هو الإمام الحافظ العلامة: أبو بكر أحمد بن محمد بن هاني الإسكافي الأثرم الطائي، وقيل: الكلبي.

أحد الأعلام، ومصنف (السنن)، تلميذ الإمام أحمد.

ولد في دولة الرشيد.

روى عنه كثيرا من المسائل، سمع من عفان، وأبي الوليد، والقعنبي، وأبي نعيم، وابن أبي شيبة, وخلق كثير، وحدث عنه: النسائي في (سننه)، وموسى بن هارون، ويحيى بن صاعد، وعلي بن أبي طاهر القزويني، وغيرهم.

وكان حافظا صادقا قوي الذاكرة، كان ابن معين يقول عنه: "كان أحد أبويه جنيا"؛ لسرعة فهمه وحفظه، وكان عالما بكتب ابن أبي شيبة، وله كتب مصنفة في العلل والناسخ والمنسوخ، وكان من بحور العلم، وله مسند مصنف كذلك.


اجتمع عمر بن حفصون، وسعيد بن مستنة، وسعيد بن هذيل، وضمهم عسكر واحد، فضربوا بناحية جيان وأغاروا، فأصابوا وغنموا، وانصرفوا إلى حصن جريشة؛ فاتبعهم القائد أحمد بن محمد بن أبي عبدة فلحقهم وهزمهم، وقتل جماعة منهم، فيهم تسريل العجمي من قواد ابن حفصون.


افتتح القائد أحمد بن محمد بن أبي عبدة حصن الزبيب، وابتنى حصن ترضيض؛ تضييقا على ابن هذيل، وحصن قلعة الأشعث، ووضع فيه ندبا من الرجال.

وشتى هذه السنة بجبل أرنيش من كورة قبرة.

وكانت له في هذه الشتوة حركات بالغت في نكاية أهل النفاق.


خرج محمد بن عبد الملك الطويل إلى بار بليارش؛ فافتتح حصن أوربوالة، وأصاب من المشركين ثلاثمائة سبية، وقتل كثيرا منهم، وهدم الحصن وحرقه.

وتقدم إلى حصني علتير والغبران فهدمهما.

وكان مبلغ الفيء في هذه الغزاة ثلاثة عشر ألفا.