أرشيف المقالات

للعروس الجديدة لا تبني بيت العنكبوت

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
رغم كل الصراعات والمحاولات لطمس فطرة البنات، لا يكاد يخفى على أحد ولع الأنثى بحب الزينة والتحلي بالجمال، والله الذي خلقها وهو العالم بها أكرمها وأنزل المنهج القويم في ديننا الإسلامي الحنيف ليصونها ويعصمها من الإنزلاق في دعوات  التحرر الباطلة والإنحلال الأخلاقي حتى لا تصبح بضاعة فاسدة تتهافت عليها القاذورات، هذا المنهج الذي تعامل مع ماجُبلت عليه الفتاة، فلم يكسرها ولم يكبت فطرتهاو مشاعرها، بل حفظها لتكون كالجوهرة المصونة، وجعل بيتها سترها تبدي فيه زينتها المسموح لها به لمن أذن الله لهم من أهلها.
وتجاوباً مع عاطفة الأمومة الجياشة بصدرها والتي تبدو لكل عين ناظرة لطفولتها وهي تلعب بعروستها، وكأنها مولودتها، أمر وليها إن جاءه من يرضى دينه وخلقه أن يزوجها به، ليكون لها بيتها مملكتها، تسعد فيه وتسعد من حولها.
فيا بنيتي الحبيبة يا من أصبحت زوجة صغيرة..
ها أنتِ تضعين أولى خطواتك داخل بيتك، بماذا تحلمين؟..
وماذا أعددت ليكون لك زادا في الدنيا والآخرة؟
تعالي نستعرض معا كيف تكون البيوت:
إن البيوت تختلف كثيرا فيما بينها من حيث منظرها الخارجي والداخلي وما تحتويه من أثاث وغيره، ولكنها تختلف اختلافا أكبر في معانيها وما قامت وأُسست من أجله وعلاقة ساكنيها بعضهم ببعض.

قال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} [النحل:80]، فهناك بيوتًا تحفها السكينة وعامرة بذكر الله، وتلك أخرى خربة يُعشش بداخلها أناس نسوا الله فأنساهم أنفسهم، فاجتالتهم شياطين الإنس والجن فأصبحت من الوهن والضعف كبيت العنكبوت الذي ساقه لنا العليم سبحانه مثلاً على الوهن، قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}  [العنكبوت:41].
فيا أيتها المرأة المسلمة الواعية هلمي لتجعلي بيتك بيتا من بيوت المسلمين الصادقين الذاكرين الله كثيراً، قال صلى الله عليه وسلم: «مثل البيت الذي يُ ذكر الله فيه والبيت الذي لا يُذكر الله فيه كمثل الحي والميت»  (متفق عليه).
فالبيت يجب ألا يكون قبراً يُهجر فيه كلام الله وتُعصى فيه أوامره، بل ليكون جنة الدنيا تُنيره الصلوات وترتيل الآيات واتباع الهدي والأعمال الصالحات، وليكن لكِ في أنثى العنكبوت عبرة وموعظة فخذي منها واتركي:
فهي التي تقوم بنسج البيت، وأنتِ التي عليك وضع اللمسات الجمالية لبيتك والاهتمام بأدق تفاصيله وتجديده والمحافظة عليه، وإذا كان الله قد وهب تلك الأنثى خيوط النسيج في بطنها التي أثبت العلم أنها من المتانة بحيث لا تبلى ولا تتعفن ولا ينفذ منها الغبار، ولم يتوصل الإنسان حتى الآن لنسج خيط مثله، فقد امتن عليكِ بعاطفة وطاقة عطاء لا يُضاهيكِ فيها أحد، وذكاء أنثوي لتكوني مميزة في عين زوجك وأبنائك، وإشاعة الراحة والسكينة في بيتك فلا يجدون الراحة إلا فيه.
فتشي بداخلك عن مواهب الإبداع، واحرصي على إبرازها والتحلي بها في كل مجالات الحياة وفي أي مكان، فأنثى العنكبوت يخرج النسيج من بطنها وتستطيع أن تغزل بيتها في أي وقت أومكان.
{لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}: من اهتمام العلماء بالعنكبوت، أرسلوها إلى الفضاء ووجدوا أنها قد ضلت فيه ما يقرب من شهر وعانت الكثير من الجاذبية ومع ذلك فقد نسجت بيتها على الرغم من ذلك، فتعلمي أنه على الرغم من مصاعب الحياة والمعاناة والمتاعب التي قد تُواجهك ولا تخلو منها الحياة الدنيا، إلا أن الحل في الاستعانة بالله ثم الصبر والحكمة في المواجهة.
وهن بيت العنكبوت:
{أَوْهَنَ الْبُيُوتِ}: هنا الحذر من تلك الأنثى العنكبوتية فالوهن ليس في النسيج بل في الداخل حيث تفترس الذكر وتتغذى على لحمه طيلة فترة الحضانة للبيض، ثم بعد الفقس تتغذى اليرقات القوية على الضعيفة، ثم إذا اشتد وقوي عود ما تبقى من الصغار تقوم بالتغذي على الأم فقد أصبحت أضعف الموجودين، فالضعف ليس خارجياً وإنما داخليًا، إنه ضعف الترابط الأسري في ذلك البيت، أما أنت فالزوج يعطي الأمن ويشقى لراحة أهله فلا تكوني ممن يكفر العشير، واحرصي على غرس روح التعاون والإخاء بين الأبناء وتعليمهم كيف يحترم الصغير الكبير وكيف يعطف الكبير على الصغير، ثم زرع جذور البر والإحسان للوالدين ودائمًا وأبدًا لا تنسي دعاء الله أن يبني لك بيتاً عنده في الجنة .

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣