أرشيف المقالات

البَريدُ الأدَبي

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .
8 في أنشودة فلسطين: الشاعر الصديق الأستاذ علي محمود طه، أصبح في الرعيل الأول من شعراء الشرق العربي، لا من شعراء مصر فحسب؛ وأنشودته هذه أنشودة فلسطين الحبيب، همّ كل عربي منذ اليوم؛ فكل ما يتصل بها مهوى الأفئدة، وشرك العيون. وموقف كهذا الموقف يتبوءه شاعرنا المجيد، كان جديراً أن يتقاضاه حظاً من دقته وعنايته بأنشودته في أسلوبها ومعانيها أوفى مما ظفرت به منهما. ولعل أظهر ما أخطأته الدقة في هذه الأنشودة: 1 - وصفه (يسوع) بالشهيد؛ ويسوع في نظر المسلمين الذين منهم الشاعر ليس شهيداً. 2 - إجابة الصدى في قوله: (يجيبون صوتاً لنا أو صدى) فالمعروف أن الصدى يجيب لا يجاب. 3 - قراءة (استشهدا) بالبناء للفاعل؛ والذي في معاجم اللغة: (واستشهد) قتل شهيداً، بالبناء للمفعول لا غير.
ولولا أن الشاعر العظيم ألقاها في المذياع - مجوداً محتفلا - بالبناء للفاعل، لنسبت الخطأ إلى غيره. 4 - هذه (الأخت) التي أعد لها الذابحون المدى في القدس، ما هي؟ أهي فلسطين؟ ولكن فلسطين ليست في القدس، بل القدس في فلسطين؛ أم هي أخت على الحقيقة؟ ولكن إخواننا هناك - مع الأسف القاتل - لا تعد المدى لذبحهن، وإنما تذبح أعراضهن بأسلحة الخسة والنذالة والوحشية 5 - ولا أكتم الصديق الكريم أن أحمد ويسوع صلوات الله وسلامه عليهما، أجل وأكرم على الله، وعلى الناس، من أن يقودا جيشين لمحاربة أخس خليط عرفه الوجود منذ كان الوجود؛ ولو ذكر الشاعر (السلاح الأحمر) سلاح العقارب والحشرات، لأصاب مشاكله الصواب أما بعد، فإنما أغراني بهذه النقدات الخفيفة، حرصي على المجد الأدبي لشاعرنا الكريم المهندس. وله مني تحيات مزاجها الإخلاص والإكبار. مدرس أدب في الأزهر الشريف 1 - نصوص تاريخية في الرد على تعقيب: رداً على ما جاء في ص 769 من عدد (الرسالة) 783 نورد ما يأتي: قال الأستاذ محمد بك فتكري في تاريخ الجراكسة (ج 1ص 12) نقلاً عن المؤرخ الفرنسي (سن مارتن): أن الكرج والجركس واللزكي والججن فروع أصل واحد، وهم متحدد الأصل، وهم أقدم سكنه القوقاس.
وقال أيضاً (ج 1 ص 22): دلت التدقيقات العلمية والتاريخية على أن الجركس والكرج ينتميان إلى جد مشترك.
وقال كذلك (ج 1 ص38): قد ثبتت إقامة الججن منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد حيث يقيمون الآن، وكذا اللزكي.
وقال أيضاً في (ج 1 ث 6): أن لفظ الجركسي عنوان عام يشمل القبائل الأصلية القوقاسية فيكون (الجركس) يؤدي مؤدي (القوقاسي).
وفي (عقد الجمان في تارخي أهل الزمان) للبدر العيني المؤرخ الكبير في (ج 1 ص 170) المحفوظ في دار الكتب المصرية (رقم 71 م): ومن الترك الجركس، وأصلهم أربع قبائل وهم (تركس) ويقال (سركس) و (أوركس) و (الآص) و (كسا) ويتفرع منهم بطون كثيرة.
ثم سرد أسماء تلك البطون، وتلك القبائل الأربع في جوانب جبل القوقاس الأربعة، ففي الجنوب الشرقي (أركس)، وفي الشمال الشرقي (تركس)، وفي الجنوب الغربي (أس) - وبهم سمي الجبل (قوقاس) أي (جبل أس)، وفي الشمال الغربي (كسا) وهم الذين يسميهم الروس اليوم (سرقسيان) كما يسمون قبائل أركس اليوم (داغستان)، واتبع البدر العيني المصطلح القديم وهو إطلاق (الجركس) أصلها (جهاركس) ومعناها (الرجال الأربعة) في لغة الفرس.
وتخصيص إطلاقه على قبائل (كسا) هو اصطلاح روسي حديث. وحين قال ابن خلدون: (والجركس غالب عليهم) أراد غلبة إطلاق اسم (الجركس) عليهم.
ونود أن نرى الأستاذ البرهان يتحدث ببرهان من الأسانيد التاريخية، فالتاريخ لا يكون طوع بنان أحد. 2 - مغيب شهابين: في ص 539 من عدد (الرسالة) 775 أن الشهاب بن صالح مات عام 873هـ.
والصواب 863 على ما في تاريخ (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي ج 2 ص 115) و (شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد ج 7 ص 302).
وجاء في الصفحة نفسها أن الشهاب بن أبي السعود توفى في مكة والصواب أن وفاته كانت في طيبة على ما في (شذرات الذهب ج 7 ص 310) وعلى ما في تاريخ (الضوء اللامع ج 1 ص 233) حيث قال: ثم رجع إلى المدينة أيضاً فأقام بها حتى مات.

ودفن بالبقيع بين السيد إبراهيم والإمام مالك رضوان الله عليهم. 3 - الحاوي في دار الكتب: جاء في ص 645 من عدد الرسالة 779 في ترجمة أبي الحسن الماوردي: ومن كتبه الضائعة الحاوي في الفقه.
والحق أن (الحاوي) موجود منه في دار الكتب المصرية نسخة كاملة في 24 مجلداً، عدا عن 14 مجلدة من نسخ أخرى.
وقد قال الإمام الأسنوي عن هذا الكتاب: لم يصنف مثله.
على ما في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد ج 3 ص 285) حيث ترجم له في صفحة كبيرة وزيادة. محمد أسامة عليبة سبق فلم: في مقال الآنسة الفاضلة نعمت فؤاد في العدد (781) من الرسالة الغراء حول (المتنبي وكافور) قالت تستشهد بأبيات المتنبي على طماحه حين قال: قالوا هجرت إليه الغيث قلت لهم ...
إلى غيوث يديه والشآبيب إلى الذي تهب الدولات راحته ...
ولا يمن على آثار موهوب وهبت على مقدار كفي زماننا ...
ونفسي على مقدار كفيك تطلب إذا لم تنط بي ضيعة أو ولاية ...
فجودك يكسوني وشغلك يسلب وقام في روعها أن الأبيات من قصيدة واحدة، ولم تلتفت إلى أن كل بيتين منها الأول والثاني - والثالث والرابع) ينسب إلى قصيدة قائمة بذاتها.
وقوي الظن عندها أن حروف الروى - وهو الباء - في الأبيات كلها واحد.
.
ولكنها لم تشأ أن تلتفت إلى أن البيتين الأولين من - البسيط المردف - وأن البيتين الأخيرين من الطويل الخالي من الردف.
. والمقال - بعد - لا يغض من قيمته الأدبية سبق قلم.
.
والسلام.
(الزيتون) عدنان تعقيب: في العدد (782) من مجلة الرسالة الغراء يقول الأستاذ ضياء الدين الدخيلي في مقاله (الفتوة في التاريخ الإسلامي وكتب اللغة): - (غير أني أجد من الغريب إدعاء بعض الأدباء وعلماء اللغة أن استعمال كلمة الفتى بمعنى الرجل الشهم النبيل المتحلي بفضائل الرجولة - هو استعمال مولد، وهذا هو طرفة.
) إلى أن يقول.

وقال المتنبي: - فلما أنخنا ركزنا الرماح ...
بين مكارمنا والعلا (الأبيات) والاستشهاد بأبيات طرفة لا غبار عليه، وأما استشهاده بقول المتنبي ثم بقول ابن هرمة فبدهي أن بعيد عن الصواب، لأن المتنبي وابن هرمة من الشعراء المولدين، وكلامه في الاستدلال على أن استعمال الفتوة بمعنى الشهامة عربي غير مولد. وهذا مما يوقع القارئ في شك من أمر الأبيات الأخرى التي لم ينسبها الكاتب لقائلها، هل هي مولدة أم غير مولدة؟ محمد عبد القادر الجمل المعلمين العليا

شارك الخبر

مشكاة أسفل ١