بعض أنواع صلة الرحم
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
بعض أنواع صلة الرحمالحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ.
قال القرطبي: تجب مواصلتها - يعني الرحم - بالتوادِّ والتناصح والعدل والإنصاف، والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة، والنفقة على القريب، وتفقد أحوالهم، والتغافل عن زلاتهم[1].
والمعنى الجامع للصلة أنها إيصال ما أمكن من الخير إليهم، ودفع ما أمكن من الشر عنهم، بحسب الوسع والطاقة لكل شخص منهم بحسب منزلته وحاله، وتيسُّر ذلك؛ قال تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾[البقرة: 286]، ويقدم في البر الأقرب فالأقرب.
روى الحاكم في المستدرك من حديث أبي رمثة رضي الله عنه قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته يقول: «بِرَّ أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ»[2].
وروى الترمذي في سننه من حديث سلمان بن عامر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ»[3].
وروى البخاري ومسلم من حديث ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها: أَنَّهَا أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً، وَلَمْ تَسْتَأذِنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُهَا الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهَا فِيهِ، قَالَتْ: أَشَعَرْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنِّي أَعْتَقْتُ وَلِيدَتِي؟ قَالَ: «أَوَ فَعَلْتِ؟»، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ أَعْطَيْتِيهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لأَجْرِكِ»[4]، ففاتها أعظم الأجرين؛ لأنها لم تستشر النبي صلى الله عليه وسلم.
اللهم إنا نسألك علمًا نافعًا وعملًا صالحًا متقبلًا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأسئلة:
1- ما الفضل الوارد في الصدقة على ذي الرحم؟
2- اذكر ترتيب الأرحام من حيث الصلة.
3- التفقه في السنة يحصل به أعظم الأجر، اذكر الدليل.
4- إذا تزاحمت الأعمال الصالحة فيختار منها أعظمَها أجرًا، اذكر الدليل مما تقدم.
[1] فتح الباري (10/418) بتصرف.
[2] (5/209) برقم (7327) وقال محققه الشيخ عبد السلام علوش: له شواهد.
[3]برقم (658) وقال الترمذي: حسن صحيح.
[4] البخاري برقم (2592)، ومسلم برقم (999).