أرشيف المقالات

لماذا استهان بنا اليهود نحن المسلمين؟

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
لماذا استهان بنا اليهود نحن المسلمين؟

 
يشكل المسلمون من سكان العالم اليوم ما نسبته 23%، ما مجموعه أكثرُ من مليار و600 مليون، يتوزعون في قارَّات العالم السبع، في 57 دولة إسلامية، على مساحة 32 مليون كم، وعشرات الدول غير الإسلامية، ولك أن تعرف أن الأقلِّيَّة المسلمة في دولةٍ كالهند أكثرُ من 250 مليونًا.
 
أمَّا اليهود، ففي إحصاء معهد بيو بواشنطن ومعهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي في تل أبيب، كان عددُ اليهود في العالم كلِّه في سنة 2013 أقلَّ من 14 مليونًا، بنسبة 19,0% من سكان العالم.
أمَّا في دولتهم اللقيطة إسرائيل، فبلغ عددهم 6 ملايين و377 ألفًا في عام 2016 حسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
 
فأمام كل يهودي 250 مسلمًا، وكما قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: لو أن كل مسلم بصق بصقة لأُغرِق يهود العالَم، ولو أنه نفخ نفخة وجُمعت هذه النفخات لأطارَتهم، ولو ألقى عليهم كلُّ واحد نعله القديم، لماتوا ودُفنوا في قبرٍ من النعال!

صدق والله! لكن المشكلة ليست في العدد، وكما يقول المصريون في أمثالهم الشعبية: "العدد في الليمون"، ووالله لكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى واقعنا المرَّ، وقد استهان بنا اليهود وغيرُهم من حقراء الدنيا، وانتهكوا حرماتِنا ومقدَّساتنا، وسلبوا خيراتِ بلادنا، لقد كان يعلم أننا سنكون يومًا في هذا الموقف العصيب.

قال ثوبان رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكَلَةُ إلى قصعتها))، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذٍ؟ قال: ((بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن اللهُ من صدور عدوكم المهابةَ منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوَهَن))، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: ((حبُّ الدنيا، وكراهية الموت)).

إن الأمم لا تُنصر بعدد الرجال؛ فرُبَّ رجل بألف، وألف بخُف، وقد كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص لما طلب مددًا في فتح مصر: إني قد أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألفٍ رجلٌ بألفٍ.
 
ولا تُنصر الأممُ بقوة السلاح؛ فقد كان مع اليهود في خيبر أحدثُ الأسلحة في زمانهم، ولديهم أقوى الحصون، فلم تُغنِ عنهم شيئًا، قال الله تعالى: ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ ﴾ [الحشر: 2].
 
إنما تنصر الأمم بقوة قلوب رجالها، وعزائم شبابها، وبذلِهم أرواحَهم في سبيل قضيتهم، ووالله لن ينصُر الله المسلمين على هؤلاء الشِّرْذمة من اليهود وأذنابهم إلا إذا تمسَّكوا بدينهم، وكانوا على ثقة من وعد ربِّهم، ولم تتعلق قلوبُهم بلذات الدنيا الفانية، وكان نصب أعينهم رفعُ راية دينهم، وإعلاء كلمة ربهم.
 
قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾ [الإسراء: 5]، وفي الحديث الصحيح: ((لا تقوم الساعة حتى يقاتِل المسلمون اليهود، فيقتُلُهم المسلمون، حتى يختبئَ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهوديٌّ خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود)).
 
وتأمَّل؛ قال الله: ﴿ عِبَادًا لَنَا ﴾ [الإسراء: 5]، ونادى الحجر: "يا عبد الله"، كان هؤلاء صلاح الدين ومن معه، ولن يعود الأقصى إلا برجال مثلهم "عباد لله"، لا لمنصب أو جاه، وانظر في حال المسلمين وسلْ نفسَك: هل نحن عباد لله حقًّا؟!

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١