أرشيف المقالات

أنواع الخلاف

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
أنواع الخلاف

يجب الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم التي أمر باتباعها القرآن، قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103] وحبل الله هو القرآن، وقال تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].
 
وروى الإمام مالك ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلم قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويسخط لكم ثلاثًا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم.
ويسخط لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".
 
وروى أبو داود والترمذي وصححه الترمذي والألباني عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة".
 
• ذم الله التفرق والاختلاف، ونهى عن جميع الطرق والأسباب المؤدية إليه، وجاءت النصوص من الكتاب والسنة تحذر من التفرق والاختلاف وتبين سوء عاقبته، وأنه من أعظم أسباب الخذلان في الدنيا، والعذاب والخزي وسواد الوجوه في الآخرة، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [آل عمران: 105 - 107]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159].
 
وروى أحمد وأبو داود بسند صحيح عن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال: "ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستتفرق على ثلاث وسبعين ملة، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة"، وقد جاء هذا الحديث عن عدة من الصحابة رضي الله عنهم عن سعد وعبد الله بن عمرو وعوف بن مالك وأبي هريرة وجابر وأنس وغيرهم بألفاظ متقاربة.
 
• الخلاف ثلاثة أنواع:
1) خلاف تضاد: وهو مخالفة النص الصحيح الصريح بلا تأويل سائغ، وهو محرم لما فيه من المشاقة لله ورسوله واتباع لغير سبيل المؤمنين.
2) خلاف أفهام: وهو الخلاف بسبب الاختلاف في فهم النص أو الاختلاف في ثبوته أو في نسخه أو في الجمع بينه وبين غير من الأدلة، وهو جائز، ومن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر.
3) خلاف تنوع: وهو الخلاف بسبب ورود النص بهذا وهذا، تخييرا وتوسعة للمسلمين، فهو خلاف مشروع، والأفضل عمل هذا أحيانا وهذا أحيانا، ومن اقتصر على عمل أحدهما فلا بأس.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢