هو أبو عبدالله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هشام بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، الإمام عالم العصر ناصر الحديث، فقيه الملة، ثم المطلبي الشافعي، المكي، الغزي القرشي، أحد الأئمة الأربعة المشهورين في الفقه، ولد في غزة عام 150هـ فعادت به أمه إلى مكة، وهو ابن سنتين، فنشأ بها، وأقبل على الأدب والعربية والشعر، فبرع في ذلك.

وحبب إليه الرمي حتى فاق الأقران، وصار يصيب من العشرة تسعة.

ثم كتب العلم.

قال الشافعي: "أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه، ما خلا حرفين، إحداهما: دساها" وكان من أفصح الناس وأحفظهم، رحل إلى المدينة وسمع من الإمام مالك, قال الشافعي: "أتيت مالكا وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وكان ابن عم لي والي المدينة، فكلم لي مالكا فأتيته.

فقال: اطلب من يقرأ لك، فقلت: أنا أقرأ، فقرأت عليه.

فكان ربما قال لي لشيء: أعده, فأعيده حفظا, وكأنه أعجبه".

ثم رحل لليمن، ثم سير إلى العراق إلى الرشيد وبقي فيها وتفقه، وتكررت رحلته إلى العراق أكثر من مرة، ثم إلى مصر، وله من المؤلفات: الرسالة، والأم، واختلاف الحديث، وله ديوان شعر، انتشر مذهبه بسبب كثرة ترحله وجمعه بين طريقة المحدثين وطريقة الفقهاء، وكان أحمد بن حنبل يدعو له في صلاته نحوا من أربعين سنة، قال يونس الصدفي: "ما رأيت أعقل من الشافعي؛ ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة؟ قلت: هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون".

توفي في مصر ودفن بالقرافة الصغرى، وله أربع وخمسون سنة.