int(1526) array(0) { }

أرشيف المقالات

أصناف القائمات بدعوة الطالبات تبعا للمهام الموكلة إليهن

مدة قراءة المادة : 28 دقائق .
أصناف القائمات بدعوة الطالبات
تبعًا للمهام الموكلة إليهنّ
 
قامت وزارة التربية والتعليم بإنشاء وحدات وأقسام تربوية في جهاز الوزارة، وأسندت إليها العديد من المهام الدعوية والتربوية، ومن ضمنها دعوة الطالبات وتوجيههنّ، ودعمت هذه الوحدات بالمساعدات الفنية والإدارية، وزودتها بالعاملات المؤهلات من المشرفات التربويات اللاتي يشرفن على المندوبات العاملات في مدارس الطالبات، ويعملن على تأهيلهنّ وتدريبهنّ ويضعن معهنّ الخطط، وهذه الأقسام هي:
1- قسم التربية الإسلامية.
2- وحدة التربية الإسلامية.
3- إدارة التوجيه والإرشاد الطلابي.
4- شعبة النشاط غير الصفي.
 
ولا يعني هذا أن العاملات في هذه الأقسام هنّ كل القائمات بدعوة الطالبات، ولكن هذه الجهات الأربع هي الإدارات أو الأقسام الرئيسة المكلّفة بنصح وتوجيه الطالبات ودعوتهنّ، باعتبار تخصصهنّ، أو باعتبار الأعمال الموكلة إليهنّ، لأنها تسير وفق أهداف وخطط محددة، ويتم تقويم جهودها بشكل دوري، وتتضح مهامهنّ الدعوية بما يأتي:
القسم الأول: معلمات التربية الإسلامية:
يقع على عاتق معلمة التربية الإسلامية (معلمة العلوم الشرعية) مهمة توجيه وإرشاد طالباتها إلى أفضل الأساليب والطرائق المؤدية إلى تعلم العلوم الشرعية بفروعها المختلفة، ومن واجباتها الأساسية - بحكم تخصصها وما تحمله من العلم الشرعي - دعوة الطالبات وتقديم النصح لهنّ فيما يتعلق بسلوكهنّ، والحرص على مطابقة سلوكهنّ العملي لما يتعلمنه من عقائد وقيم وأحكام وآداب شرعية[1]، وهناك ميزات هامة تتصف بها التربية الإسلامية، وتجعل من طبيعتها - إذا أُحسن تقديمها للطالبات - مادة دراسية مرغوبة ومؤثرة، ويمكن إجمال هذه المميزات فيما يأتي:
1)) إن الدين الإسلامي في معتقداته وقيمه يشكل عنصرا أساسيا من ثقافة المجتمع المسلم وثقافة أفراده، وتمتزج تعاليمه بكثير من حياة المجتمع وقيمه ومعاييره، وهذه الناحية تجعل الأرضية الثقافية التي تعمل عليها الدعوة الإسلامية أكثر تمهيدا من غيرها مما تتعلمه الطالبة داخل مدرستها أو خارجها، وهذا الجانب الثقافي للدين يعطيه قوة في تعليمه وقوة في تعلمه.
 
2)) إن الدين الإسلامي يراعي الجوانب العاطفية الوجدانية لدى الإنسان المسلم، فهو يخاطب مع عقل الإنسان وجدانه، ويتعامل مع عواطفه، وطالبة الثانوية مزودة منذ الصغر بعاطفة دينية اكتسبتها من تفاعلها مع أسرتها ومجتمعها، ويزداد نمو هذا الدافع في مرحلة المراهقة، ومن الممكن أن تستثمر المعلمة هذه العاطفة فتنميها، وتنفذ إلى قلوب الطالبات من خلالها، فتستثير حميتهنّ وتدفع عواطفهنّ نحو الدين والتمسك بقيمه وآدابه وأخلاقه.
 
3)) إن الدين الإسلامي يعطي الطالبة إشباعا نفسيا لا يتحقق مع غيره، فهو يشبع حاجتها إلى الولاء والانتماء، ويبذر في نفسها الاعتزاز بالدين والثقة بالنفس، ويشعرها أن الارتباط القوي في حياتها لا يكون إلا بالله عز وجل.
 
4)) إن التربية الإسلامية لا بد أن تُطبق قولا وعملا وسلوكا، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾[2]، والاقتصار على الجانب النظري فيها يمنع من تحقيق الغاية منه، وعملية الدعوة والتربية عن طريق التطبيق العملي والأنشطة تعطي الطالبة فرصة للاستمتاع والتفاعل التربوي والخروج من الجوانب النظرية التي لا تتجاوزها بعض المواد الدراسية، وهذا يعتبر أحد عوامل التشويق والترغيب القوي عند الطالبات في الميدان التعليمي.
 
5)) تنوع الأساليب المستخدمة في العملية التعليمية الدعوية، وخاصة أسلوب القصة الذي يعد أحد الأساليب الدعوية المشوقة والمؤثرة، في دروس التربية الإسلامية، حيث تعتبر القصة من أحب الأساليب إلى الطالبات، وهذه الميزة ليست معدومة في غير التربية الإسلامية، ولكنها تتوافر فيها بصورة أوسع وأقوى من غيرها من المواد الأخرى.
 
6)) إن التربية الإسلامية تؤكد على البر والخير والفضيلة وما وراءها من القيم والمثل الصالحة، وتعمل على غلق أبوب الانحراف وما يترتب عليه من أبواب المخالفات الشرعية والسلوكية، وهذا يعطي الطالبات انطباعا نحو هذه المقررات الدراسية واحترامها والتفاعل معها، مما يقوي ويعمق ثقتها بها وبمعلمتها، لأنها تمثل جانبا فكريا يوجه السلوك من خلاله، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فالتربية الإسلامية هي التي تحدد للطالبة أسلوب التعامل الاجتماعي مع الآخرين بصورة تحقق التوافق والقبول الاجتماعي مع الغير.
 
هذه بعض مميزات التربية الإسلامية التي يمكن أن تعبد الطريق أمام المعلمة للدعوة الناجحة مع طالباتها، حيث تبرز هذه المميزات في مادة التربية الإسلامية أكثر من غيرها من المواد التي تتعلمها الطالبات في المرحلة الثانوية، ومهارة المعلمة في استغلال هذه المميزات وتفعيلها في معالجة الموضوعات الدعوية يجعل الطالبات أكثر تقبلا لها ورغبة في الإفادة منها[3].
 
القسم الثاني: وحدة التربية الإسلامية:
حرصت الإدارة العامة للتربية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم، على تحقيق الغاية الأساس من التعليم، وهي: (فهم الإسلام فهما صحيحا متكاملا، وغرس العقيدة الإسلامية ونشرها، وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الإسلامية وبالمثل العليا، وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وتهيئة الفرد ليكون عضوا نافعا في بناء مجتمعه)[4]، فانبثقت فكرة إنشاء فريق وحدة التربية الإسلامية لمساندة المقررات الدراسية، من خلال تنمية الوعي الإسلامي بين منسوباتها من طالبات ومعلمات وموظفات، لتحقيق مبدأ التعاون على البر والتقوى، عن طريق نشر العلم ودرء المفاسد، وإحياء السنة ومحاربة البدعة، بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
 
وتتميز وحدة التربية الإسلامية بأهدافها العامة والخاصة التي تتوافق مع الأهداف التعليمية في سياسة التعليم في المملكة[5]، والتي منها:
(1- فهم الإسلام فهما صحيحا متكاملا وفق منهج السلف الصالح والعمل على نشره.
 
2- تمكين العقيدة في نفوس الطالبات، وجعلها ضابطة لسلوكهنّ وتصرفاتهنّ، وتنمية محبة الله وتقواه وخشيته في قلوبهنّ.
 
3- دعم العقيدة الإسلامية التي تستقيم بها نظرة التلميذة إلى الكون والإنسان والحياة في الدنيا والآخرة، وتزويدها بالمفاهيم الأساسية للثقافة الإسلامية التي تبعث في نفسها الاعتزاز بالإسلام، وتعطيها القدرة على الدعوة إليه والدفاع عنه.
 
4- تنمية روح الولاء لشريعة الإسلام، وذلك بمحبته والبراءة من كل ما يخالف هذه الشريعة.
 
5- غرس الاهتمام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في نفوس التلميذات بصيانتهما ورعاية حفظهما، وتعهد علومهما والعمل بما جاء فيهما.
 
6- تربية التلميذة على السمع والطاعة لولاة الأمر عملا بقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [6].
 
7- تدريب التلميذة على خدمة مجتمعها ووطنها، وتنمية روح النصح والإخلاص لولاة أمرها.
 
8- تربية الفتاة المؤمنة لتكون لبنة صالحة في بناء الأمة تشعر بمسؤوليتها لخدمة بلادها.
 
9- إعداد الأم الصالحة التي تنفع نفسها ودينها وولاة أمرها ووطنها ومجتمعها.
 
10- تعويد التلميذات الرجوع إلى مصادر العلم الشرعي.
 
11- إكساب التلميذات حب المطالعة النافعة، والرغبة في الازدياد من العلم النافع والعمل الصالح، واستغلال أوقات الفراغ على وجه مفيد تزدهر به شخصية الفرد وأحوال المجتمع.
 
12- تحقيق الوعي الأسري لبناء أسرة إسلامية سليمة.
 
13- تكوين الوعي الإيجابي الذي تواجه به التلميذة الأفكار الهدامة والاتجاهات المضللة)[7].
 
أما الفريق الذي يقوم بتنفيذ أهداف وحدة التربية الإسلامية فهو مكون مما يأتي:
أولا: رئيسة فريق وحدة التربية الإسلامية، ومن مهامها ومسؤولياتها الدعوية:
1- وضع الخطط العامة والبرامج للفريق.
2- ترشيح العضوات وتوزيع الأعمال والمدارس عليهنّ.
3- تنظيم جداول المحاضرات في المدارس خلال العام الدراسي.
4- الزيارات الميدانية للمدارس لمتابعة سير العمل، وتقويم الأداء.
5- تنفيذ المهام الإدارية: الرد على الخطابات الرسمية، عقد الاجتماعات، متابعة السجلات، رفع التقرير السنوي..
6- تشجيع العضوات على المشاركة الإيجابية ودراسة مقترحاتهنّ.
 
ثانيا: عضو الفريق (المشرفة)، ومن مهامها ومسؤولياتها الدعوية:
1- إعداد وإلقاء المحاضرات للمعلمات والتلميذات في المدارس.
 
2- الزيارات الميدانية للمدارس، وهي نوعان:
أ- الزيارات الاستطلاعية، في بداية العام الدراسي للتعرف على أحوال المدرسة، والاجتماع بمديرة المدرسة ومشرفة المصلّى للتعريف بأهداف الوحدة وخطة العمل.
 
ب- زيارات متابعة تنفيذ خطة المصلّى، والخطط والبرامج الدعوية.
 
ثالثا: مشرفة المصلّى (مندوبة وحدة التربية):
وهي المعلمة التي تباشر العملية الدعوية مع الطالبات، بشكل يومي أثناء الفسحة، أو في حصص الانتظار، أو من خلال اللقاء الشهري، والمحاضرات العامة في المدرسة، وهي التي لها أبلغ الأثر في توجيه الطالبات، ونظرا لأهمية الواجب الذي تقوم به فإنه يخفف من نصاب الحصص الدراسية المكلّفة بها مقدار أربعة حصص تقل بها عن زميلاتها لتتفرغ لأداء مهمتها، ويتاح لها النشاط الإذاعي مرة واحدة أسبوعيا، كما يحدد لها حصتين من حصص النشاط في الفصل الدراسي الواحد، كما يمكنها استثمار حصص الفراغ عند الطالبات، ومن أبرز مسؤولياتها الدعوية ما يأتي:
1- العمل على تحقيق أهداف الوحدة.
 
2- حصر وملاحظة السلوكيات داخل المدرسة والعمل على معالجتها عن طريق التوعية والنصح، من خلال الدروس والمحاضرات.
 
3- إعداد وإلقاء الدروس والمحاضرات.
 
4- توعية الأسرة عن طريق إلقاء المحاضرات على الأمهات، وعمل المسابقات وإرسال الرسائل الدعوية.
 
5- الكشف عن المبدعات والموهوبات من التلميذات وشحذ هممهنّ للإسهام الفعّال داخل المصلّى، لتعمّ الفائدة الميدان المدرسي.
 
6- تنظيم السجلات والملفات الخاصة ببرامج المصلّى اليومية والأسبوعية.[8]
 
القسم الثالث: إدارة التوجيه والإرشاد الطلابي:
اهتمت وزارة التربية والتعليم ببرامج التوجيه والإرشاد الطلابي، إيمانا منها بأهمية هذه البرامج، حيث تساعد الطالبات على التوافق النفسي والاجتماعي، كما تسهم في علاج المشكلات التي تواجه الطالبات، بالإضافة إلى توفير فرص الاستفادة من البرامج التربوية والتعليمية المختلفة، فأصدرت العديد من التعاميم والتعليمات المنظمة لبرامج التوجيه والإرشاد، والمحددة لمهام العاملات في هذه الإدارة، وحددت الهدف الرئيس من إنشائها فيما يأتي: (توفير الإرشاد والنصح اللازم للطالبات في الأمور الدينية، وأمور دراستهنّ وحياتهنّ بشكل عام، والعمل على حل المشكلات التي يتعرضن لها)[9].
 
ويعرف التوجيه والإرشاد بأنه (عملية منظمة تهدف إلى مساعدة الطالب لكي يفهم شخصيته ويعرف قدراته، ويحل مشكلاته في إطار التعاليم الإسلامية، ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي والتربوي والمهني والاجتماعي، وبالتالي يصل إلى تحقيق أهدافه في إطار الأهداف العامة للتعليم)[10]، كما حُددت خدماته في المجال المدرسي ضمن الميادين الآتية:
1) التوجيه والإرشاد الديني والأخلاقي.
2) التوجيه والإرشاد التربوي.
3) التوجيه والإرشاد الاجتماعي.
4) التوجيه والإرشاد النفسي.
5) التوجيه والإرشاد الوقائي.
6) التوجيه والإرشاد التعليمي المهني.
 
وأقرب الميادين المذكورة تحقيقا لأهداف الدعوة هما:
1- ميدان التوجيه والإرشاد الديني والأخلاقي: حيث يعتبر الدين إطارا مرجعيا لسلوك الفرد وأسلوب حياته، كما تعتبر الأخلاق الدعامة الأولى لحفظ كيان المجتمع، وأهداف هذا الميدان كالآتي:
• إكساب الطالبة القيم والأخلاق الحسنة النابعة من الشريعة السمحة.
• تكوين الشخصية المسلمة من خلال التأكيد على السلوك الحسن.
• تحقيق الصحة النفسية والتوافق النفسي.
 
2- ميدان التوجيه والإرشاد الوقائي: ويهدف إلى توعية وتبصير الطالبات بالمشكلات التي تعترضهنّ من النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية والسلوكية، والعمل على إزالة أسبابها مثل: الآثار السيئة لمرافقة صديقات السوء وما ينتج عن ذلك من مشكلات[11].
 
وقد أصدرت الإدارة العامة لتوجيه وإرشاد الطالبات دليلا بعنوان: (قواعد تنظيم السلوك والمواظبة لطالبات مراحل التعليم العام)، وقد اشتملت هذه القواعد على (بعض السمات السلوكية التي ينبغي أن تتحلى بها الطالبة داخل المدرسة وخارجها، كما صنفت القواعد مسؤوليات المدرسة، ومسؤوليات الطالبة تبعا للمخالفات السلوكية، وحوت أنماطا من الإجراءات وفق ما تقتضيه المخالفة، وتنظيما لدرجات السلوك والمواظبة)[12].
 
وهناك مهام محددة لذوات العلاقة بالتوجيه والإرشاد، تتضح على النحو الآتي:
أولا: المشرفة التربوية:
تعتبر المشرفة التربوية حلقة الوصل بين المرشدة الطلابية في المدرسة وبين الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد، ومن أبرز مهامها ما يأتي:
1- تزويد المرشدة الطلابية بالخطط والتوجيهات، وعقد الاجتماعات للاطلاع على متطلبات العمل ودراسة المشكلات، واقتراح الحلول البديلة.
 
2- إعداد الخطط التوعوية للهيئة الإدارية وأولياء الأمور، والعمل على تنفيذها ومتابعتها.
 
3- الإشراف على المدارس وعقد الاجتماعات مع المديرات والمعلمات لدراسة أوضاع الطالبات الدراسية والسلوكية والنفسية والاجتماعية، والعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتقوم المرشدة بعملها على الوجه المطلوب، وتتحدد زياراتها الميدانية تبعا للحاجة ولرغبة المرشدة الطلابية.
 
4- العمل مع المرشدة الطلابية وتقديم العون لها لمعالجة الطالبات اللاتي يحتجن إلى رعاية إرشادية، ومتابعة الحالات.
5- إجراء الدراسات التربوية والبحوث حول الظواهر السلوكية في المدارس، والتخطيط والتنفيذ للدورات التدريبية في مجال التوجيه والإرشاد الطلابي.
 
ثانيا: المرشدة الطلابية:
تتولى المرشدة الطلابية عملية توجيه وإرشاد الطالبات ومساعدتهنّ في معرفة قدراتهنّ، والتغلب على ما يواجههنّ من صعوبات ومشكلات، حيث تعمل المرشدة الطلابية على (دعيم السلوك الإيجابي، وتعديل السلوك السلبي إلى سلوك جيد مرغوب فيه، وكذلك تعزيز الأخلاق والقيم والمفاهيم الإسلامية)[13].
 
وتُفرغ المرشدة الطلابية من القيام بتدريس الطالبات بشكل كامل في بعض المدارس، أو يُخفف من نصاب الحصص الدراسية المكلّفة بها، لتتفرغ لمهمتها الإرشادية، لأنها مطالبة بالتواجد قرب الطالبات أثناء الفسحة المدرسية، ومن مهامها:
• هي المسؤولة عن تطبيق قائمة المخالفات في السلوك والمواظبة.
• التخطيط لتنفيذ برامج الإرشاد والتوجيه، والعمل على استغلال كافة الإمكانات لتأدية المهام الموكلة لها.
• العمل على تنمية السمات الإيجابية وتعزيزها لدى الطالبات في ضوء مبادئ الدين الإسلامي، واكتشاف الطالبات المتفوقات والموهوبات ورعايتهنّ.
• المساعدة في تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية والمشكلات التحصيلية والسلوكية والاجتماعية والصحية الظاهرة في المجتمع المدرسي بالتنسيق مع مديرة المدرسة.
• القيام بعملية الإرشاد الوقائي عن طريق اللقاءات التربوية الهادفة والمحاضرات التي يتم من خلالها تدعيم السلوكيات المرغوبة، وتقديم البرامج التي توضح كيفية مواجهة الإحباط والمشكلات، والتي تحقق الفاعلية في مجال التحصيل الدراسي، وتوضح أفضل الطرق للاستذكار، وأفضل الطرق لاستغلال أوقات الفراغ[14].
 
وتقوم المرشدة الطلابية بعمليتي الإرشاد والتوجيه بشكل فردي وجماعي، مستعملة الطرق العلمية والفنية المدروسة للعمل على مساعدة الطالبة على حل مشكلاتها، وتوضيح حكم الإسلام في هذه المشكلات، ومن أبرز المشكلات الاجتماعية والدراسية التي تعمل المرشدة على حلها: (الغياب المتكرر، التأخر عن الطابور الصباحي، التأخر في المواد الدراسية، عدم حل الواجبات المنزلية بالمنزل، عدم المشاركة مع الزملاء في الصف، سوء الروابط الأسرية، وغيرها من المشكلات السلوكية، مثل: السلوك العدواني، السرقة، الفسق، التدخين، والانحرافات الأخلاقية، والتسرب والهروب من المدرسة، الانطواء وغيرها)[15].
 
وتعدد مجالات الإرشاد الطلابي يقلل من أثر المرشدة الطلابية في الإرشاد الديني، الذي يعتبر صمام أمان، بل إنه من أهم الخدمات الإرشادية التي تجعل الطالبات يشعرن بالسعادة والأمن والراحة النفسية والاتزان العقلي والنفسي[16]، بل تقوم كذلك بالإرشاد والتوجيه في المجالات الأخرى كالعمل على حل المشكلات الناتجة عن ضعف المستويات التحصيلية ومستوى القدرات عند الطالبات، مساعدتهنّ وفي اختيار مجالات الدراسة الموافقة لقدراتهنّ ومستوياتهنّ الدراسية، بالإضافة إلى توعيتهنّ صحيا ونفسيا واجتماعيا، ودراسة حالة الطالبات ذوات الاحتياجات الخاصة اللاتي يعانين من صعوبة النطق وضعف البصر والتخلف العقلي وغير ذلك [17].
 
القسم الرابع: النشاط غير الصفي:
يعد النشاط غير الصفي أحد المجالات التي يمكن أن تفيد منها الدعوة في بناء شخصية الطالبات، وإكسابها المهارات التي تملأ فراغها بما يعود عليها بالنفع والفائدة، لذلك تولي شؤون تعليم البنات اهتماما خاصا بالأنشطة المدرسية غير الصفية، لما لها من أثر فعّال في تلبية احتياجات الطالبات وتحديد ميولهنّ، وإبراز قدراتهنّ وتوجيهها وصقلها، ويتمثل هذا الاهتمام في إنشاء الإدارة العامة لنشاط الطالبات، وذلك بتاريخ 1/3/1418هـ.[18]
 
ويقصد بالنشاط:
(مجموعة البرامج التي تخطط لها الأجهزة التربوية، وتوفر لها الإمكانات المادية والبشرية، بحيث تعمل في تكامل لتحقيق وظيفة المدرسة التربوية والتعليمية، وينقسم النشاط المدرسي إلى قسمين، هما:
1)) النشاط الصفي: ويقصد به النشاط المصاحب للمقررات الدراسية، وتمارسه الطالبات بتوجيه ومتابعة معلمات المواد، تحت إشراف مديرة المدرسة والمشرفات التربويات للمواد.
 
2)) النشاط غير الصفي: ويقصد به النشاط المتمم للمقررات الدراسية، والذي تمارسه الطالبات داخل المدرسة، ضمن أهداف الخطة المدرسية، بأهداف محددة، بإشراف المعلمات، ورائدة النشاط، والمشرفة التربوية للنشاط غير الصفي)[19].
 
ويسهم النشاط غير الصفي في تدريب الطالبات على الحياة الاجتماعية بألوانها وخبراتها، حث يبث فيهنّ روح الجماعة، والتشاور والتعاون، ويدعم شخصياتهنّ في مواجهة ما يتحملنه من مسؤوليات أو يقابلنه من مشكلات، وذلك من خلال تحقيق الأهداف الآتية:
1- تعميق مفاهيم التعاليم الإسلامية، وتدعيم القيم لبناء الشخصية الإسلامية المتكاملة.
 
2- التشجيع على التعلم الذاتي، وتنمية الثقة في النفوس، والتعويد على الجد وحسن استثمار الوقت وتنظيمه.
 
3- اكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها وتوجيهها لتلبية الحاجات النفسية والاجتماعية عند الطالبات، مع فتح مجال المنافسة الشريفة.
 
4- إيجاد برامج ترويحية هادفة مناسبة، يتم من خلالها تحقيق وظائف تشخيصية ووقائية وعلاجية لبعض المشكلات، مثل مشكلة سوء التكيف والخجل والأنانية.
 
وتهتم الوزارة بالأنشطة الضرورية للطالبات، والتي تتفق مع طبيعة المرأة، وتتمشى مع الشريعة الإسلامية، حيث يضم النشاط غير الصفي المجالات الآتية:
1- النشاط الثقافي.
2- النشاط الاجتماعي.
3- النشاط العلمي.
4- النشاط الفني
5- النشاط المهني.
 
ويمكن تحقيق أهداف الدعوة من خلال المجالات السابقة، وبشكل خاص النشاط الثقافي، حيث يندرج تحته عدة برامج وأنشطة مثل: • البرامج الدينية: التي تهدف إلى تكوين الشخصية المسلمة المعتزة بدينها، ومنها: برنامج القرآن الكريم والسنة، هذه عقيدتي، الأسرة المسلمة..
• برامج المنتدى الأدبي: التي تساعد على صقل موهبة الطالبة وتنمية حسها اللغوي وزيادة قدرتها على التعبير عن طريق، الشعر، الخطابة، القصة، المقال، الخطوط..
• برامج اللغة الإنجليزية: التي تهدف إلى تدريب الطالبة على مهارات اللغة، إثراء حصيلتها اللغوية وإعدادها للدعوة ودحض افتراءات أعداء الإسلام.
• برنامج المكتبة: الذي ينمي الوعي القرائي لدى الطالبة، ويغرس في نفسها حب القراءة والبحث العلمي.
• برنامج الإذاعة المدرسية: الذي يعد مصدرا مهما للتوعية والإرشاد، ويهدف إلى تثقيف الطالبات من خلال ما يقدمه من برامج هادفة، مع تحقيق الترابط بين جماعات النشاط عن طريق المشاركة في الإذاعة، وتقوية ملكة الخطابة وجودة الإلقاء عندهنّ.
• برنامج الصحافة المدرسية: وهو أحد أشكال الإعلام المدرسي المتخصص الذي تقوم عليه الطالبات بمساعدة المشرفة على البرنامج باستخدام الفنون الصحفية المختلفة، بحيث يعبر عن المجتمع المدرسي ويحقق أهدافه.[20]
 
ومن مهام ومسؤوليات العاملات في شعبة النشاط ما يأتي:
أولا: رئيسة شعبة النشاط غير الصفي:
تتولى رئيسة شعبة النشاط القيام بعدة مهام للنشاط غير الصفي، والمقاصف، والصناديق المدرسية، ومن المهام الموكلة إليها: 1- إعداد خطة عمل شاملة للشعبة بمشاركة المشرفات التربويات، وتوزيع العمل بين منسوبات الشعبة.
2- دراسة خطة النشاط المعدة من قبل المشرفات، والإشراف على تنفيذها، ومتابعتها لتقويمها بشكل مستمر.
3- القيام بزيارات ميدانية للوقوف على سير العمل والسعي لتذليل العقبات المعترضة لتنفيذ الخطط.\
4- الإشراف العام على أعمال المراكز الثقافية الصيفية في المدارس.
 
ثانيا: المشرفة التربوية للنشاط غير الصفي:
وتقوم المشرفة التربوية للنشاط بالعديد من المهام منها:
1- إعداد الخطط لسير العمل، والقيام بالزيارات الميدانية للمتابعة والإشراف.
2- اختيار رائدات النشاط، ومساعدتهنّ على فهم الأعمال الموكلة إليهنّ.
3- تنظيم الاجتماعات - الدورية والطارئة - برائدات النشاط أو بمثيلاتها من المشرفات.
4- الاشتراك والإشراف على تنفيذ الدورات والحلقات التدريبية للعاملات.
5- الإشراف على المعارض ومشروعات النشاط الأخرى، والإشراف والمتابعة للمراكز الثقافية الصيفية.
 
ثالثا: رائدة النشاط:
رائدة النشاط هي إحدى المعلمات في المدرسة الثانوية، و التي ترشحها المشرفة التربوية للقيام بمهام النشاط في المدرسة، ولها أثر بارز في نجاح النشاط التربوي الذي يعتمد على حسن التخطيط والتنفيذ والمتابعة، ومن مهامها ما يأتي:
1- تحديد المعلمات المشرفات على الأنشطة وفق ميولهنّ وخبراتهنّ، وعقد الاجتماعات معهنّ لشرح أهداف النشاط وشرح خططه، وبناء خطة النشاط بناء على اقتراحاتهنّ في ضوء الخطة العامة للنشاط، ثم متابعتهنّ في إعداد البرامج.
 
2- توعية الطالبات بأهمية النشاط وأنواعه، وتسجيل رغباتهنّ في استمارات خاصة، وتوزيعهنّ على المجالات المحددة بالتعاون مع هيئة التدريس حسب تخصصاتهنّ.
 
3- المشاركة في تحديد احتياجات النشاط ومتابعة تأمينها، وتسيير دفة النشاط بالمدرسة والعمل على تهيئة البيئة المدرسية المناسبة لمزاولة الطالبات للنشاط، بالتعاون مع مديرة المدرسة.
 
4- تنظيم مساهمة المدرسة في الأنشطة المقامة على مستوى المدرسة أو المنطقة كالمسابقات والمعارض.
 
5- التقويم النهائي للنشاط والمعلمات المشرفات عليه والطالبات مع تكريم المتميزات.
 
رابعا: المعلمة المشرفة على البرنامج:
تبذل المعلمة المشرفة على البرنامج التربوي جهدا كبيرا في تنفيذ الأنشطة الجماعية المتنوعة داخل المدرسة، حيث يكون لها اجتماع أسبوعي مع طالباتها، ويمثل فيه النشاط معظم التخصصات الدراسية، ومن مهام مشرفة النشاط:
1- إعداد خطة عمل البرنامج، وتهيئة مقر البرنامج ليصبح مكانا ملائما لتنفيذ النشاط.
 
2- شرح أهداف النشاط للطالبات المشاركات، وإتاحة الفرصة لهنّ لتخطيط العمل وتنفيذه وتقويمه.
 
3- الإعلان عن النشاط بشكل جذاب مثير لانتباه الطالبات.
 
4- توزيع الأنشطة على أعضاء البرنامج طبقا للقدرات والميول لدى الطالبات، ثم توجيههنّ حسب الأعمال الموكلة إليهنّ، مع مراعاة التوجيه للتعاون والدقة والضبط والمرونة، ومتابعة الطالبات أثناء التنفيذ وتشجيعهنّ على المواصلة.
 
5- من النشاط في التعرف على مشكلات الطالبات، والعمل على التغلب عليها بالتعاون مع المرشدة الطلابية.[21]
 
ومن هنا فإن الأنشطة غير الصفية على اختلاف أنواعها ومجالاتها، وكثرة عدد القائمات بها والمستفيدات منها، لا تعتبر هدفا بحد ذاتها، ولكنها مجموعة وسائل تقوم بها المعلمة داخل المدرسة لتنمية قدرات الطالبات، وتزويدهنّ بالخبرات النافعة، وتعويدهنّ على استثمار وقتهنّ في النافع المفيد في ظل القيم الإسلامية، وتوعيتهنّ ليصبحن لبنات صالحة في بناء المجتمع المسلم، وهو أحد المجالات التي يمكن أن تفيد منها الدعوة في المدرسة إذا أدركت المعلمات والطالبات أهدافها وأثرها، وتم تنفيذها بشكل جيد ملائم.
 
في ضوء ما سبق يتضح أن قيام المعلمة بدعوة الطالبات في أحد المجالات السابقة يتطلب منها العمل على تعهد ورعاية الغرس الطيب الذي تغرسه فيهنّ من خلال المقررات الدراسية والمناهج والأنشطة التي تلقى عليهنّ بشكل مستمر، لأن شرائع الدين الإسلامي وقيمه أعظم وأكبر من أن يكون دروسا تلقى في أوقات محددة بين جدران الفصل الدراسي، بل هو إعداد للطالبة حتى تعيش حياتها على أسس الدين وقواعده.
 
إن المعلمة - مهما أوتيت من علم وخلق - إذا قصرت رسالتها في التبليغ والدعوة داخل الفصل، كان أثرها وقتيا على الطالبات، أما إذا عملت على إبراز المفاهيم الإسلامية، وكانت قدوة صالحة وتفاعلت مع البرامج التي تقوم بها، وعاشتها مع طالباتها عبر يومهنّ الدراسي أثمر ذلك - بإذن الله - تحقيقا للأهداف الدعوية المتمثلة في الاستقامة والالتزام بآداب الإسلام وأخلاقه.



[1] ينظر: التقييم الذاتي لمعلم التربية الإسلامية: د.
محمد أمين أبو لاوي ص 22، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، الدمام، ط:1، 1420هـ/1999م.


[2] سورة الصف: الآيتان 2-3.


[3] ينظر: تدريس التربية الإسلامية: د.
محمد مجاور ص 189-194.


[4] سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية ص 12.


[5] ينظر سياسة التعليم، مادة رقم: 1/2/3/4/5/6/7/10/11/12/20/23/25/29/30/31/32/33/38/61


[6] سورة النساء: جزء من آية 59.


[7] دليل وحدة التربية الإسلامية ص 10، الإدارة العامة للتربية الإسلامية شؤون تعليم البنات ط:1، 1423هـ.


[8] ينظر دليل وحدة التربية الإسلامية ص 12-16.


[9] الدليل المهنّي للتوجيه والإرشاد ص 10.


[10] التوجيه والإرشاد الطلابي، مفهوم ونشأة التوجيه والإرشاد الطلابي: إبراهيم عبد العزيز السويلم ص 29-30، دار طويق للنشر، الرياض ط:1،1423هـ/2002م، نقلا عن دليل المرشد الطلابي في مدارس التعليم العام بوزارة المعارف ص 15، وينظر: تاريخ الحركة التعليمية في المملكة العربية السعودية: حمد إبراهيم السلوم ص 353، الناشر: المؤلف، الرياض، ط:2، 1411هـ/1990م.


[11] الدليل المهنّي للتوجيه والإرشاد ص 10-12.


[12] قواعد تنظيم السلوك والمواظبة لطالبات مراحل التعليم العام: الإدارة العامة لتوجيه وإرشاد الطالبات، ت:بدون ص 4.
وزارة التربية والتعليم، تعليم البنات.


[13] التوجيه والإرشاد الطلابي: إبراهيم السويلم ص 32.


[14] ينظر الدليل المهنّي للتوجيه والإرشاد 13-19.


[15] من نتائج دراسة ماجستير طبقت على طلاب المرحلة الثانوية بمدينة الرياض، بعنوان: اتجاهات طلاب المرحلة الثانوية نحو دور المرشد الطلابي في حل مشكلاتهم الاجتماعية: إبراهيم هلال العنزي، قسم الدراسات الاجتماعية والاجتماع بكلية الآداب، جامعة الملك سعود 1422هـ/2001م.


[16] ينظر الممارسات الواقعية والمثالية لعملية التوجيه والإرشاد كما يدركها طلاب المرحلة الثانوية في بعض مدن المملكة: د.
عبد المنان ملا بار/ د.
محمد حمزة خان ص 23، بحث منشور مركز البحوث التربوية والنفسية، جامعة أم القرى، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي، مطابع جامعة أم القرى 1412هـ/1991م.


[17] ينظر: التوجيه والإرشاد الطلابي: إبراهيم السويلم ص 32-36.


[18] ينظر: دليل النشاط غير الصفي ص6، الإدارة العامة لنشاط الطالبات، الوكالة المساعدة لشؤون الطالبات.


[19] المرجع السابق ص 11.


[20] المرجع السابق ص 12-14، وينظر: تاريخ الحركة التعليمية في المملكة العربية السعودية: حمد السلوم ص 384-386.


[21] دليل النشاط غير الصفي ص 56-61.

شارك المقال

فهرس موضوعات القرآن