بعد خمسة وعشرين عاماً:
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
سيد درويش
للأستاذ طاهر محمد أبو فاشا
دارت الكأس، وألتقى الندماء ... وأعادت أيامها الصهباء وصفا مجلس الشراب، وطابت ...
وصحا في عبيرها الإغراء وبدت حولها المزاهر تشدو ...
ودعا الشرب سامر وغناء وأستوى الضاربون فيها أفان ...
ين، وباتت على الغدير الظماء الليالي والصفوة الندماء ...
وسقاة الملاحن القدماء باكرتهم في موسم الفن فانثا ...
لوا كما يجمع الفراش الضياء يا نداماي: هذه حان باخو ...
س، وهذي أنغامه العذراء نبضات الأوتار فيها تراني ...
ل، وهمس الأعواد فيها دعاء عصر الشعر كرمها من معاني ...
هـ، ودارت بها النغوم الوضاء فإذا القوم بعد خمس وعشر ...
ين نشاوى - كعهدهم - أنضاء رقصت في أعصابهم نشوة الفن ...
وللفن سورة وانتشاء نغم عاجت، ولحن رَواء ...
وهوى ساكب، وطبع رخاء وتصاوير للوجود كما لو ...
شفه الرسم، أو نحاه الشعراء وتعابير عن معان دقاق ...
لم تحوم في جوها الشعراء أنكرت عالم الفناء وضجت ...
في صداها الحياة والأحياء صانع الخلد لا يموت وإن مد ...
ت عليه سجوفها الغبراء هو في فنه مقيم كما ته ...
زأ بالريح القمة الشماء شاعر ترجم الأحاسيس ألحا ...
ناً روتها الطبيعة الخرساء ساخر يضحك اللحون، غضوب ...
تتلظى أنغامه الحمراء علمته الأنسام كيف البكاء ...
وهدير الأمواج كيف الإباء وعويل الرياح كيف التشكي ...
وعبير الورود كيف الغناء رب لحن كأنه موكب الرع ...
د عتياً كأنه الكبرياء ولحون كأنها رقصة النا ...
ر تغنيها الزعرع النكباء ولحون كأنها لحظة الوص ...
ل زهتها ملاوة ولقاء ولحون تصور الناس ألوا ...
ناً ففيها الطيوف والأصداء نغمات ترّدد البدع فيها ...
وسققتها البديهة الوطفاء غال خلاقها الردى فتبنا ...
ها خلود، وذاد عنها وفاء يخفض الدهر عندنا من جنا ...
حيه، ويردى البِلى، ويعيا الفناء هي الخمر كلما شيّخ الده ...
ر تناهى بها الصبا والفتاء ينبض الحب في سناها وتدعو ...
ك إلى الله روحها الحسناء ومن الفن ما يعلمك الحق ...
إذا موه الوجود الرياء ومن الفن ما يبشر بالرحم ...
ة دنيا طغا عليها الشقاء ليس في جوهر الحقيقة إلا أل ...
فن شئ.
وغيره أسماء والذي صور العوالم فنا ...
ن تظّني في فهمه الفهماء والليالي قصائد عصماء ...
وأولو الفن وحدهم أنبياء ربما استغنت الحياة عن الع ...
لم على رغم ما أتى العلماء وعلى الفن وحده عاش أجدا ...
دك دهراً وهم به سعداء إن من أطقلوا العقول علينا ...
لست تدري: أأحسنوا أم أساءوا والذي ظها تراباً وماء ...
هو في نفسه تراب وماء شدا ما تجنح الحياة إلى الرو ...
ح وإن كان في الطريق التواء طاهر محمد أبو فاشا