أرشيف المقالات

النظارة على المقابر

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2النَّظَارةُ على المقابرِ
بما أن المقابر يَتعلَّقُ بها مسائل في الاعتقاد خطيرة، وأحكام فقهية كثيرة، فإنَّ من إسناد الأمر إلى أهله، أن يتولَّى النظارة على المقابر طائفةٌ من أهل العلم والتخصُّص الشرعي، يكونون في إدارة تابعة لجهة شرعيَّة كدار الإفتاء[1]، أو المحاكم الشرعية، أو وزارة الشؤون الإسلامية، أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك في جميع البلاد الإسلاميَّة، ليحصل توعية الناس بالمشروع في المقابر، والحدِّ من الوقوع في الممنوع من أُمور البدع والشرك وسائر المخالفات.
قال ابنُ العطَّار الدمشقي الشافعي رَحِمَهُ اللهُ: (وينبغي لوليِّ أمور المسلمين أن يجعل على قبورهم أميناً، يمنعُ من الفساد فيها بالتعدِّي، والفسق، وأن يأمر الحفَّارين بالوصية بها، وألاَّ يكسروا عظماً من عظامهم، وألاَّ يرى قبراً مُشرفاً إلاَّ سوَّاه مرفوعاً عن الأرض قدرَ شبرٍ...)[2].
وقال مفتي الدِّيار المصرية سابقاً الشيخ عبد المجيد سليم: (يصحُّ نصبُ ناظرٍ على المقبرة، وتعيينه يكون ممن له ولاية التعيين، من واقفٍ، أو قاضٍ، وحدود ولايته لا تتعدَّى المحافظة على المقبرة، وتنفيذ ما يكون قد شرطه الواقف فيها -في غيرِ معصيةٍ- فليسَ له حقُّ إبدال جُزءٍ منها، أو إخراجها عن كونها مقبرة)[3].
والله تعالى أعلم، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وآله وصحبه.


[1] ولذا صدرَ أمر الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ت 1426 رحمه الله رقم 17668 في 25 /7 /1403 بأنَّ (ما يتعلَّق بالمحافظة على حُرمة الموتى، وحُرمة المقابر، وعدم التعرُّض لها بعد الدَّفن بنبشٍ، أو نقلٍ، أو الإذن بذلك، فهو من اختصاص اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء) مجلة وزارة العدل السعودية مج4 ع13 س1422 ص213.
[2] فضل زيارة القبور ص53 لابن العطار الدمشقي الشافعي ت724 رَحِمَهُ اللهُ. [3] الفتاوى الإسلامية من دار الإفتاء المصرية 4 /1260 فتوى رقم 605.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١