بيان من الحركة الإسلامية بشأن مرور عام على اعتقال رهائن الأقصى
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبي الهدى والرحمة .. وعلى آله وصحبه أجمعين ..( وما لنا ألاّ نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون ..
) (إبراهيم 12)بعد مرور عام على الاعتقال الظالم لرئيس الحركة الإسلامية فضيلة الشيخ رائد صلاح، والإخوة الدكتور سليمان أحمد رئيس بلدية أم الفحم السابق ورئيس لجنة مؤسسة الإغاثة الإنسانيةالمغلقة، ومحمود أبو سمرة وتوفيق عبد اللطيف وعبد الناصر خالد فرج الله كربهم. ها هي الأيام تؤكد مدى التخبط الذي تعيشه النيابة وإصرارها العجيب على الاستمرار بالمحاكمات مع دحض أدلتها الدليل تلو الدليل، مما يؤكد أن الاعتقال ليس فقط كما كنا نقول : اعتقالا سياسيا، بل هو اعتقال مرتبط بأحداث محلية وإقليمية ودولية، واستحقاق تدفعه الحركة الإسلامية في إطار الحملة الدولية الصليبية - الصهيونية المسعورة على التيار الإسلامي . لقد تزامن الاعتقال مع أحداث عظام ألمت بالمسلمين في العالم ابتداء مما جرى على أرض أفغانستان والشيشان والحرب المسعورة على التيار الإسلامي في أواسط وشرق آسيا، ...
وانتهاء بالاحتلال الأنجلو -أمريكي للعراق لصالح إسرائيل وحتى مساعي حكومة باراك وشارون لتصفية القضية الفلسطينية من خلال السعي المحموم لقهر الشعب الفلسطيني عسكريا بقتله واستباحة دمائه ودماء قياداته الشرعية وتدمير المشهد الفلسطيني كاملا لإعادة الشعب الفلسطيني إلى بدايات قضيته لاذلاله ولملمة جراحه، إلى جانب سعي فريق آخر لتصفية القضية الفلسطينية سياسيا عبر حلول جزئية مبتورة عن سياقها الفلسيطيني المحمي، كقضية اللاجئين وإنهاء حق العودة والقبول بكيلومترات محدودة من الأرض الفلسطينية لإقامة دويلة هزيلة تذكرنا بدويلات العصر العباسي المتأخر إبان الغزو التتاري والصليبي للأرض المقدسة . لقد جاء هذا الاعتقال على خلفية المواقف السياسية للحركة الإسلامية وعلى خلفية المواقف الشجاعة لفضيلة الشيخ رائد صلاح ودوره الطليعي في السعي لبلورة مجتمعنا في إطار دوائره الإسلامية والعربية، وشكل فضيلته رأس الحربة في الدفاع عن الأقصى المبارك، وأحاله إلى قضية دولية هامة أضحت سمع الدنيا وبصرها ..
وإلى جانبه قام الإخوة المعتقلون وعلى رأسهم فضيلة الأخ الدكتور سليمان أحمد بجهود مباركة في هذا السياق فكانت كفالة المجتمع الفلسطيني بأطفاله الأيتام وأرامله تقض مضاجعهم، والسعي إلى تأمين أبسط الأمور لإعانتهم على حياة كريمة..
لكن إسرائيل دولة الديمقراطية في ساحة " الوحوش العربية "!!...
إسرائيل دولة القانون في غابة الأنظمة الشمولية !!! إسرائيل دولة التنوير في ظلمة الجهل العربي!! تعتبر مساعدة الطفل اليتيم إرهابا، ومساعدة الأرملة تشجيع على الإرهاب، ولملمة جراح الثكالى والمعدمين مؤامرة على مستقبل الدولة. إنه الإسفاف الذي ما بعده إسفاف بعقول الناس ..
لكن في العصر الإسرا-أمريكي، كل شيء جائز ...
ونحن في الحركة الإسلامية ندفع اليوم ثمن مواقفنا ..
لكننا كحركة لن نتراجع قيد أنملة عن أي موقف من مواقفنا سواء تعلقت بالقضية الفلسطينية وضرورة الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف والأقصى المبارك، وان المسجد الأقصى في خطر، وان اختلاف التصريحات الهوجاء بحقنا نحن الأقلية الفلسطينية الذين ثبتنا على أرضها بعد نكبة عام 1948 سواء بدعوى الترانسفير أو اليد الحديدية ...
نحن نؤكد على حقنا في الحياة الكريمة، وعلى حقنا على أرضنا وترابنا ومقدساتنا وأوقافنا، وعلى حقنا في تعليم أبنائنا، وعلى حقنا في بلورة مجتمع عصامي في دائرة هويتنا الإسلامية والعربية، وعلى حق عودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم ونجوعهم التي هجروا منها وهو حق لا يزول بالتفاهم و لا بالاتفاقيات ولا ببطش القوة .. إذا كان الإخوة اليوم يدفعون ثمن مواقفهم فكأننا نبشر أنفسنا ونبشرهم بأن: (لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) .الله أكبر ولله الحمدالحركة الإسلاميةالجمعة 14/5/2004