أرشيف المقالات

وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
انتهت كل المشاهد عند هذا المشهد.
تصاغرت كل الصعاب  أمام هذا الموقف .
ذرية ضعاف صغار ووالد مشرف على الموت أو هو يحتضر .
الوالد شاب أو تخطى مرحلة الشباب أو وصل مرحلة الشيب .
الكل مرشح لهذا المشهد ..فتأمل :

{ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا}   [ النساء 9] .
فسرها البغوي تفسيراً رائعاً فقال :
قوله تعالى : { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا}  أولادا صغارا ، خافوا عليهم الفقر ، هذا في الرجل يحضره الموت ، فيقول من بحضرته : انظر لنفسك فإن أولادك وورثتك لا يغنون عنك شيئا ، قدم لنفسك ، أعتق وتصدق وأعط فلانا كذا وفلانا كذا ، حتى يأتي على عامة ماله ، فنهاهم الله تعالى عن ذلك ، وأمرهم أن يأمروه أن ينظر لولده ولا يزيد في وصيته على الثلث ، ولا يجحف بورثته كما لو كان هذا القائل هو الموصي يسره أن يحثه من بحضرته على حفظ ماله لولده ، ولا يدعهم عالة مع ضعفهم وعجزهم . 
وقال الكلبي : هذا الخطاب لولاة اليتامى يقول : من كان في حجره يتيم فليحسن إليه وليأت إليه في حقه ما يجب أن يفعل بذريته من بعده . 
قوله تعالى : { فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا}  أي : عدلا والسديد : العدل ، والصواب من القول ، وهو أن يأمره بأن يتصدق بما دون الثلث ويخلف الباقي لولده . 
أبو الهيثم
 

شارك الخبر

المرئيات-١