عن الحب أتحدث(2) - بسمة موسى
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تُغريني كثيرا هذه الفِكرة بالتأمُّل.. كَم يُحِبُّ من يُحِبّ..
إلى أي درجة؟ فالحُبُّ ليس فكرة مُطلَقة كما يُظَنّ.
ما الذي يَجدُر بك فعله حال كونك مُحِبّا..
تجاه من تُحِب..
هل ستُعينه أن يكشف نفسه أمامك أياً كان لونها..
أم ستحرص أن يُريكَها بيضاء من غير سوء..
كَي لا يُخدَشَ في عينيك وجه القمر؟
هل تُحِبّه..
لأنه صورة الحلم الذي وقر في قلبك..
أم أن حُلمك من ملامحه تَشَكَّل؟
ما شكل حُبّك..
أبَوِيّ الاحتواء..
لا يتغير ولا يتبدل..
مهما جَنَحَ ابنُ قلبِه..
أم هو مشروطٌ بصفات التمام والكمال؟
هل يَدعوك للفعل أم لِرَدّ الفعل..
للكلام أم الإنصات..
للحركة أم للسكون..
للنَّظَر أم للتأمُّل؟
أتسمحُ لتلك القطعة من روحِك..
كما تَدَّعي..
أن تتحرر أمامك من نمطية وأنماط الكلام..
أن تَصرُخ أو تضحك أو تهذي إن شاءت..
دون أن تخاف على مستقرها بقلبك..
أو أن تَظُنَّ بعقلها الظنون؟
أتتركها تُنشد بعينيها وروحها ما تريد..
ثُم تغفو آمنة..
لا قلقٌ يؤرقها ولا وَجَلٌ يَقُضُّ مضجعها؟
ثُمّ..
لماذا تُحِبّ..
لتحوز السعادة ..
أم لتصنعها؟ وما حدود سمائك؟
تُحِبُّ حَدَّ السَّهَر..
حَدَّ الفَرَح..
حَدَّ الألم..
حَدَّ الغَضَب..
أن سُلِبتَ من نَفسِك..
أم تُحَبُّ حَدَّ النَّزفِ..
حَرفاً قانياً..
بين جَنَبات السُّطور والسُّكون؟
أتُحِبُّ حَدَّ البُكاء..
حَدَّ الشهيق..
حَدَّ الزفير..
أم تُحِبُّ حَدَّ منح النَّفَس الأخير؟
أتُحِبُّ..
من أجلِ ما يُراقُ من شَهدٍ تَكَرّر..
أم رُغم ما تُقاسي..
من صَبرٍ تَخَثَّر؟
أتُحِبُّ ما كان..
ما يكون..
وأياً كان ما سيَكون؟
أَتُحِبُّ حَدَّ الوداعة..
حَدَّ السَّريانِ فوقَ أجنحة الحمائِم..
ما حَطّت وما طارَت..
أم حَدَّ الحَربِ..
والكَرِّ والمُعاودة..
حَتّى تَغرِسَ في القَلبِ بَياضَك..
ويَضَعَ الحُبُّ أوزاره؟
هل تُحِبُّ..
حَدَّ الشوق للجَنّة؟