حج الرشيد ومعه ابناه: الأمين محمد، والمأمون عبد الله، وفرق بالحرمين الأموال، وفيها بايع الرشيد بولاية العهد لولده قاسم بعد الأخوين: الأمين والمأمون، ولقبه المؤتمن، وولاه الجزيرة والثغور، وهو صبي.


تمرد متولي المغرب محمد بن مقاتل العكي، وظلم وعسف واقتطع من أرزاق الأجناد وآذى العامة، فخرج عليه تمام بن تميم التميمي نائبه على تونس، فزحف إليه فبرز لملاقاته العكي، فهزمه ابن تميم، فتحصن العكي بالقيروان في القصر، وغلب تمام على البلد، ثم نزل العكي بأمان وانسحب إلى طرابلس، فنهض لنصرته إبراهيم بن الأغلب، فتقهقر تمام إلى تونس ودخل ابن الأغلب القيروان، فصلى بالناس وخطب وحض على الطاعة، ثم التقى ابن الأغلب وتمام فانهزم تمام، واشتد بغض الناس للعكي، وكاتبوا الرشيد فيه، فعزله وأقر عليهم إبراهيم بن الأغلب.


بعد أن قام إبراهيم بن الأغلب بقمع تمرد تمام بن تميم في أفريقيا، ولاه الرشيد، فانقمع الشر، وضبط الأمر، وسير تماما وكل من يتوثب الولاة إلى الرشيد، فسكنت البلاد، وابتنى مدينة سماها العباسية بقرب القيروان، وانتقل إليها بأهله وعبيده.