Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/42ee761a668df9c8042ef4c94f7295a31995418d_0.file.quote.tpl.php on line 172
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/42ee761a668df9c8042ef4c94f7295a31995418d_0.file.quote.tpl.php on line 172
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/42ee761a668df9c8042ef4c94f7295a31995418d_0.file.quote.tpl.php on line 172
جعلت أكبر همّي في الحياة: الدعوة إلى أصول الإسلام وكلياته، وجمع الكلمة عليها، مسامحًا في الجزئيات والفرعيات، مُيسِّرًا فيها ما استطعت؛ خشيةً على الأجيال الناشئة أن تَشْرُد عن ساحة هذا الدين، فتتلقفها الأيدي النجسة، فلا تدعها إلا هشيمًا تذروه الرياح!
البيت في الإسلام ليس حجرة من فندق جمعت الظروف فيه بين ساكنين، وليست الزوجية شركة مساهمة بين زوجين همّهما تربية الأموال لا تربية الأطفال، إنما هو وطن صغير، والأسرة أمّة مصغّرة والزوجية رابطة روحية وحقيقة مركّبة من شخصين اتَّحدا حتى سُمِّي كل منهما «زوجًا» بعد أن كان فردًا!
الصدقة لا تُطهِّر المال الحرام فالمال الحرام مهما تصدَّق به الإنسان أو أنفق، أو أسَّس به مشروعات للبرِّ والخير؛ فإن الله لا يقبلها والخبيث مهما حلا في الفم واستساغه الذوق؛ فإنه خبيث عند الله، وعاقبته في النار، وصاحبه إنما يأكل في بطنه نارًا، والعياذ بالله
يستطيع المسلم أن يجد في سيرة رسول الله كل ما يُضيء سبيله ويُنير طريقه؛ إذا أحسن الفَهم عنه صلى الله عليه وسلم، وإذا أخذ منه ما ينبغي أن يأخذ المسلم من نبيه، الذي جعله الله له أسوةً في كل شيء: {لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لِمَن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}
لا ينبغي لأحدٍ أبدًا أن يزيد في هذا الإسلام أو ينقص منه، بعد أن أتمَّ الله نعمته بإكماله، وقد قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} (المائدة:3)، وقال صلى الله عليه وسلم: «تركتكم على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها؛ لا يزيغ عنها إلا هالك»
نريد لهذه الأمّة أن تجتمع قلوبها على الهدى، وأن تجتمع أفئدتها على التقى، وأن تجتمع نفوسها على المحبة، وأن تجتمع إراداتها على الخير أن يُغَلِّبوا الأمّة على الفِرقة أو الطائفة، أن يُغَلِّبوا الإسلام على المذهب، وأن يُغَلِّبوا المصلحة العليا على المصالح الدنيا
«العقلية العلمية» ليست من اختراع العصر ولا من مستوردات الغرب؛ بل هي العقلية التي يُنشئها القرآن الكريم بآياته وتعاليمه: فهو يرفض الظن في مقام اليقين، كما يرفض اتباع العواطف والأهواء وقت البحث عن الحقيقة، ويعلن حملته على الجمود والتقليد للآباء أو للسادة والكبراء
إنما كان الحج قذى في عين أعداء الإسلام؛ لأنه المؤتمر الإلهي الجامع، الذي يتنادى إليه المسلمون من كل صوب؛ فيربط بين قلوبهم برباط الأخوة الإسلامية العامة، ويُذكِّرهم بوحدة الآمال والآلام، ويوحي إليهم أن يعملوا ويتعاونوا ليعودوا من جديد خير أمة؛ وهذا ما تغصُّ به حلوق أعداء الإسلام!
الحج شحنة روحية كبيرة يتزود بها المسلم؛ فتملأ جوانحه خشية وتقى لله، وعزمًا على طاعته، وندمًا على معصيته! وتغذي فيه عاطفة الحب لله ولرسول الله، ولمن عَزَّرُوه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه، كما توقظ فيه مشاعر الأخوة لأبناء دينه في كل مكان، وتوقد في صدره شعلة الحماسة للإسلام
تدبُّر القرآن الكريم والعمل به هو الذي يجمع شتات الأمّة، ويوحد صفوفها، ويجمع كلمتها، ويجعل منها أمّة قوية كسلفها ومِن لوازم هذا التدبُّر: أن يتجاوب القارئ مع القرآن الذي يتلوه، ويتفاعل بعقله وقلبه مع التلاوة بأن يكون في حالة حضور ويقظة واستجابة، لا حالة غيبة وغفلة وإعراض!
الصلح مطلوب بين المسلمين جميعًا، وخاصة بين ذوي القربى وذوي الأرحام بين الأخ وأخيه، بين ابن العم وابن عمه، بين ابن الخال وابن خاله، وبين الأقارب بعضهم وبعض: {وأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (الأنفال:75)
صحيحٌ أن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، ولكن لِمَن كتب سبحانه هذه الرحمة؟ يقول سبحانه: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِين يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِين هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ} (الأعراف:156)، ويقول تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف:56)
المنافقون يذكرون الله في بعض الأحيان، كما قال تعالى: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}، فكيف بمن لا يقوم إلى الصلاة ولا يذكر الله كثيرًا ولا قليلًا؟! إنه لم يصل حتى إلى رتبة المنافقين والعياذ بالله!
الاحتفال برسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرته يكون بأن تعيش معه! أن يكون في ضميرك وفي حياتك مثلًا حيًّا حاضرًا! أن تتخذه أسوة وتتخذ من سنَّته نبراسًا يهدي، {لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمَن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا} (الأحزاب:21)
القول على الله بغير علم من أعظم ما حرّم الله على عباده {قل إنما حرَّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطَن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم يُنزِّل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} وروي عن أبي بكر: أي أرض تقلني وأي سماء تظلني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم!
الحرية ليست في اتباع الشهوات وانطلاق الغرائز السُفلى؛ فهذه بهيمية لا حرية ولا في اتباع الشبهات، وبلبلة الأفكار، وإثارة الفتن؛ فهذه فوضى! إنما الحرية في خلاص الإنسان من كل سيطرة تتحكم في تفكيره أو وجدانه أو حركته، سواء أكانت من حاكم مستبد، أم كاهن متسلط، أم رأسمالي متجبر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة» قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» والنصيحة لكتاب الله تكون بأن نتّبع هداه، وأن نُصدِّق شرائعه، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد سُئلت السيدة عائشة عن خُلُقه؛ فقالت: كان خُلُقه القرآن!
قام في كل عصر حُرَّاس أيقاظ، يحملون عَلَم النبوة وميراث الرسالة؛ يُورِّثونه للأجيال مشاعل تُضيء ومعالم تهدي؛ تصديقًا لتلك النبوءة المحمدية والبشارة المصطفوية: «يحمل هذا العِلم مِن كل خَلَفٍ عدوله: ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين»
الصحابة رضي الله عنهم، هم تلاميذ المدرسة المحمدية، فإذا صح عنهم تفسير معين؛ أصغينا له أسماعنا؛ لما امتازوا به من مشاهدة أسباب التنزيل وقرائن الأحوال، فرأوا وسمعوا ما لم يرَ غيرهم ولم يسمع، مع عراقة في اللغة بالسليقة والنشأة، وصفاء في الفَهم، وسلامة في الفطرة، وقوة في اليقين
التاريخ لم يُسجِّل لأمّة في حفظ تراث نبيها ما سجَّل لهذه الأمّة الخاتِمة! ووجود أحاديث زائفة قد تصدى لها علماء السنة؛ لا يجعلنا نُلقي الأحاديث كلها في سلة المهملات! هل يقول عاقل بإلغاء النقود السليمة لأن هناك مِن المزوِّرين مَن زيَّفوا بعض العملات وروَّجوها لدى بعض الغافلين؟!
هدمت عقيدة الإسلام الأماني الفارغة التي جعلت صِنفًا من الناس يحسبون الجنة حِكرًا لهم، أو عقارًا سيتوارثونه عن الآباء والأجداد، يستحقونها بمجرد الانتساب إلى دينٍ معينٍ أو الدخول تحت عنوانٍ خاصٍ أبطل الإسلام هذه الدعاوى العريضة، وردَّ الأمر كله إلى صدق الإيمان وحسن العمل
قبل أن تسمع الدنيا عن الثورة الفرنسية وغيرها من الثورات، وقبل أن يعرف الغرب مبدأ المساواة بأكثر من عشرة قرون؛ جاء الإسلام وقرر المساواة الإنسانية، مناديًا بهذا النداء الرباني: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
يؤكد القرآن أن مَن اتبع هواه ضل وتاه، وأمسى إنسانًا سائبًا، لا ينضبط بضابط ولا يعتصم برابط؛ لأنه يركض وراء الهوى، والأهواء لا تتناهى؛ ومِن هنا قال الله تعالى لرسوله: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف:28)
الذين اجتهدوا وجددوا لهذه الأمّة، كانوا أئمةً في العلم والمعرفة، أئمةً في الورع والتقوى، أئمةً في العدل والإنصاف وكان من إنصافهم: ألّا يجاملوا أقرب الناس لهم وأحبهم إليهم؛ حتى قال ابن القيم فيما خالف فيه شيخه الهروي: شيخ الإسلام حبيبٌ إلينا، ولكن الحق أحب إلينا منه!
كل طبقة في الأمة لها فضلها، فالأولون آمنوا بما رأوا من المعجزات وتلقوا دعوة الرسول بالإجابة، والآخرون آمنوا بالغيب لما تواتر عندهم من الآيات واتبعوا سلفهم بإحسان، وكما أن المتقدمين اجتهدوا في التأسيس والتمهيد فالمتأخرون اجتهدوا في التقرير والتأكيد، فكلٌّ سعيهم مشكور وأجرهم موفور
لا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صلُح به أولها، ولم يَصلُح أولها إلا بالوقوف عند كتاب الله وعند هدي رسول الله، وبمطاردة كل بدعةٍ وافدة، وكل ضلالةٍ مستوردة، وكل دخيلٍ على هذه الأمة، يُفسد عليها عقائدها، ويُفسد عليها شرعها، ويُفسد عليها حياتها، ويُبدِّل أمنها خوفًا، ووحدتها فُرقة
مِن الناس مَن يرى الحق جليًّا ويأبى أن يُذعن له؛ كِبْرًا وعلوًّا، وهذا ما وصف الله به فرعون وملأه، فقد رأوا آيات موسى عليه السلام مبصرةً بيِّنة، فصدوا عنها بتعِلّاتٍ واهية، كما قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (النمل:14)
الفقير الذي لا مال له يُحصِّل ببصيرته وصدق نيته أجر الغني الذي أنفق وتصدق، كما ذكر نبي الرحمة عن من رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويعلم لله فيه حقا! ثم ذكر عبدا رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان؛ فهو بنيته، فأجرهما سواء
قال ذو النون المصري: حقيقة التوبة أن تضيق عليك الأرض بما رحبت، ثم تضيق عليك نفسك، كما أخبر الله تعالى في كتابه بقوله: {وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا}، فلابد في التوبة من الندم والأسى والحزن، والحسرة على ما فرَّط العبد في جنب الله
الناس يتخيلون بينهم وبين الموت مسافات ومسافات، تطول وتقصر بمقدار طول أملهم في الحياة وقِصره وكلما غرق الإنسان في لُجج الحياة الدنيا وزخرفها، أو كلما غرّته الأمانيّ، أو أطغاه المال أو السلطان؛ رأى الموت بعيدًا عنه، ونظر إلى نفسه كأنه مخلَّدٌ في الدنيا، حتى تفاجئه الحقيقة المذهلة!
قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} فإذا كان شأن قوانين الله الكونية: الدقة والتوازن والروعة والإحكام، فكيف تتخلف هذه المعاني في قوانينه الشرعية؟! كيف يُحكِم ويُتقِن في عالم الخلق، ولا يُحكِم ويُتقِن في عالم الأمر؟! تعالى الله عما يقول الجاهلون بمقامه علوًّا كبيرًا!
عابوا على الشريعة الإسلامية تعدد الزوجات، وها هم يُعدِّدون النساء ولكن بغير إذنٍ من الله ولا رضًا من شريعته، فهم يرفضونها حليلة ويعاشرونها خليلة! فالتعدد قائم، ولكنه تعددٌ لا أخلاقي ولا إنساني، لا التزام فيه بحقٍ لزوجةٍ تُعاشَر، ولا بحق طفلٍ يُولَد منها طوعًا أو كرهًا
عابوا على الشريعة الإسلامية تشريع الحجاب ووضع الضوابط لعلاقة الرجل بالمرأة، وأطلقوا هم العِنان للجنسين حتى تنحل عُقَد الكبت ويغدو الجنس أمرًا عاديًا لا حَرَج فيه ولا تأثيم! فهل حَلُّوا العقدة حقًا أم ازداد الأمر سوءًا والطين بِلَّة، وباتوا في سكرتهم يعمهون وفي أوحالهم يتمرغون؟!
رأينا مِن العلماء المنصفين مَن يخالفون شيوخهم الذين يعظمونهم وينقدون آراءهم؛ لأنه ليس في الحق كبير لكن الآفة إنما هي في المتعصبين الذين اعتبروا المذهب كأنما هو دين، والإمام كأنما هو مُشرِّع، وأوشكوا أن يكونوا كأهل الكتاب الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله
كلما ازداد إطلاع الإنسان على عجائب الكون ومعرفته بما فيه من جمال وإحكام ولم يقف عند القشور؛ ازداد إيمانًا بوجود الخالق وحكمته وعظمته وكمال صفاته قال العالم الطبيعي إسحاق نيوتن: «لا تشُكُّوا في الخالق فإنه مما لا يُعقل أن تكون المصادفات وحدها هي قاعدة هذا الوجود»!
اليأس من وجود حل حاسم ومن دواء ناجع، والاكتفاء بالحوقلة والاسترجاع وإبداء الأسف - الشديد - على ما انتهت إليه حال العرب والمسلمين، دون البحث عن الحل والتفتيش عن العلاج؛ إنما هو هروب من الواقع وفرار من الزحف، ومناقضة لطبيعة الإيمان التي لا يعرف اليأس إليها سبيلًا
امتدح القرآن رواد المساجد، المسبِّحين لله بالغدو والآصال بأنهم {رجالٌ لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة} فالمؤمنون في نظر القرآن ليسوا أحلاس مساجد ولا دراويش تكايا؛ إنما هم رجال أعمال، وميزتهم أن أعمالهم الدنيوية لا تشغلهم عن واجباتهم الدينية
إنْ صبرت على البلاء فأنت مع الله وفي عنايته ورعايته؛ كما قال تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، وأجر الصابرين غير معدودٍ بعد، ولا محدودٍ بحد، ولا محسوبٍ بمقدار؛ قال سبحانه: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}
قال عمر بن عبد العزيز: سنّ رسول الله وخلفاؤه بعده سُننا؛ الأخذ بها تصديقٌ لكتاب الله، واستعمالٌ لطاعة الله، ليس على أحد تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في رأي مَن خالفها، فمن اقتدى بما سبق هُدي، ومن استبصر بها أبصر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم
مِن اللازم لمن يريد أن يُحسن الفهم عن الله ورسوله: ألا يكتفي بالوقوف عند حرفية النصوص ويجمُد على ظواهرها! بل عليه أن يتأمل فيما وراء أحكامها من علل، وما تهدف إليه من مقاصد، وما تسعى إلى تحقيقه من مصالح مادية أو معنوية، فردية أو اجتماعية، دنيوية أو أخروية
لا يسوغ لأحد كائنًا ما كان مبلغه من العلم أن يطلع علينا برأي يشذ عن الأمّة كلها، ويُخَطِّئها فيما أجمعت عليه خلال أربعة عشر قرنًا، ويُضلِّل الراسخين والربانيين من علمائها وفقهائها، ويتهم خير أمّة أُخرجت للناس بأنها ضلت عن الحق طوال تاريخها، حتى ظهر هو فأتى بما لم يأتِ به الأوائل!
السيرة النبوية هي التطبيق العملي للقرآن، وفيها يتجلى القرآن مثالًا حيًا في بَشَرٍ «كان خُلُقُه القرآن»، وتتجلى الأسوة الحسنة التي نصبها الله للناس عامة وللمؤمنين خاصة؛ لهذا ينبغي العيش في رحاب السيرة، والاهتداء بهديها والتخلق بأخلاقها، لا مجرد الحديث عنها باللسان أو بالقلم!
المبتدعون في دين الله، يناقضون ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم! فهو يُيسِّر وهم يُعسِّرون، وهو يُقلل التكاليف وهم يُكثرون، وهو يُخفف عن الخلق وهم يُثقلون، وقد قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾ (النساء:28)
اعتبار الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة في الدين؛ ليس صحيحًا على إطلاقه، فإذا انتهزنا فرصة المولد النبوي للتذكير بسيرة رسول الله وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين؛ فأي بدعة في هذا وأية ضلالة؟!
في سيرة محمد صلى الله عليه وسلم سُنن ومواقف وأحكام وآداب؛ نجد فيها الإسلام حيًّا والقرآن مُفَسَّرًا والقيم الإسلامية تسعى بين الناس على قدمين تملأ الآفاق وتشغل العقول وتنوِّر القلوب وتقود الشعوب إلى الخير والهدى، وتدفع أولي العزم إلى أن يقودوا الأمّة إلى أهدى الطرق وأرشد السبل!
مِن حق الله تعالى أن يُكلِّف عباده ما شاء؛ بحكم ربوبيته لهم وعبوديتهم له، فهو وحده له الأمر كما له الخَلْق؛ ولهذا لابد أن يطيعوه فيما أمر ويُصدِّقوه فيما أخبر وإن لم يدركوا علة أمره أو كُنه خبره، وعليهم أن يقولوا في الأول: {سمعنا وأطعنا}، وفي الثاني: {آمنا به كلٌ مِن عند ربنا}
إذا كان هناك رأيان متكافئان: أحدهما أحوط والثاني أيسر؛ فإني أوثر الإفتاء بالأيسر؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما أما الأحوط فيمكن أن يأخذ به المفتي في خاصة نفسه أو يُفتي به أهل العزائم ما لم يخش عليهم الجنوح إلى الغلو
دعوة عامة حفل تدشين موسوعة الأعمال الكاملة لسماحة الامام يوسف القرضاوي ندعوكم لحضور حفل تدشين موسوعة الإمام القرضاوي الأحد 15 أكتوبر 2023م الساعة 5 30 مساء مبنى شؤون الطلاب (11-i) يشارك في الحفل اصحاب الفضيلة العلماء: الشيخ الددو، د عصام البشير، د أحمد الريسوني، د علي القرداغي، د علي الصلابي، وغيرهم برعاية جامعة قطر وكلية الشريعة (تقام صلاة المغرب بقاعة الاحتفالية)
النصر للمؤمنين؛ وإن كانوا أقل عددًا وعُدّة فالمؤمنون يضربون بسيف الله، ويقاتلون بقوة الله؛ قال تعالى: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} #غزة_تستغيث #غزة_تُباد #غزة_تحت_القصف #غزه_تقاوم #غزة_تحت_الركام #طوفان_الأقصى
هؤلاء القتلة السفاحون سيأخذهم الله أخذًا أليمًا شديدًا أخْذ عزيزٍ مقتدر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفْلِته»، ثم قرأ: {وكذلك أخْذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليمٌ شديدٌ} #غزة_تستغيث #غزة_تُباد #غزة_تحت_القصف #غزه_تقاوم #غزة_تحت_الركام #طوفان_الأقصى
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ } #غزة_تستغيث #غزة_تُباد #غزة_تحت_القصف #غزه_تقاوم #غزة_تحت_الركام #طوفان_الأقصى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي على الدِّين ظاهرين لعدوِّهم قاهرين لا يضرُّهم مَن خالفَهم إلا ما أصابهم من لأواءٍ حتى يأتيَهم أمرُ اللهِ وهم كذلك» قالوا وأين هم؟ قال: «ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المَقدسِ» #غزة_تستغيث #غزة_تُباد #غزة_تحت_القصف #غزه_تقاوم #غزة_تحت_الركام #طوفان_الأقصى
عدَّد القرآن فضائح اليهود وجرائمهم؛ وكأن الله سبحانه وتعالى أراد بذلك أن يُعْلِمنا بأنه ستكون لنا معهم معارك فهم أكذب الناس إذا تحدثوا، وأفجر الناس إذا خاصموا، وأخون الناس إذا عاهدوا ورغم ذلك كأننا لا نعرفهم! #غزة_تستغيث #غزة_تُباد #غزة_تحت_القصف #غزه_تقاوم #غزة_تحت_الركام #طوفان_الأقصى
مهما بلغ عدونا من قوة، ومهما تجبَّر علينا وطغى؛ نثق بأن الله تعالى معنا، وأن المستقبل لنا؛ لأننا أصحاب الحق، والله لا ينصر الباطل على الحق {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} #غزة_تستغيث #غزة_تُباد #غزة_تحت_القصف #غزه_تقاوم #غزة_تحت_الركام #طوفان_الأقصى
دمغ القرآن الكريم بالطغيان والفساد حضارات أقامت من البناء المادي آيات، ومع هذا استحقت عذاب الله ونقمته؛ ذلك لأنهم عمروا الأرض وخرَّبوا الإنسان، أقاموا المباني وهدموا المعاني، عملوا للدنيا ونسوا الآخرة، حابوا الأقوياء وطغوا على الضعفاء، أضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات
حال المؤمنين أمام البلاء ليس كحال غيرهم، فإيمانهم بالقدر يُهوِّن عليهم البلاء، فهم يعلمون أن ما ينزل بهم من مصائب ليس ضربات عجماء ولا خبط عشواء، ولكنه وفق قدر معلوم، وقضاء مرسوم، وحكمة أزلية، وكتابة إلهية؛ فآمَنوا بأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم
الحق أحق أن يُتَّبع والعدل أولى أن يُلتزم، بغض النظر عن عواطف الحب ومشاعر البغض، وهذا ما تفتقر إليه مجتمعاتنا فهي تفتقر إلى الرجال الذين يقيمون العدل ولو على أنفسهم، ويعترفون بالخطأ إذا أخطأوا، لا يمنعهم من إعلان ذلك كبر ولا هوى ولا خجل، وهذه هي الشجاعة الأدبية وهي الأمانة حقا
يُحذِّر النبي صلى الله عليه وسلم مِن الغفلة عن ليلة القدر وإهمال إحيائها، فيُحرَم المسلم من خيرها وثوابها فيقول لأصحابه وقد أظلهم شهر رمضان: «إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، مَن حُرِمها فقد حُرِم الخير كله، ولا يُحرَم خيرها إلا محروم»
دائرة الإنفاق تتسع بعد الزكاة لما تهفو إليه القلوب المؤمنة من التطوع بالخير والتوسع في إسداء المعروف وقد رغَّب الإسلام في ذلك ترغيبًا يشرح صدر الكريم، ويدفع البخيل إلى العطاء، فالله تعالى يتقبل الصدقة بيمينه وينمّيها لصاحبها حتى تصير التمرة مثل جبل أُحد!
المسلم هو المسلم، مسافرًا أو مقيمًا، في بلده أو خارجها، حيثما كان فهو يراقب الله عز وجل، يعلم أن الله مطَّلعٌ عليه، يراه بعينه التي لا تنام، {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} (إبراهيم:38)
المجتمع المسلم لا يُهمل فيه الآباء الأبناء، ولا يعُق فيه الأبناء الآباء، ولا يتجافى فيه الإخوان، ولا تتقطع فيه الأرحام، ولا يتناكر فيه الجيران، ولا تنفُق فيه سوق الغيبة والنميمة وفساد ذات البَيْن، ولا ينهزم فيه البذل والإيثار أمام الشح والأنانية وحب الذات
شر أنواع الظلم هو ما ينشب فيه القوي المستكبر في الأرض أظافره في العاجز المستضعف الذي لا سند له ولا ناصر من الناس؛ فهذا ما يُعَجِّل بنِقمة السماء على أهل الأرض من الظلمة والجبارين: {الذين طغوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد * فصبَّ عليهم ربك سوط عذاب * إن ربك لبالمرصاد}
كل عمل يُغيِّب العقل بثقافة مسمومة -باسم الدين أو الدنيا- يعد من كبائر الإثم وفواحش الجرائم؛ لهذا كان من أعظم ما جاء به الإسلام: تكوين العقلية العلمية، التي تؤمن بالنظر والتفكر، وتتبنى الحق والبرهان، وترفض اتباع الظن والهوى، وتعتبر طلب العلم فريضة والجهل منكرًا!
نود أن نوجه سؤالًا صريحًا إلى الذين يهاجمون التراث الإسلامي: أي شيء يريده المجتمع الحديث المتقدم حقًا، ولا يدعو إليه الإسلام؟ العلم؟ أم الحرية؟ أم المال؟ أم القوة؟ أم الصحة؟ أم الحياة الطيبة؟ أم الزراعة؟ أم الصناعة؟ أم التجارة؟ إن الإسلام يدعو إلى هذا كله، ويُقيم عليه مجتمعه
لا ندعو إلى إسلام مقيَّد ببلد أو بشخص، أو بمذهب أو بعصر، نحن ندعو إلى إسلام القرآن والسنة، موصولًا بالواقع، مربوطًا بالزمان والمكان والإنسان، مشروحًا بلغة العصر، مفتوحًا للتجديد والاجتهاد من أهله في محله، مستلهمًا للماضي، معايشًا للحاضر، مستشرفًا للمستقبل
مِن أعظم الجرائم في الإسلام: جريمة الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، فيحلون الحرام، أو يحرمون الحلال، بغير إذن من الله جل جلاله؛ كما قال تعالى منذرًا ومحذرًا: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزقٍ فجعلتم منه حرامًا وحلالًا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون} (يونس: 59)
الشرع الإلهي هو كهف الأمان للناس، يلوذون به إذا اضطربت بهم المسالك، وتفرقت بهم السبل، والتبست عليهم الغايات، واختلفت عليهم الأدلة هناك يجدون الهدى من حيرتهم والأمن من خوفهم والسكينة من قلقهم ويستبينون الرشد من الغي، ويخرجون من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد
قد يتفوق المغتصب فترة من الزمن، يفرض نفسه بالحديد والنار، ولكن دوام الحال من المحال، {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}، سينتصر الحق لا محالة على الباطل: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}
كل عمل يمسح به الإنسان دمعة محزون، أو يخفِّف به كُربة مكروب، أو يُضمِّد به جراح منكوب، أو يسد به رمق محروم، أو يشد به أزر مظلوم، أو يُقيل به عثرة مغلوب، أو يقضي به دين غارم مثقل، أو يهدي حائرًا، أو يُعلِّم جاهلًا، أو يؤوي غريبًا؛ فهو عبادة وقُربة إلى الله إذا صحَّت فيه النية
وقف النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في حجاج بيت الله في أواسط أيام التشريق، ويُعلمهم بمبدأ الإسلام العالمي: «يا أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر؛ إلا بالتقوى»
إنما كان الحج قذى في عين أعداء الإسلام؛ لأنه المؤتمر الإلهي الجامع، الذي يتنادى إليه المسلمون من كل صوب؛ فيربط بين قلوبهم برباط الأخوة الإسلامية العامة، ويُذكِّرهم بوحدة الآمال والآلام، ويوحي إليهم أن يعملوا ويتعاونوا ليعودوا من جديد خير أمة؛ وهذا ما تغصُّ به حلوق أعداء الإسلام!
في الحج نرى وحدة في المشاعر، ووحدة في الشعائر، ووحدة في الهدف، ووحدة في العمل، ووحدة في القول لا إقليمية ولا عنصرية ولا عصبية، إنما هم جميعًا مسلمون، يؤمنون برب واحد، ويطوفون ببيت واحد، ويتبعون رسولًا واحدًا، ويؤدون أعمالًا واحدة؛ فأي وحدة أعمق من هذه وأبعد غورًا؟!
الحج شحنة روحية كبيرة يتزود بها المسلم؛ فتملأ جوانحه خشية وتقى لله، وعزمًا على طاعته، وندمًا على معصيته! وتغذي فيه عاطفة الحب لله ولرسول الله، ولمن عَزَّرُوه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه، كما توقظ فيه مشاعر الأخوة لأبناء دينه في كل مكان، وتوقد في صدره شعلة الحماسة للإسلام
اعتبَر الإسلام سعي المسلم على معاشه نوعًا من الجهاد؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إنْ كان خرج يسعى على ولدِه صغارًا؛ فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين؛ فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعُفُّها؛ فهو في سبيل الله»
مَن يوالي الأعداء وينضم إليهم، ويلقي إليهم بالمودة على حساب أمته؛ لا يشك أحد في أن عمله أمر مُجرّم ومُحرّم وطنيًا ودينيًا، ولا سيما في أوقات الصراع والحروب، فهو في نظر الوطنية: خيانة، وهو في نظر الدين: ردة، وهي معنى قوله تعالى: ﴿ومَن يتولَّهم منكم فإنه منهم﴾ (المائدة:51)
الإسلام لا يكتفي من الإنسان أن يؤمن بالله وحده فقط؛ ولكن يضم إلى هذا الإيمان البراءة من الكفر والشرك، ومِن هنا جاء قول الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا} (البقرة: 256)
لابد على المجتهدين من أهل العلم أن يُبيِّنوا للناس أمور دينهم وأن يصححوا المفاهيم ويدفعوا الشبهات ويوضحوا الحِكَم والأسرار، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا؛ امتثالا للميثاق الذي أخذه الله تعالى على العلماء، قال سبحانه: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}
{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} (الحج: 58-59)
دعوة النبي لم تكن دعوة نظرية بيانية فقط؛ وإنما كانت دعوة نظرية وعملية في آن واحد، فالحرص على هداية الضال، وتعليم الجاهل، والأخذ بيد المتعثر، مع الرفق واللين؛ كانت هذه الأخلاق يراها الصحابة في مواقف النبي صلى الله عليه وسلم اليومية قبل توجيهاته اللفظية
مِن لطائف الأدب في نداء أيوب لربه أنه لم يسأله شيئًا معينًا كالشفاء أو العافية أو إعادة الأهل إليه؛ إنما اكتفى بأن ذكر نفسه بالحاجة والضعف، وذكر ربه بما هو أهله، ولم يزد على ذلك شيئًا: {وأيوب إذ نادى ربه أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأنت أرحم الراحمين} (الأنبياء: 83)
مما يعين على الصبر: التأمل في سير الصابرين وما لاقوه من صنوف البلاء، وبخاصة أصحاب الدعوات وحَمَلة الرسالات، مِن أنبياء الله ورسله، المصطفين الأخيار، الذين جعل الله من حياتهم وجهادهم دروسًا بليغة لمن بعدهم؛ ليتخذوا منها أسوة ويتعزوا بها عما يصيبهم من متاعب الحياة وأذى الناس
أمر الله المؤمنين أن يقوموا بالقسط شهداء لله، لا يمنعهم من ذلك عاطفة حب لقريب أو بغض لبعيد، فالعدل فوق عواطف المحبة والكره، ويجب أن يكون لله يقول تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كونوا قَوَّامِينَ بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين} (النساء: 135)
الإسلام شرع لنا أن نذهب في كل أمر إلى خبرائه نسألهم عنه ونستفتيهم فيه، سواء أكان في أمور الدين أم أمور الدنيا، كما قال تعالى: ﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ (فاطر: 14)، وقال عز وجل: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (النحل: 43)