أرشيف المقالات

(19) أسباب التأخر العلمي - صناعة العلماء - راغب السرجاني - صلاح الدين سلطان

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم
د.
صلاح:
هذا التراجع الرهيب أدى إلى حالة فراغ، لأنه ليس هناك متخصصين وعلماء وكذلك الأموال صارت تُنفق في دائرة محدودة، وأنا لا أجد أي فارق شرعي بين أن يكفل الإنسان الغني طالبَ علمٍ يحفظ القرآن الكريم ويتخصص في العلوم الفقهية أو علوم التفسير والحديث أو علوم السيرة أو علوم الحضارة وبين أن يَكفُل طالب علم متميز ونابغ في الطب أو الهندسة أو الفلك أو أي مجال متميز.
لا أجد فارقًا من ناحية الأجر والثواب لأن هذه فروض كفايات على الأمة كلها يجب أن تصل فيها إلى مستوى متميز.
وعلى علماء الأمة أن يصدروا فتاوى في هذه القضايا بشكلٍ واضح، بأن تخرج من زكوات الأموال ما يكفُل طلاب العلم ، وكذلك  لدينا أكثر من 200 ملياردير عربي عليهم، وخاصة المسلمين منهم، عليهم أن يخصصوا من زكوات أموالهم لتقديم منح دراسية لطلاب العلوم الشرعية والعلوم الحياتية.
وإذا تخلت الأنظمة السياسية كلها عن ذلك فهذا لا يُعفي الأغنياء من الأمة الإسلامية أن يتبنوا منحًا دراسية للنبغاء في كل التخصصات الشرعية والحياتية.
 
د.
راغب:
إذًا الأصل أن الدولة من المفترض أن يصبح من أولى أولوياتها أن تصرف من أموالها في مجال العلم، وخاصة لو كانت هذه الدولة إسلامية فمن باب أولى أن تهتم بهذا الجانب، وعليها أن تضع العلم في بؤرة الاهتمام.
وإن قصرت الدولة عن الاهتمام بهذه القضية فعلى الغيورون على هذه الأمة، من الاقتصاديين والعلماء ومن القبائل والعشائر ومن عوام الناس وفي كل الطوائف، ألا يدعوا الأمة تسقط ولكن كلٌ يُدلي بدَلوه حسب إمكانياته.
 
د.
صلاح:
نحن يجب أن نسير بالتوازي بين العلوم الشرعية والحياتية وأن ننفق على الاثنين معًا، ولو كلفنا هذا مبالغ خيالية لإعداد علماء متميزين لكن بشرط أن يعودوا إلى بلادهم ليكون إنتاجهم العلمي والفكري وبراءات الاختراع بإسم الأمة اﻹٍسلامية.
 
د.
راغب:
وعلى الدول الإسلامية رعاية الموهوبين والاكثار من البرامج التي تنتج الوسائل المحفّزة والمقدّمة للأمة الإسلامية والتي تضعها في المكانة التي أرادها لها الله عزَّ وجلَّ.
وكذلك على جميع الاقتصاديين وكبار رجال الأعمال الإنفاق على العلم وكفالة طلاب العلم ورعاية الموهوبين، فننفع أنفسنا والعالَم أجمع بهذا العلم وينسب كل ذلك إلى المسلمون وتكون دعوة إسلامية على أعلى مستوى.
 
د.
صلاح:
نتمنى أن نصل إلى حالة من النضج بين الأغنياء، إلى أن بناء المعامل لا يقل أجرًا عن بناء المساجد، فبناء معمل للعالِم يستطيع أن يبتكر فيه، وهذه المعامل صارت قليلة جدًا في بلادنا الإسلامية ولكنها صارت كبيرة ومتطورة ولها ميزانيات ضخمة في البلاد الغربية.
بل وفي الغرب تجد الكثير من هذه المعامل لا تنفق عليها الدولة وإنما تنفق عليها المؤسسات الاقتصادية.
وكثير من التطوير حدث نتيجة التوأمة بين الشركات والجامعات، فنحن ندعو الأمة الإسلامية إلى هذه التوأمة بين الشركات والجامعات لالتقاط الموهوبين وإعطائهم تفرغًا ليكونوا يومًا ما مخترعين.
 
د.
راغب:
وفي النهاية الأمة كلها تستفيد، علماء الشرع وعلماء الحياة يستفيدون والأمة تستفيد والبلاد تُحرَّرَ من عدوها.
ألا تتحرك قلوب الحكام والأغنياء وأصحاب الهمم بأن يعيدوا الثورة العلمية في العالم الإسلامي، هذه الثورة العلمية تكفُل لنا تحرير فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وكشمير، هذه الثورة تكفُل لنا إطعام الجوعى وإصلاح البنية التحتية في العالم الإسلامي، وتكفُل لنا مكانة مرموقة في العالم وتكفُل لنا في النهاية دعوة إسلامية صالحة نصل بها إلى العالم وفوق كل ذلك تكفُل لنا رضا الله سبحانه وتعالى.
 
د.
صلاح:
الوزارات في العالم العربي والإسلامي فيها وزراء من أصحاب الفكر وتعلموا في الغرب ورأوا أن تقدّم هذا الغرب مرهون بنهضة وحركة علمية كبيرة جدًا، وأتمنى من كل وزير أن يسعى بأقصى ما يستطيع أن يُطوِّرُ وزارته استثمارًا في الجانب العلمي، سواء في جانب التعليم أو التدريب أو جانب رفع الكفاءات المتميزة، بحيث تكون هناك مسابقات وترقيات ليس بناء على المحسوبيات وإنما بناء على الاختراعات والصمود العلمي المتميز.
وكذلك الأغنياء، لا بد أن تكون هناك نقابات لهم وعليهم أن ينشؤوا وقفًا للمبتكرين والمخترعين.
 
د.
راغب:
ولا نرفع من أكتاف عامة الناس همّ هذه القضية، فكل منا له دوره لمعالجة المشاكل التي تتعرض لها الأمة.
 
 

لسماع هذه الحلقة: أسباب التراجع العلمي

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير