أرشيف المقالات

تدبر أسماء الله الحسنى

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2تدبر أسماء الله الحسنى   إنَّ في تدبُّر معاني أسماء الله جل وعز وصفاتِه، أكبرَ عونٍ للعبد على تدبُّر كتاب الله تعالى؛ حيث أمَرَنا الله تعالى بتدبُّر القرآن في قوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، ونظرًا لكون القرآن الكريم يكثر فيه ذكر أسماء الله، وصفاته - حسب متعلقاتها - فإن في تدبُّرها بابًا كبيرًا من أبواب تدبُّر القرآن.
إنَّ العلم بأسماء الله الحسنى، وصفاته يزرع في القلب الأدبَ مع الله، والحياءَ منه، فالأدبُ مع الله جل وعز، هو القيام بدينه، والتأدُّب بآدابه، ظاهرًا وباطنًا، ولا يستقيم لأحد قطُّ الأدب مع الله تعالى إلا بثلاثة أشياء: 1- معرفته بأسمائه وصفاته. 2- معرفته بدينه وشرعه، وامتثال أمره بالفعل ونهيه بالترك. 3- نفس مستعدة قابلة للحق علمًا وعملًا؛ حيث إنَّ من ثمرات تدبُّر أسماء الله الحسنى: أ - تذوُّق حلاوة الإيمان. ب - عبادة الله عز وجل كما أمر. ج - زيادة محبة العبد لله والحياء منه. د - الشوق إلى لقاء الله عز وجل. ه - زيادة الخشية لله ومراقبته. و- عدم القنوط من رحمة الله. ز- حسن الظن بالله والثقة به. ح - هضم النفس وعدم الكبر. ط - الإحساس بعلو الله وعظمته.
إنَّ تدبُّرَك للأسماء الحسنى، يجعلك مرتبطًا في جميع أحوالك بربِّك، دعاءً وثناءً، وإيمانًا ومحبة، وخوفًا ورجاءً، وعلمًا وعملًا؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لِلهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ...))[1]، وفي رواية لغيره: ((مَنْ أَحْصاها))، ويُراد بإحصائها اعتقادُها وحفظُها، والعملُ بها، ومعرفةُ معانيها.
اجعل لسانَك يلهج حال دعائك، متوسِّلًا إلى الله بأسمائه، وصفاته، كقولك: اللهمَّ يا رحيم ارحمنا، ويا لطيف الطف بنا، ويا ذا العفو اعف عنا، ويا متين اشدد أزرنا، ويا حافظ أحفظنا، ويا فتَّاح افتح علينا، ويا ربنا الشافي اشفِنا، ويا رزَّاق ارزقنا، ويا ولي تولَّ أمرنا.
وهذا مما يمكن أنْ تجعله منهجًا عمليًّا، وتربويًّا لك في حياتك، وأنْ تجعل لك منهجية مع الأسماء الحسنى علمًا وعملًا، بحيث تُجَدْوِلُ هذه الأسماء، وتبحث في كل أسبوع عن شرح اسم، وعن أسراره ومعانيه، وتعمل بمقتضاه، وهكذا، فما تبرح أنْ تكون قد فهمت معانيها في وقت يسير، وممَّا يُعين على ذلك أن تشد أزرك ببعض إخوانك الذين تستعين بهم - بعد الله تعالى - لتنفيذ هذا البرنامج.


[1] أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2677) 4 /2062.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣