أرشيف المقالات

شكر المعروف ومكافأة فاعله

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2شكر المعروف ومكافأة فاعله   قال الله تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾[1]. إن من دوافع استمرار فعل الخير وصنع المعروف في المجتمع، أن يذكر لصاحب المعروف معروفه وأن يشكر عليه.   وقد جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - الثناءَ على صاحب المعروف والاعتراف بفضله نوعًا من الشكر لله تعالى.   فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لا يشكر الناس، لا يشكر الله»[2]. وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يشكر الناس، لم يشكر الله»[3].   وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على مكافأة المعروف والشكر لصاحبه، وعرف الصحابة - رضي الله عنهم - منه هذا الخلق الكريم طول حياته صلى الله عليه وسلم، فكان يقبل الهدية وكان يهدي في مقابلها ما هو أكبر منها.   قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها[4]. وقد شفع صلى الله عليه وسلم فعله بقوله فحض على ذلك.   عن جابر بن عبدالله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صُنِع إليه معروف فليجزه فإن لم يجد ما يجزه، فليثنِ عليه، فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره»[5].   وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «...
ومن أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا، فادعوا له حتى يعلم أن قد كافأتموه»
[6].   وبهذا يوجه صلى الله عليه وسلم، إلى المكافأة المادية حيث أمكن ذلك، فإن لم يكن، فالدعاء مكافأة وأي مكافأة.   عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثناء»[7].


[1] سورة الرحمن، الآية (60).
[2] أخرجه أبو داود برقم (4811) والترمذي (1954).
[3] أخرجه الترمذي برقم (1955). [4] أخرجه البخاري برقم (2568).
[5] أخرجه أبو داود برقم (4813) والترمذي (2034) والبخاري في الأدب المفرد (215). [6] أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (216).
[7] أخرجه الترمذي برقم (2035).



شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير