أرشيف المقالات

هل قرأتَ هذا الحديث من قبل ؟!! - أبو فهر المسلم

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .

مُـدَوِّيَـة ..
هل قرأتَ هذا الحديث من قبل ؟!!
تفقَّهوا يا أحبَّة وانْهَلوا !

رَوى [مسلمٌ في صحيحه] ، من حديث عمران بن حصين قال :
« كانت ثَقيف حلفاء لبني عقيل، فأسرَت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ! وأسَر أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا من بنى عقيل وأصابوا معه العضباء - ناقته عليه السلام - ! فأتى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو فى الوَثاق ! قال: يا محمد ! فأتاه ..
فقال: ما شأنك ؟! فقال: بم أخذتني، وبم أخذتَ سابقة الحاجّ - الناقة - ؟! فقال إعظامًا لذلك : أخذتُك بجَريرة حُلفائك ثقيف ! ثم انصرف عنه، فناداه فقال: يا محمد يا محمد ! وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رحيمًا رقيقًا ! فرجع إليه فقال: ما شأنك ؟! قال: إني مُسلم ! قال: لو قلتَها وأنت تَملك أمرَك؛ أفلحتَ كلّ الفلاح ! ثم انصرف، فناداه فقال: يا محمد يا محمد ! فأتاه فقال: ما شأنك ؟! قال: إنى جائع فأطعِمني، وظمآن فأسقِني.
قال: هذه حاجتك ! - قال الراوي: حتى - فُدِي بالرَّجُلين »
.
قلتُ :
وفي هذا الحديث من الفقه والفوائد والنُّكَت العلميّة؛ ما يَربو على المائة ..
لكن لِنقتصر على فائدة من أهمّ تيك الفوائد، وهي :
*** قوله عليه السلام للرجل: ( أخذتُك بجريرة حُلفائك ) !
فيه الدليل القاطع، والحُجَّة الدامغة، على جواز أسْر رعايا الدولة المُحاربة للمسلمين، واحتجاز رهائنهم، متى قُدِر عليهم !
ولِوليّ الحرب والجهاد، أن يتصرَّف فيهم كيف شاء، حسب المصلحة !
* ولا فرق في ذلك بين المُحارب منهم وغير المُحارِب - كما هو ظاهر هذا الحديث - لأنه على كلّ حال منهم، ومَحسوبٌ عليهم !
بل إنه عليه السلام، في هذه الواقعة؛ لم يأسِر من المُحاربين المُباشِرين "ثقيف"، وإنما أسَر من حلفائهم "عقيل" !
بل والرجل الذي أسَره عليه السلام، ليس هو رأس القبيلة ولا من كُبرائها، وإنما من آحادهم وعوامّهم !
وهذا ما جعل الرجل يسأل مُتعجِّبًا: ( يا محمد، بم أخذتَني ؟! ..
فقال عليه السلام: بجريرة حُلفائك ثقيف )
.
 ألا فَلْيخسأ دُعاة الإرجاء والانبطاح والتخذيل، الذين تثور ثائرتُهم، وتَتلوَّى أمعاؤهم في بطونهم، غيظًا وحقدًا وغِلًّا على المجاهدين، متى أتَوا شيئًا من ذلك !
ويتشدَّق أحدُهم مِلء فِيه: وما ذنب الأبرياء المساكين، والمدنيين المُسالِمين، ومَن خرج طالبًا للرزق والعمل هنا أو هناك ؟!
** فيا أيُّها المُتشدِّق المُتحَذلِق المُنتفِش :
ها هو نبيُّك قد فعل، بالبريء المسكين الذي لا ذنب له ولا جَريرة !
فماذا أنت قائل ؟! وبمَ أنت مُجيب ؟!!
لكن القاضي عياض رحمه الله، قد سدَّ على مثل هؤلاء الباب، وفنَّد شُبهتهم في ذلك، وأجاب عنها بأحسن جواب ..
فقال :
( مما يُسئل عنه في هذا الحديث، قوله - صلى الله عليه وسلم -: " أخذتُك بجَريرة حُلفائك " ...
!
كيف هذا والله تعالى يقول: { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } ؟!!
وللناس عن هذا ثلاثة أجوبة :
أحدها: أنه يمكن أن يكونوا عُوهدوا على أن لا يَتعرضوا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لا هُم ولا حُلفاؤهم، فنقَض حلفاؤهم العهدَ وَرَضُوا هم بذلك، فاسْتُبِيحوا لأجل ذلك.
والثاني: أنهم كفار لا عهد لهم، والكافر الذي لا عهد له؛ يُستباح وإن لم يفعل حلفاؤه شيئًا.
والثالث: أن يُقال: في الكلام حذفٌ، ومعناه: أخذناك لنُفادي بك مِن حلفائك )
.
انظر: المُعلِم بفوائد مسلم
* إذًا ..
ففي كلّ الأحوال؛ قد صحّ أسْرُه وجاز ابتداءً، وإن اختلفَت أوجُه ذلك وتعليلاته ..
!
ولم يَقل أحدٌ قطّ: إن الرجل بريء، وقد أُسِر ظلمًا، وأين الرحمة والرأفة ؟! ونبيُّنا نبيّ الرحمة، وهذا رجل مدني، وصاحب عهد وأمان !!
إلى آخر ما أنت سامع، من تضليلات المُضلِّين، وخُزعبلات المُرجفين !
يا جماعة الخير :
رحِم الله من توقَّف عند ما بَلغ، ولم يَقفُ ما ليس له به علم، حتى يَبحَث ويعلَم ويَتحرَّى، خاصةً فقه الجهاد والحرب !
وإلا ..
فقد سَفِه نفسَه، ونَادَى عليها بالجهل والعَتَه !
 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣