول: كلُّ عبادة لها ظاهر، وباطن، فهذه الصلاة على سبيل التمثيل لها ظاهر، وهو الركوع والسجود، وغيرهما، وباطن وهو الخشوع، والطمأنينة القلبية، والنفسية، وحيث إن لدينا نقصًا في الظاهر، مع نقصنا في الباطن لهذه العبادة العظيمة، فلمْ تؤثر على سلوكنا التأثيرَ المطلوب، فلا بد من إكمال هذا النقص في الظاهر والباطن، وهكذا بقيةُ العبادات؛ كالذكر، والبر، والصدقة، والصيام، والحج، وغير ذلك من العبادات، فكلٌّ فيها ظاهر وباطن، وعندما نستكمل الظاهرَ - كما أمر الشرع - بالفعل، والتطبيق، ونحاول استكمال الباطن بحضور القلب والاحتساب والنصح في العمل، فحينها سيتغير السلوك السلبي إلى الايجابية؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، واستكمال الظاهر والباطن هو تحقيق العبادة، وإذا حقَّقنا العبادة استفدنا ثمرتين عظيمتين: ♦ سهولة العبادة حالَ فعلها، وعدم التعب فيها. ♦ تطهير العبادة للمسلم من الذنوب والمعاصي، وتعديل سلوكه إلى الأحسن.   ويبقى سؤالٌ مهمٌّ، ما الذي يعين على هذا؟ والجواب في أمرين: الأول: إصلاحُ القلب، وسقيه بالعلم النافع، والعمل الصالح، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى ستةَ مشاهد للعابد في عبادته، وهي: 1- الإخلاصُ لله وحده. 2- المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم . 3- شهودُ مشهدِ الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه. 4- النصحُ في هذا العمل، والاجتهاد فيه. 5- شهودُ العبدِ تقصيرهَ في هذا العمل؛ فيدعوه هذا إلى اللجوء إلى الله بكثرة الاستغفار والنوافل. 6- شهودُ مِنَّةِ الله في هذا العمل على عبده.   الثاني: حراسةُ القلب من الأبواب السبعة، وهي: 1- العين. 2- اللسان. 3- السمع. 4- البطن. 5- الفرج. 6- اليد. 7- القدم.   وهي منافذ الشيطان في إفساد قلب الإنسان، فبحراستها يسلم هذا القلب، ويحيى ويقوى بإذن الله تعالى، ويمثل التربويون هذه المنافذ للبدن كالمنافذ للبلد، فبحراستها يسلم البلد، وبحراسة هذه المنافذ يسلم القلب.   وعند استكمال هذه الأمور بمجموعها، لا شك أن السلوك سيتغير إيجابًا؛ لأن السلوك هو على الجوارح، فإذا صلح أصلُها وهو القلب، صلحت به تلك الجوارح، فصار السلوك على أمر الله تعالى، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن